قال تعالى: (,,ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم ان يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه,,) سورة الحجرات: 12.
نهى الله تعالى في هذه الآية الكريمة عن الغيبة ونفّر منها أعظم تنفير إذ شبّه من يغتاب أخاه المسلم بأبشع صورة تأباها النفوس السليمة والفطر المستقيمة وتشمئز منها الأنفس الطيبة، تلكم الصورة هي صورة من يأكل من لحم إنسان بشري مثله كما يأكل من الحيوان المباح, فلا شك ان السويّ من الناس يشمئز من ذلك، ولقد سمع الرسول الكريم احد المسلمين حين اقيم الحد على ماعز رضي الله عنه فتكلم فيه اثنان من المسلمين فسكت الرسول صلى الله عليه وسلم حتى مروا بجيفة حمار نتن فقال لهما: انزلا فكلا من جيفة هذا الحمار, فقالا:ومن يأكل من هذه الجيفة؟! فقال لهما المصطفى صلى الله عليه وسلم ان نيلكما من عرض اخيكما أشد من أن تأكلا من جيفة هذا الحمار!.
ولكن ما معنى هذه الغيبة التي نفّر منها المولى جل وعز؟.
خير من يجيبنا عن هذا السؤال المبلغ عن الله تعالى والمفسر لكتاب الله تعالى المبين للوحي المنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكيف عرفها؟ قال: ذكرك أخاك بما يكره, قيل: أرأيت ان كان في أخي ما أقول؟ قال: ان كان فيه ما تقول فقد اغتبته وان لم يكن فيه فقد بهته .
فما أجدر المسلمين اليوم - وهم يلوكون بألسنتهم اعراض المسلمين دون تحسب ودون خوف من عقاب الله تعالى، ودون مراعاة لحرمات المسلمين ما أجدرهم أن يعوا هذا التنفير فيتخلوا عن الغيبة بشتى الوانها لفظاً وإشارة وحكاية وكتابة حتى لا يقعوا في النهي وحتى لا ينالهم الجزاء الأوفى بالحسنات والسيئات.
*وكيل قسم القرآن بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية