الاسلام الحنيف دين الرحمة والمودة والمساواة ودين الايثار والاحسان بل هو دين الأخلاق الفاضلة والشمائل الكريمة, يقول الله تعالى في حق حبيبه ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم: وإنك لعلى خلق عظيم وتقول أمنا عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: كان خلقه القرآن وقد جاء في الاثر عنه صلى الله عليه وسلم قوله: انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق .
ولا شك أن هذا أمر معروف ومعلوم من الدين بالضرورة ويعرفه كل مسلم ولأن المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو القدوة الحسنة والمثال المحتذى - فإني أسوقه حديثاً عنه صلى الله عليه وسلم واصفاً شيئاً من شمائله وأخلاقه عليه الصلاة والسلام أسوقه لذوي الشأن من أهل العلم والمعرفة ورجال التربية والاخلاق وأرباب الجاه والثراء والرياسة وأولياء الأمور وغيرهم من المسلمين للعبرة والاتعاظ قال تعالى لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر .
يروي الامام البخاري رحمه الله وغيره عن أنس رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً، وكان لي أخ يقال له أبو عمير - قال: أحسبه فطيماً - وكان إذا جاء قال: يا أبا عمير ما فعل النغير؟ نغر كان يلعب به، فربما حضرت الصلاة وهو في بيتنا فيأمر بالبساط الذي تحته فيكنس وينضح ثم يقوم ونقوم خلفه فيصلي بنا.
إن هذا الحديث يشمل على وجوه الفقه والاخلاق وفنون الأدب والمعاملة بما يزيد عن ستين فائدة ذكرها المحققون من أهل العلم أذكر بعضاً منها باختصار فيه استحباب زيارة الإخوان وإن كثرت وجواز تخصيص الإمام وولي الأمر بعض الرعية بالزيارة، ومشي الحاكم وحده، واستحباب صلاة الزائر في بيت المزور وفيه جاز الممازحة وتكرير المزح ولو كانت مع الصبي الذي لم يميز، وفيه ترك الترفع والتكبر والتكيف في مجال الطهارة، وجواز السجع في الكلام اذا لم يكن متكلفاً وفيه جواز تكنية من لم يولد له، وجواز لعب الصغير بالطير وهو دليل على اقتناء الطيور ووضعها في القفص ونحوه.
وفي الحديث معاشرة الناس على قدر عقولهم، وفيه مشروعية اكرام الزائر، وان التنعم اليسير لا ينافي السنة، وان تشييع الجنائز ليس على الوجوب الى غير ذلك من الفوائد العظيمة.
وخلاصة القول اخي الحبيب ان المصطفى عليه الصلاة والسلام صافح أنساً كما ورد في بعض روايات الحديث ومازج عميراً أخا أنس لأمه ونام على فراش ام سليم, وصلى بهم في بيتهم حتى نالوا كلهم من بركته.
* كوالالمبور ماليزيا
mustashar*makloob.com