المفكر الإسلامي د, حقار أحمد لـ الجزيرة فكرة الحوار بين الأديان تبناها الفاتيكان للتعريف بالنصرانية!! النجاحات النصرانية ارتبطت بمساعدات الأيتام وإغاثة الناس! جهود المملكة الدعوية تفوق أية جهة إسلامية |
* * الرياض سعود الشيباني
إثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم من التوراة والانجيل، بوليس ليس نبيا ولا رسولا، تأصيل عقيدة التثليث من العهد الجديد، تناقضات خطيرة في الكتاب المقدس، تشاد دولة عربية منسية، التنصير في افريقيا، ازمة جنوب شمال وهم ام حقيقة؟، خطر المخدرات على الشباب، تلك العناوين كانت ابرز الكتب والبحوث التي قدمها المفكر الاسلامي الدكتور حقار محمد احمد، للساحة الاسلامية, وللدكتور حقار جهود كبيرة في محاربة التنصير في القارة الافريقية وذلك لسعة افقه واطلاعه وإلمامه التام بمفردات هذا الموضوع المهم وهو محاور بارع ومتحدث لبق يجيد اللغتين الانجليزية والفرنسية فضلاًعن لغته الام العربية، ويعتبره الكثيرون من المتخصصين في الحوار واصوله وكيفياته كما يعتبرونه خليفة للشيخ احمد ديدات عافاه الله وشفاه، الجزيرة التقت بالدكتور حقار ابان زيارته التي قام بها للمملكة,, وكانت تلك الحصيلة:
* أعلن البابا مقولته المشهورة ان عام ألفين هو عام التمكين للتنصير في افريقيا ونحن الآن في اوائل الالفية الثالثة,, كيف تنظرون لمقولة الباب في ضوء الواقع الآن؟
اطلق البابا هذا الشعار في عام 1993م بحضور اكثر من 1800 كردينال بما فيهم اعضاء مجلس كرادلة روما ومن الاسباب التي دعت الباب يطلق هذا الشعار تنصير افريقيا في عام ألفين : ان النصرانية لم تعد الديانة التي تحظى بالاحترام في الغرب والتأثير على حياة الناس بصورة عامة حيث إن نسبة الممارسين لها في معظم الدول الغربية 3% بالنسبة للكاثوليك و 7% بالنسبة للبروتستانت فعليه يجب البحث عن موطن للنصرانية وأنسب موطن لها هي في افريقيا لبساطة من فيها وبعده عن الحياة المادية والفلسفات والمجادلات ووافق الكرادلة على الاستمرار في المشروع ورفع الشعار فقال البابا باسم الاب والابن وروح القدس امضوا وخصصوا له ميزانية أولية 5,3 مليارات دولار امريكي.
والسؤال المطروح هو: هل الباب استطاع ان يحقق شيئا من اهداف هذه المقولة ونحن في اوائل الالفية الثالثة؟
وقد يجيب شخص ما ان الباب قد فشل في تحقيق اهدافه لان افريقيا برمتها لم تنصر ولكن المتتبع لأنشطة التنصير في هذه القارة يقول: ان الباب حقق شيئا من اهدافه ونلاحظ ذلك من خلال خطبة البابا لتجسيد محتويات هذه المقولة منها:
سحب نصف القسس والرهبان والشماسين واستبدالهم بعناصر جديدة يكونون اكثر دقة وملاحظة الامور من القدامى الذين يخشى ان يكونوا قد تأثروا بأهل البلاد وقد تم هذا الامر.
انشاء معاهد لتعليم اللغات واللهجات المحلية وطبع كتيبات تحتوي على نصوص مختارة من العهد الجديد والقديم والعكوف على ايصالها الى ابناء المسلمين في القرى والارياف والبادية من خلال كفالة بعض المعلمين وتقديم المساعدة لهم باسم تطوير التعليم والتنمية الزراعية في هذه المناطق عبر منظمات تبدو ظاهراً انسانية وهي في الحقيقة وجهات للتنصير وقد تم ذلك على نطاق واسع جداً.
السيطرة على المؤسسات التعليمية العامة والخاصة في دول افريقيا جنوب الصحراء وتحقق هذا الامر بنسب متفاوتة.
طباعة الكتاب المقدس بعدد من اللغات واللهجات المحلية في كل دولة على حدة وقد تم تجهيز المشروع ولكن التوزيع لم يبدأ بعد.
دخول عدد من المسلمين في النصرانية فعلا كنتيجة لهذه الجهود واحيانا في مناطق لم نتوقع ظهور التنصير فيها لقوة الاسلام والثقافة العربية والاسلامية وقدمهما فيها كحالة منطقة وادي في شرقي تشاد حيث اعتنق اكثر من 270 من ابناء المسلمين النصرانية وقد وضع البابا الاحتياطات اللازمة لاستمرار المشروع حتى بعد وفاته منها اقتراح تنصيب كردينال في افريقيا خلفا له في الكرسي الباباوي وهو فرانسيس ارنزي من نيجيريا والشخص الثاني المقترح هو ايضا من افريقيا وهو برنادين غاندين من جمهورية بنين وذكروا اسبابا لا يتسع لها المقام وهذا يحتاج الى ندوة دولية على مستوى العالم الاسلامي.
* الحوار بين الاديان فكرة اطلقت اخيراً، هل ترون من جدوى لذلك الحوار؟ وكيف السبل المناسبة لادارته؟
فكرة الحوار بين الاديان تبنتها دولة الفاتيكان وأسست لها امانة عامة والغرض الرئيسي منه التعريف بالنصرانية لدى الطبقة المثقفة واما اذا نسأل عن جدوى هذا الحوار بالنسبة للمسلمين فالحوار يمكن ان يكون له جدوى حسب تجربتي المتواضعة وذلك من خلال عدد من النقاط هي ان الحوار:
يصلح وسيلة تعريف بالاسلام للقساوسة ونفي الشبهات عنه كالعنف والحرب من اجل الحرب وممارسة الرق وظلم المرأة وحقوق الانسان بسبب جهلهم بالاسلام.
وعند هجماتهم غير المباشرة على الاسلام في مؤتمرات الحوار تكون فرصة للمسلمين للاشارة الى التناقضات الكثيرة والخطيرة الموجودة في الكتاب المقدس بطريقة ذكية، وهذا الاسلوب يوقع كثيرا منهم في الشك والارتباك وربما يقود به الى الاسلام وقد تحقق شيء من ذلك واما اسلوب الادارة يجب اعداد عنصر ذي حصيلة شرعية اسلامية والثقافة العصرية وإلمام بالثقافة اليهودية النصرانية ويتمتع بالرصانة وضبط النفس.
ان يكون الحوار موضع اهتمام ومتابعة الدول الاسلامية العربية كما هو موضع ومتابعة الدول الغربية والفاتيكان بصورة خاصة وعدم الغياب عن محافله وعند الغياب فالحوار يصبح منبراً لتشويه الاسلام وكذلك اذا تولى امره عناصر غير معدة اعدادا جيدا.
* تلتبس الامور على كثير من الناس تجاه المنطلقات الغربية الكنسية في مواجهة المسلمين خصوصا الاقليات المسلمة في اوروبا فهل ترون ان المنطلقات الغربية في المواجهة من المسلمين حتمية؟ وايهما يحكم الغرب العقيدة ام المصالح؟
ان الذي يعييش في اوروبا يفهم على انه غير مشمول بعبارة حقوق الانسان ولا الاسلام بعبارة علمانية الدولة تعني المساواة بين الاديان فالنصرانية المتدينة او اليهودي او اليهودية او البوذي يدخل المؤسسات التعليمية الممنوعة للفتاة المسلمة المحجبة غير ممنوعة لهؤلاء بملابسهم التقليدية فالصراع صراح حتمي ومعلن واما من يحكم الغرب العقدية او المصالح فان العقيدة بشكلها التراثي تحكم الغالبية في الغرب بما فيهم الملحد والمصالح في الآلهة المزيفة المسيطرة على الحياة اليومية للفرد ولكن عند الحرب ضد الاسلام يمكن التضحية بالمصالح.
* ماهي التدابير الواقية من الوقوع في احضان الحركة التنصيرية من وجهة نظركم خصوصا انه تستغل حاجة المسلمين في كثير من الدول للغذاء والكساء وهي حاجات ضرورية لا غنى للانسان عنها؟
لقد لاحظت ميدانيا ان النجاحات التنصيرية ارتبطت بصورة رئيسية بمساعدة الايتام والارامل واغاثة الناس عند حدوث الكوارث في الوقت المناسب والتعليم المجاني والنوادي الثقافية وتشغيل الشباب والتكوين المهني لهم ثم البحث عن عمل لهم والخدمات الطبية فنحن اذا اخذنا بعين الاعتبار هذه المسائل واكدنا على اهميتها والاستمرار في دعمها تكون ضمانة قوية للرد على التنصير والتدبير الجيد، وكذلك الرفع من مستوى وعي المحسن المسلم الى مستوى النصراني وبصورة خاصة كيفية الانفاق حيث يوجد الآن من المحسنين المسلمين من يصر على بناء مسجد فقط او الاضاحي او افطار الصائم ويهمل الجوانب الاخرى، بينما المحسن النصراني يترك حرية التصرف للجهات المختصة والتصريف يكون حسب الاولوية وغالبا ما يكون المحسن المسلم غائبا عن الميدان بينما النصراني يسجل حضورا من حين لآخر.
* كيف ترون مواقف المملكة وخادم الحرمين الشريفين في الدعوة الى الاسلام ودعم المؤسسات والمراكز الاسلامية في الغرب؟
دكتور حقار: بحكم وجودي واحتكاكي بهذا العالم فان جهود المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين تفوق جهود اية جهة اسلامية حيث تقوم حكومة خادم الحرمين الشريفين بدعم كافة المؤسسات الدعوية والتعليمية والثقافية الاسلامية في اوروبا من خلال سفراء خادم الحرمين الشريفين والمؤسسات الخيرة والسعودية، مثل هيئة الاغاثة الاسلامية والندوة العالمية للشباب الاسلامي وهذا ليس غريبا من هذه الدولة التي قامت على شرع الله وحماية الاسلام والمسلمين ونسأل الله لها الامن والاستقرار والسلام الدائم.
|
|
|