سمو ولي العهد في تصريح صحفي لدى وصوله دمشق نسعى إلى لم الشمل ووحدة الصف العربي لمواجهة التحديات والأخطار على إسرائيل أن تعي ضرورة السلام,, ولغة القوة لن تقود إلا للدمار |
* دمشق واس :
أكد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني أن الزيارات الخاصة التي يقوم بها سموه لمصر وسوريا ولبنان تستهدف لم الشمل وتوحيد الصف العربي في هذه الظروف الصعبة التي تحمل في أحشائها أعظم المخاطر والتحديات التي لا يعلم مداها إلا الله.
وقال سموه: إن الأمة العربية تجنح للسلم العادل والمنصف الذي يعيد لكل ذي حق حقه ويكفل الأمن والاستقرار,, فنحن أصحاب حق شرعي تاريخي واضح لا يملك التنازل عنه كائن من كان ومقاومتنا للعدوان والاحتلال حق مشروع كفلته شرائع السماء وكرسته قوانين الأرض.
جاء ذلك في تصريح صحفي أدلى به سمو ولي العهد عقب وصوله إلى دمشق أمس الاول المحطة الثانية في جولة سموه العربية الحالية.
وفيما يلي نص التصريح: كم نحن سعداء أن نحل في ربوع هذا البلد العربي العزيز الذي نكن له رئيساً وشعباً أصدق مشاعر المحبة والاعزاز والاحترام.
لقد كنا أمس في أرض الكنانة واليوم في دمشق الأبية وغدا إن شاء الله في لبنان الصمود.
وما سعينا هذا السعي إلا لنحمل لاشقائنا هنا وهناك هموم أمتنا العربية وآلامها وآمالها وتطلعاتها ونتبادل معهم المشورة والرأي مستهدفين لم الشمل وتوحيد الصف في هذه الظروف الصعبة التي تحمل في أحشائها أعظم المخاطر والتحديات التي لا يعلم مداها إلا الله.
ورغم ما تشهده أمتنا العربية وتقاسيه من عدوان وجور واستفزاز يهز كل مقدرة على الصبر والحلم والاحتمال في نفس الإنسان رغم ذلك كله ستظل شمعة الأمل والتفاؤل حية متقدة ولن تطفئها أعاصير التشاؤم والاستفزاز مهما عتت.
وسيظل إيماننا راسخا بحول الله وعونه بأن الحق لن يغلبه باطل وأن قطار السلام سيواصل سيره حتى يبلغ منتهاه ولن تعيقه إن شاء الله عقبات أو عوائق مهما بلغت.
وإذا كان ثمة من على عيونه غشاوة تحجب عنه الرؤية السليمة للسلام العادل وفضائله فلن نفزع ولن نجزع ولن نهزع إليه مستسلمين لجوره مستجيبين لباطله، بل علينا أن نصبر ونصمد ونقاوم بكل طاقة نملكها فالضعيف اليوم سيقوى غدا والقوة لا تدوم لأحد إلا لصاحب القوة والجبروت جل جلاله (وتلك الأيام نداولها بين الناس),وحري بمن أعمتهم القوة وأسكرهم الغرور أن يعوا هذه الحقيقة جيدا ويضعوها نصب أعينهم فالشعوب الحية لا تنسى ولا تستسلم ولا تموت وما ضاع حق وراءه مطالب وللتاريخ ذاكرة تستنطق الجامد وتسجل الحقائق وتحفظها من كل نسيان أو تشويه نقول ذلك لأننا أصحاب رسالة وأصحاب حق شرعي تاريخي لالبس فيه وان تطاول عليه من تطاول, حقنا جلي واضح لا يملك التنازل عنه كائن من كان ومقاومتنا للعدوان والجور والاحتلال حق مشروع كفلته شرائع السماء وكرسته قوانين الأرض.
أمتنا العربية تجنح للسلم وتصبو إليه لكن ليس أي سلام وإنما السلام العادل المنصف الذي يعيد لكل ذي حق حقه ويكفل الأمن والاستقرار لكل من يعيش في هذه المنطقة التي تنزلت فيها رسالات السماء وهدت البشرية إلى الحق والخير والعدالة.
هذه رؤيتنا وهذا توجهنا في المملكة العربية السعودية وعلى رأسها أخي خادم الحرمين الشريفين (يحفظه الله) وعلى كل الأطراف وبخاصة إسرائيل قبول هذه الحقائق ووعي ضرورة السلام وفضائله,إننا نريد لغيرنا الأمن والسلام مثلما نريده لأنفسنا وندرك أن ذلك لن يتحقق بغير العدل والانصاف ونبذ غرور القوة الغاشمة.
أما الاستفزاز والعدوان واستخدام لغة القوة فلن تحل إشكالا ولن تؤدي لغير المزيد من المرارة والاحقاد والدمار, واخشى ما نخشاه أن يغلب اليأس الأمل وتنزلق المنطقة كلها إلى حالة من الفوضى والعنف لا يعلم مداها إلى الله وتمتد أخطارها وتداعياتها إلى كل أرجاء العالم.
|
|
|