تعتمد الأمة في تربية ابنائها على المدارس ومدرسيها فأولتها الثقة والعناية كما خصصت لها الدولة كافة الامكانيات والموارد المالية والبشرية لتؤدي رسالتها التربوية على افضل وجه لأن تربية الاجيال امر حيوي وعمل جليل له اهميته من حيث المدرس والكتاب والمنهج وطرق التدريس والاختبارات والوسائل التعليمية الى غير ذلك من عناصر ومقومات العملية التعليمية.
ومن الامور التي يجب التنبه اليها الدروس الخصوصية هذه الظاهرة السيئة التي تفشت في مجتمعنا وممارسة هذه الظاهرة الشاذة في ابتزاز الطلاب مما ادى الى تدني المستوى التعليمي لأن الدروس الخصوصية وسيلة وباب للاتكالية وطريق للغش ولقد كان المعلمون على درجة من الجدية والاخلاص كما كان الطلبة على جانب من الجد والاهتمام وكان الطالب حريصا على العلم وليس على النجاح فقط.
ان المعلم الذي وهب نفسه لرسالة التعليم والذي قال احمد شوقي فيه:
ارأيت اشرف او اجل من الذي يبني وينشئ انفسا وعقولا |
يجب ان يتحلى بالسجايا الكريمة والصفات العلمية والمزايا الخلقية الحميدة وان يعي رسالة ومفهوم الامانة العلمية والدينية ويؤدي رسالته وواجبه التعليمي بأمانة ونزاهة وضمير.
ان وزارة المعارف تبذل جهودا عظيمة من اجل الوصول الى الهدف التربوي السليم والنموذج الأمثل للمدرسة والطالب والاعداد التربوي, إن الأمانة العلمية التي يحملها المعلم واقسم عند تخرجه عليها يجب صيانتها وتحمل مسؤولياتها وان يكون قدوة صالحة.
فمهنة التعليم قد شرفها الله وجعلها مهنة الرسل والأنبياء وعلى من يرعاها ويتولاها وأعد نفسه لها أن يكون واعيا برسالتها ومتحليا بالصفات الكريمة ولا ينبغي ان يكون الهدف دنيويا وماديا فهذا مما يتنافى مع تلك الرسالة الجليلة ولا يقبله او يرضاه ضمير الانسان المؤمن المتعلم.
يجب الا نشوه هذه المهنة الجليلة والرسالة التربوية المجيدة بالمنافسة في جمع المال من خلال الدروس الخصوصية والتي ضررها اكثر من نفعها وسيدرك الطالب ذلك مستقبلا في الجامعة.
ولنحترم هذه الرسالة الشريفة والمهنة المقدسة ونبتعد بها عن الابتزاز والاستهتار وتعويد هؤلاء الطلاب على الدروس الخصوصية وتربيتهم على هذا السلوك التربوي الخاطئ.
وتحية لوزارة المعارف على ما تتخذه من اجراءات حاسمة لهؤلاء فالتعليم ليس متاجرة بالرسالة التربوية ومن الواجب ان يتحمل الجميع مسؤلياتهم مدرسة واسرة لمصلحة ابنائنا ووطننا ومستقبلنا ومعالجة هذه الظاهرة بسلبياتها, وقد اطلق البعض عليها مافيا الدروس الخصوصية حيث اندفع الكثير نحو الدروس الخصوصية بحجة الحصول على النجاح والتفوق بصرف النظر عن الفهم والوعي والحصول على النتائج العلمية المفيدة واكتساب الخبرات والمعارف والمهارات والقدرات فالدروس الخصوصية من وسائل تجاوز الاختبارات والأمل في النجاح فيها, ان الغاية من التعليم ليس النجاح فقط بل الغاية والهدف اسمى من ذلك في تزويد الطالب بالمعارف والعلوم واكتسابه المهارات والمعارف وتنمية الاتجاهات السلوكية البناءة وتهيئته ليكون عضوا نافعا في بناء مجتمعه والتأكيد على الضوابط الخلقية ليكون لبنة صالحة في بناء امته ويشعر بمسئوليته لخدمة بلاده ومجتمعه ونهضة امته وتنمية روح البحث والتفكير وتقوية قدراته للاضطلاع بدوره الفعال في بناء الحياة وتوجيهه التوجيه السليم سعيا وراء زيادة المعارف والثقافة والتفكير السليم والثقة والإيجابية هذا وبالله التوفيق.