كلمات معدودة الصحافة والإنترنت د, محمد بن سليمان الأحمد |
لقد دخل في حلبة الصراع بين وسائل الاعلام ومع وسائل الاعلام المطبوعة الصحافة على وجه الخصوص منافس جديد ألا وهو الانترنت ودخول المنافسين للصحافة المقروءة ليس بالأمر الجديد على صاحبة الجلالة فقد دخلت الاذاعة المسموعة قبل حوالي الثمانين عاما وظن البعض أنها نهاية الصحافة ولكن الصحافة استفادت من الراديو أو المذياع وجعلته هو ايضا يستفيد منها بدل ان يقضي عليها.
ثم دخلت الاذاعة المرئية التلفاز وقيل حينها اذا عجزت الاذاعة المسموعة عن القضاء على الصحافة المكتوبة فإن أجل هذه الصحافة قد جاء على يد التلفزيون وكان ذلك قبل حوالي نصف قرن ومع ذلك صمدت الصحافة ونجحت في الاستفادة من التلفزيون وقدمت هي ايضا خدمات استفاد منها حتى يومنا هذا والدليل ما نراه اليوم عبر القنوات الفضائية من برامج تلفزيونية لها علاقة بالصحافة المطبوعة وبالصحفيين.
لقد ازهرت الصحافة وازدهرت واستفادت من كل تقنية حديثة ظن بعض غير قليل من المراقبين انها سوف تقضي عليها بل وتدمرها وتعلن نهايتها,, ومن ذلك الحاسوب وتقنياته حيث استفادت منه كل المؤسسات الصحفية في اعداد المادة وصفها ومنتجتها وقبل ذلك في اخراجها وتنفيذ هذا الاخراج وبعد ذلك في طباعتها بل وفي مراكز المعلومات الصحفية,, حتى ان الباحثين في تقنيات الحاسب أصبح أحد أهم همومهم هو البحث في كل جديد يخدم الصحافة والصحفيين ويسهل أعمالهم ويرتقي بها.
واليوم دخل الحلبة منافس جديد ألا وهو الانترنت أو الشبكة الدولية أو العالمية للمعلومات حيث تم ربط مئات الملايين من الحاسوبات حول الكرة الأرضية للاطلاع وبكل بساطة على كل شيء.
الصحافة بدل ان تدخل في معركة مع هذا المنافس الجديد وتهاجمه,, وتحط من قيمته وأهميته, العكس تماما حدث لقد رحبت الصحف بهذا المنافس الجديد ولم تعده منافسا بل اعتبرته زميلا جديدا يدخل عالم الاعلام والمعلومات,, وتسابقت كل صحف العالم تقريبا الى استحداث موقع لها على هذه الشبكة كما استحدثت معظم الصحف صفحات يومية ونصف أسبوعية وأحيانا اسبوعية للحديث عن الانترنت وفوائدها للفرد والمجتمع واصبحت تبث من خلال هذه الصفحات ومن خلال مواقعها عناوين جديدة وطرق حديثة للتعامل مع الانترنت وللاستفادة منها بشكل صحيح وسليم.
لقد اصبح في امكان أي قارىء يريد الاطلاع على جريدة الرياض أو الجزيرة وهو في أي موقع من العالم تحقيق ذلك بضغط زر على الحاسوب المتصل بالانترنت والشيء نفسه بالنسبة للقارىء الراغب في الاطلاع على الجاردين والاندبنديت البريطانية أو نيويورك تايمز أو واشنطن بوست الأمريكيتين.
ولقد تحولت مواقع الصحف على الانترنت بالاضافة لدورها في بث الصحيفة أولا بأول وبث الاعداد القديمة,, اصبحت مواقع هذه الصحف وغيرها مواقع اعلانية يمكن ان يستفيد منها المعلن بحيث يبث اعلاناته من خلال موقع هذه الصحيفة أو تلك على الانترنت.
وهنا استفادت الصحافة المطبوعة من الانترنت ولم تدخل معها في منافسة أو صراع سوف تكون فيه هي الخاسرة دون شك, وقد استطاعت بعض الصحف الاستفادة ماديا من تقديم الاعلانات من خلال مواقعها على الانترنت حيث ان بعض المعلنين يفضل الاعلان من خلال مواقع الصحف على الانترنت بدلا من الاعلان من خلال مواقع شركات اعلانية, لأنه يعرف اعداد ونوعية زوار مواقع الصحف.
الصحافة وخصوصا المكتوبة أو المطبوعة استفادت من تقنيات التلفاز ومن البث الفضائي وها هي اليوم تستفيد من تقنيات الانترنت,, ولا خوف على الصحافة من الانترنت اذ أحسن الاستفادة منها.
|
|
|