من هو الانسان هل هو أنا وأنت وهي وهو؟ لربما نكون!
,, عجيب أمر هذا الانسان!!,, هل هو تركيبة من مشاعر الفرح والحزن؟
فان توالت عليه مشاعر الفرح بكى وسكب أنهاراً من الدموع,, وان تكالبت عليه الدنيا واحزانها ذرف دمعة ان لم تكن دموعا,, لربما انها المشاعر الانسانية بفرحها وحزنها، وبكائها وانسياب دموعها تعبيراً عنها حتى مع التناقض فيما بينها وظروفها المفرحة والمحزنة ولهذا فالانسان عجينة عجيبة من الأفراح والأتراح.
عجيب أمر هذا الانسان!,, هل هو انسان لانسانيته؟!
وهل هو بنطقه أم بتكوينه الجسماني وحسن قامته أم بحركاته وسكناته التي تميزه عن غيره من مخلوقات خالقنا عز وجل؟!,, كل ما سبق يميز هذا الانسان عن غيره ولكن أهم ما يميزه العقل وسلامة المشاعر الانسانية.
,, عجيب أمر هذا الانسان وعجلته وحبه للتملك فهل هذا من ضمن ما يميزه عن غيره من مخلوقات الله في الكون؟! نعم فقد خلق هذا الانسان هلوعاً وذو شغف وحب للمال والتملك ولكن الانسان السوي من يهذب هذه الغريزة ويجعلها في اطارها المتزن بدون اسراف أو تقتير.
عجيب أمر هذا الانسان الذي يحسد ويحقد ويكره!,, فهل هذا هو الانسان؟!
الانسان السوي لا يكره ولا يحسد ولا يحقد على الآخرين وإن فعل فهذا سلوك غير سوي مع كثرته في هذا الزمان بكل أسف!!
عجيب أمر هذا الانسان الذي يخون أخاه!,, فهل هذا هو الانسان؟!
الانسان بالمعنى الحقيقي للانسان لا يخون بل ويستطيع أن يهذب سلوك غيره من مخلوقات الله على عدم الخيانة حتى ولو زادت رائحة الخيانة الانسانية في هذا الزمان!!
عجيب أمر هذا الانسان الذي يأكل فلا يشبع حتى يتورم في كل موقع,, فهل هذا هو الانسان؟!! الأكل المعتدل هو وسيلة من الوسائل التي تنمي الانسان ليحقق أهدافه الانسانية ولكن الأكل ليس غاية لهذا الانسان لا كما ولا كيفا.
عجيب هذا الانسان الذي لا يفكر ويكرر أخطاءه!!,, فهل هذا هو الانسان؟!
مما يميز الانسان عن غيره من المخلوقات هو الفكر والعقل وقدرته على التفكر في الأمور واستقراء الأحداث وعدم تكرار وقوع الأخطاء.
,, عجيب هذا الانسان الذي لا يرحم!! فهل هذا هو الانسان؟!
الانسان بدون رحمة ليس انسانا فهذه الصفة بالذات من أهم الصفات الانسانية والتي تميزه عن غيره من المخلوقات مع أن الرحمة قد أصبحت عملة نادرة في هذا الزمان حتى بين المسلمين بكل أسف!
عجيب أمر هذا الانسان الذي يفترس أخاه الانسان!,, فهل هذا هو الانسان مع هذا السلوك غير الانساني؟! الانسان لا يفترس على الاطلاق مع كثرة الافتراس وأنواعه في هذا الزمان!!
ان أردنا الاستمرار في هذا التعجب من هذا الانسان فلن نتوقف ولكنني أختم هذه الخاطرة بسؤال لنا جميعاً,, الا وهو هل أنا وأنت انسان؟,, أتمنى ذلك والسلام.
عبدالله بن إبراهيم المطرودي
واشنطن