عزيزتي الجزيرة
تحية طيبة
تحتفل الدول الخليجية في كل عام بفعاليات الأسبوع الارشادي المروري الذي يجيء هذا العام في اسبوعه السادس عشر والذي يقام تحت شعار احذر مفاجآت الطريق وهو اسبوع في الحقيقة هام جداً وأهميته تعادل ما يقع يومياً من حوادث على الطرق وما يحدث من قتل في الشوارع بسبب الاستخدام السيئ للسيارات، حيث لا يكاد يمر يوم من الأيام حتى تقفز إلى أسماعنا عبر وسائل الاعلام المقروءة من صحف وغيرها أخبار وقوع حوادث أليمة ضحاياها من الأفراد والشباب والأسر بالاضافة إلى ما نشاهده علنياً في رحلاتنا المتنقلة بين المدن من مناظر مأساوية تقشعر لها الأبدان لسيارات تهشمت والتحمت فيما بينها لتحتضن بين جنباتها السائق وربما من معه من الركاب، هذه الصور وغيرها هي خير وأصدق تعبير لما تؤدي إليه الحوادث من هلاك للنفس البشرية وما ينتج عنها من حرمان الأسر من ذويها أو ابنائها وفي معظم الأحيان يصاب من تكتب له الحياة بعاهة مستديمة تبقى آثارها معه إلى الأبد وتلزمه الفراش بقية حياته ليصبح عالة على اسرته وعلى المجتمع، كما أن هذه الحوادث أدت إلى تشتت العديد من الأسر وجعلتها تجد نفسها فجأة وحيدة تواجه الحياة بلا أب وبلا عائل فتترمل الزوجة ويتيتم الأبناء وتفقد الأسرة نتيجة لذلك المربي والموجه والمسؤول، ومعظم تلك الحوادث التي تتكرر يومياً تكاد تنحصر في الغالب في ثلاثة أضلاع أساسية نبدأ بالحديث عن أولها وهي المركبة تلك الجماد التي صنعت لتكون وسيلة نقل وهذه الوسيلة لا تتطلب الاهمال وغض الطرف عن صيانتها وانما يجدر بكل من أراد السفر إلى أي وجهة كانت أن يتأكد من سيارته قبل أن يستقل بها الطريق ويطلق العنان لسيارته فيعرض نفسه ومن معه من أرواح بريئة للخطر، كما أن الاستخدام السيئ لها وعدم التقيد بأنظمة المرور من أحد الأسباب الرئيسية لوقوع مثل تلك الحوادث الأليمة، وثانياً: الطريق الذي لا أشك ان له دوراً كبيراً في انسيابية الحركة ومنع الحوادث ولكن اذا قلنا ان هناك أماكن ومواقع فيها مرتفعات ومنعطفات خطرة وتحتاج إلى وضع الحلول لها خاصة بعد تكاثر الحوادث فيها فتلك صدقوني لا تعادل واحداً بالمائة من مجموع الطرق الكبيرة بالمملكة التي بلا شك قائمة في تصاميمها على أحدث المواصفات العالمية، كما أن حكومتنا الرشيدة حفظها الله توقع كل عام عقود صيانة مع الشركات المتخصصة في هذا المجال اضافة إلى ما تقوم به وزارة المواصلات من جهود واضحة من خلال تواجد فرق الصيانة ومراقبة الطرق بين كل مسافة وأخرى على الطرق الدولية والسريعة، ويبقى هنا أخيراً دور السائق وهو الثالث في محور حديثنا عن أسباب الحوادث فالسائق وبكل صراحة أحمله معظم ما يقع من حوادث على الطريق وذلك لأن السيارة والطريق مجرد جماد والانسان ميزه الله عز وجل بالعقل والفطنة والتفكير، وعندما أقول هو المسؤول فذلك لأنه هو من يقوم باهمال صيانة مركبته، والتجاوز الخاطئ في الأماكن الممنوعة وقطع الاشارات المرورية، والسرعة الزائدة التي لا يوجد مبرر لها، وعدم اعطاء نفسه قسطاً من الراحة عندما يغلبه النعاس على الطريق، وغير ذلك من الأمور التي يكون هو سبباً فيها والله عز وجل يقول في محكم آياته ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة كل تلك التي ذكرتها وغيرها كثير تأتي ضمن الأولويات المسببة للحوادث، ويبقى دور الانسان في المقام الأول كبيراً في الحد من هذه الحوادث التي تحرم أسراً من أبنائها وعائلها وتحرم المجتمع من فرد له دور فاعل في الانتاج وخدمة وطنه، كما أنها تستنزف الكثير من الاموال كخسائر من هذه الحوادث التي يشغل فيها المصابون العديد من الأسرة البيضاء في المستشفيات وغرف العمليات ويحرم غيره من الناس منها، فتأن عزيزي السائق فان في العجلة الندامة وفي التأني السلامة.
محمد بن راكد العنزي
محافظة طريف