* ساو باولو رويترز
تمخض انتشار شبكة المعلومات العالمية الانترنت في البرازيل عن عباقرة ومخربين.
وبينما يستعد ادجار نوجويرا 17 سنة الطالب بالمدرسة الثانوية لافتتاح شركته للتعامل في سوق الاوراق المالية عبر الشبكة يسطو بعض زملائه على مواقع وكالة الفضاء الامريكية ناسا وعارضة الازياء الشهيرة كلوديا شيفر والانتخابات في بيرو.
بدأ نوجويرا مشروعه الالكتروني وهو في الرابعة عشرة ومنذ ذلك الوقت اجتذب معلنين كباراً ومستثمرين محتملين الى شركته التي تبلغ قيمتها حاليا 6,5 ملايين دولار.
قال نوجويرا وهو يتحدث في مكتبه ببيت والديه على شاطىء كوباكابانا الشهير هناك من يريد البناء وهناك من يسعى الى الهدم.
وتجمع البرازيل بين الفئتين.
تعتبر سوق الانترنت الوليدة في البرازيل من اسرع الاسواق الالكترونية انتشارا في العالم حيث تجتذب مئات المواقع على الانترنت عددا كبيرا من المستثمرين والمتعاملين في البورصة.
ولكن غياب قوانين فعالة تنظم هذه الصناعة الناشئة جعل البرازيل مكاناً للمخربين والقراصنة.
تقول الشرطة الاتحادية انه في النصف الاول من الشهر الماضي لم يقتصر غزو القراصنة على انظمة محلية ولكنهم سطوا ايضا على 17 موقعا دوليا من الولايات المتحدة الى بيرو.
حيث تمكنت جماعة انفرنو من اقتحام موقع ناسا وبعثت بهذه الرسالة لا نرى فارقا كبيرا بين نظامكم الامني ونظام حكومة البرازيل هل فهمتم .
وبينما قام قرصان برازيلي يسمي نفسه دكتور ديليت بالسطو على عنوان عارضة الازياء العالمية كلوديا شيفر على الشبكة قام مخربون آخرون بغزو موقع الرئيس البرازيلي فرناندو هنريك كاردوسو وشنوا عليه هجوما لاذعا.
والطريف ان الشرطة الاتحادية في البرازيل المسؤولة عن ضبط قراصنة الانترنت تعرض موقعها على الشبكة للهجوم.
وفي بيرو مسح مخربون موقعا مخصصا للانتخابات التي ستجرى في ابريل نيسان وتركوا رسالة بذيئة سارعت الحكومة باغلاق الموقع مؤقتا.
وتعمل الحكومة على اصدار قوانين لمكافحة قراصنة الانترنت ولكن مستثمرين يأملون ان يكتشف المخربون بأنفسهم فوائد الشبكة فيتحول الغزاة الى حراس,قال الكسندر مارسيل المستثمر بدار استراجيا للسمسرة ومستشار نوجويرا اذا استثمروا جهودهم التخريبية في انشطة منتجة سيصبح لدينا بنك معلومات هائل.
ويشير مستثمرون الى تعدد فرص النمو والتجديد في البرازيل حيث يبلغ متوسط انتشار الانترنت 50 في المائة ولكنه النذر اليسر بالمقارنة مع سكان هذه الدولة الامريكية الجنوبية وعددهم 165 مليون نسمة.
واجتذبت شبكات دولية عملاقة مثل تيرا الاسبانية وستارميديا الامريكية شركات انترنت محلية ناشئة وبدأ يظهر جيل برازيلي من مليونيرات الانترنت.
وفي عام 2000 بدأت موجة شراء ثانية لشركات انترنت محلية اشترت شركة تابعة لمؤسسة الاتصالات البرتغالية شبكة زيب البرازيلية لخدمات الانترنت بمبلغ 415 مليون دولار, وتبحث شركات وبنوك عن صفقات مماثلة.
ويعتبر صندوق انفستيمنتوس الذي تمتلكه بنوك استثمار كبرى من اكبر المجددين على الانترنت واشترى عدة مواقع للتعاملات الالكترونية في السيارات وصناعات اخرى.