14
اليوم سأحدِّثكِ عن شلال الدموع الذي أطلقتِ فوَّهته,,, وتركتِني أغتسلُ به,,.
عيناكِ,,, عالمي الجميل الذي أسكنهُ,,.
والغيمات تهطل سحائبها فيه بشدة,,, احتوتني,,.
كلُّ ذرةٍ فيَّ مرَّت عليها قطراتكِ,,, فجلَّتني,,.
لماذا كنتِ كلَّما استقبلتِ كلمةً,,, عَجنتِها بدمعة؟
تساوت عندكِ الدموع بالكلماتِ,,.
وحين تتساويان,,, ينهض بناءٌ فريد في ملكوتِ الحياة لم يعهده البشر,,.
ألَم أقل لكِ إنكِ من يُبدع كلَّ جميل,,, لأنَّ من أبدَعكِ هو الأجمل,,.
ولأنكِ تحملين منه هذا,,, فأنتِ بديعة,,, بديعة,,.
تعالي أحدثكِ كيفَ خرجتُ من تحت مظلَّةِ نهركِ,,.
النهر عادة يجري فوق الأرض,,.
لكن لأنَّكِ غير,,,, تختلفين عن كلّ الناس، وكلِّ شيء، فإنَّ أشياءكِ كلها تختلف,,.
والاختلاف الجميل أنتِ,,.
لكِ وحدكِ أقول: إنكِ لاتختلفين عن ذاتكِ، وأنتِ تدرين ذلك، أوَتذكرين؟!
هذا أنتِ,,.
جئتِ بكل جميل، وبكل بديع، ومنحتِ الشوَّق لمن حولكِ,,, كي يتوقوا إلى حيث وَقدَةُ النُّور، وبلسم الندى، وراحة الشهيق، وطمأنينة الزفير,,.
التَّوق,,.
هو ما ولدَّته شلالات نهركِ,,.
إذ خرجتُ من تحت مظلتها جائعة,,,، أريدكِ، أريدكِ، أريدكِ,,.
وأنتِ هناك,,, لم تطلِّي عليَّ,,,، فعلتِ بي مايفعله حادي العيس,,, ذلك الذي يحمل فوق ظهورها الماء,,,، وهو في أشد عطشه,,.
مزاركِ قريب,,, قريب,,.
أنتِ تسكنينني، وأنا أسكنكِ,,, لكنَّني لم أجدكِ,,.
كيف بالله عليكِ توقدين التَّوق في قُربكِ وبُعدكِ؟
ألم تقولي لي إنكِ لن تتركيني أبداً؟!
لقد فعلتِ,,.
وهو ليس كذباً جميلاً,,, لكنه وعد أجمل,,.
ذلك لأنكِ تعهدينني لا أقوى على بعدكِ,,.
ولا أجرؤ أن أنفصم عن تيار هطَلَت به سحائبكِ وأودقت,,.
ذلك لأن كلّ قطرة من ودقكِ,,, كانت كالشهد تغذيني ,,,,, فكيف لا تكونين هنا ومعي,,,؟!
مسافات المدى، والضوء، والتراب,,.
وذلك الحاجز بيني وبينكِ لن يكون,,, قلتُها لحظة ودَّعتُكِ,,, ولم تسمعيني,,.
وظللتُ أفعل,,.
ولأنكِ أشعلتِ جذوة التَّوق الدائم إليكِ,,, عرفتُ لماذا كنتِ تبكين,,, ولماذا كنتُ أقول,,, لأنكِ قلتِ قبل ذلك، وأسمعكِ، وكنتُ أبكي فتغتسلين,,,،,,.
وكلتانا قد امتزجت سحائبها بالأخرى,,, وبقينا تحت مظلة واحدة,,,
أرسلت إليكِ خفقي,,.
ولمّا لم يعُد,,.
تبسَّمتُ,,, أتدرين أنها أول ابتسامة تأتي بعد أن رأيتكِ تهاجسين الوقت متى أكون إليكِ؟,,.
متى أكون إليكِ,,,؟!
متى تكونين إليَّ,,,؟!
في عنفوان هطول الدموع,,, لا أحد يمكنه أن يتبيَّن الرؤية,,.
لكنكِ تبعثين إليَّ بحديثكِ,,.
ولقد علمتُ,,.
أدري أنك تؤكدين لي ما قلتِ,,, وقلتِ,,, وقلتِ,,.
بالله متى أصمتُ وأنتِ فقط من يقول؟
جاءني نوركِ,,.
وواصلتني رائحة التربة التي تزخم بكِ,,.
ووصلني عبقُ عطركِ الريحاني,,.
وأدركتُ أنكِ من يقول,,.
فأنتِ معي,,.
لم تغادريني,,, وكيف يُغادر الساكن داره؟
أما أنا فأعلم أنني لم أدع لحظةً واحدةً تهرب مني دون أن أتوسَّد شواطىء تمتد خلف نافذتَي عينيكِ,,.
منذ البدء,,, وأول غناءٍ يستقرُّ في أذني هو صوتكِ,,.
علمتُ أنني هناك ولم أترك,,.
ستكونين لي دوماً الصدق,,, الحب,,, النور,,.
يانوري الذي لايخمد أبداً.
أحبكِ
وكفى,,.
فابعثي إليَّ بكِ,,.
ولا تتأخري,,,.
|