من ينقذ عملية السلام من مآزقها؟ فشل جديد لمهمة روس,, والفجوة لاتزال كبيرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين |
أخفق المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط دينيس روس في كسر الجمود المستمر منذ شهر في خطوات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين،
وقال روس الذي عاد الى واشنطن بعد اسبوع من الزيارات المكوكية بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود باراك سنقرر ما هي افضل الخطوات القادمة لضمان نجاح عملية التغلب على المصاعب بالفعل .
وقال نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس ياسر عرفات ان الجهود الامريكية ليست كافية لكسر الجمود وانه لابد من جهود عربية واوروبية لجسر الهوة بين الطرفين .
وتعثرت المحادثات بسبب رفض اسرائيل مطالب الفلسطينيين المتعلقة بأراضي الضفة الغربية التي ستسلم للسلطة الفلسطينية بمقتضى اتفاقات الحكم الذاتي المرحلية، وتشمل مرحلة الانسحاب المختلف عليها حاليا والتي اجلت الى اجل غير مسمى 6,1% من اراضي الضفة وكان من المقرر ان تتم في يناير/كانون الثاني.
وقال مسؤولون فلسطينيون ان اسرائيل حددت اراضي نسبتها عشرة في المائة ليختار الفلسطينيون منها نسبة 6,1% التي ستشملها هذه المرحلة من إعادة الانتشار لكنها استبعدت المناطق المحيطة بالقدس الشرقية العربية مما اغضب الفلسطينيين.
وقال الطيب عبدالرحيم امين عام الرئاسة الفلسطينية لرويترز موقفنا واضح، اولا,, لابد ان يتضمن الانسحاب من 6,1 من الضفة الثلاث مناطق المحاذية للقدس وان ستة اسابيع هو سقف مفاوضات المرحلة الثالثة لإعادة الانتشار اي تنتهي المفاوضات في السابع من ابريل/نيسان .
واضاف لابد من وقف الاستيطان .
ولم يتمكن الجانبان من الوفاء بموعد 13 فبراير/شباط الذي سبق ان اتفقا عليه للوصول الى اطار للتسوية النهائية المقرر ابرامها بحلول سبتمبر/ايلول المقبل.
وحذر وزير العدل الإسرائيلي يوسي بيلين من ان الفشل في تحريك عملية السلام من جديد قد يفجر أعمال عنف خطيرة.
ويرغب عرفات في تخطي مرحلة الاطار والدخول مباشرة في مفاوضات المعاهدة النهائية المقرر ان تشمل القضايا الشائكة في الصراع مثل مصير القدس والمستوطنات اليهودية واللاجئين الفلسطينيين.
واكد عبدالرحيم ان الجانب الاسرائيلي لم يتجاوب مع الموقف الفلسطيني.
وقال روس الذي يغادر البلاد عائدا الى واشنطن اليوم (أمس الأول) وعد عرفات باستمرار المساعي الامريكية بعد التشاور مع الرئيس الامريكي بيل كلينتون ووزيرة الخارجية الامريكية مادلين أولبرايت.
وقال عبدالرحيم ان مطالبنا عادلة وتنسجم مع الاتفاقات، الجانب الاسرائيلي يقوم بتضييع الوقت ويحاول تهميش المسار الفلسطيني ولا يطرح امورا جدية بل الهدف من طرحه القفز على مرجعية عملية السلام ومحاولة دمج المرحلة الثالثة من اعادة الانتشار بالمفاوضات النهائية .
ويشعر المسؤولون الفلسطينيون ان اسرائيل منشغلة بإعادة فتح ملف التفاوض مع سوريا الذي جمد الشهر الماضي.
واضاف عبدالرحيم اذا كانت عين باراك على المسار السوري فنحن مع التقدم على المسار السوري ولكن لا يجوز له ان يهمش المسار الفلسطيني باعتباره لب الصراع .
واكد ان الجانب الفلسطيني محبط بسبب السياسات الإسرائيلية التي لا تنسجم مع روح التفاؤل التي سادت بعد انتخاب باراك.
وقال عبدالرحيم للحقيقة,, ان عدم الثقة بدأ يتعمق والامور تعود الى ما كانت عليه في عهد بنيامين نتنياهو .
أنهى المبعوث الامريكي الخاص لعملية السلام في الشرق الاوسط دينيس روس جولته الاثنين الماضي دون ان يحرز اي انفراج في مهمته التي كانت تهدف الى اعادة الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني الى طاولة المفاوضات.
وبعد اجتماع روس مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في غزة الاثنين صرح صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين لمفاوضات المرحلة الانتقالية، انه لاتزال هناك صعوبات .
كما اشار روس الى انه هناك صعوبات وافكار يجب ان تناقش واضاف انه عائد الى واشنطن للتشاور مع الرئيس الامريكي بيل كلينتون ووزيرة الخارجية مادلين اولبرايت وهناك سنحدد ما هي الخطوات القادمة والافضل من ضمان تجاوز هذه العمليات للصعوبات التي تواجهها .
واشار روس الى ان هناك التزاما قويا من جميع الاطراف في هذه العملية من اجل ان تنتج عملية سلام في النهاية ترضي نتائجها الفلسطينيين والاسرائيليين وتطلعات الإدارة الامريكية ، مضيفا ونحن في النهاية ملتزمون في العمل من اجل التغلب على هذه الصعوبات والعقبات .
وقال روس ضمن تصريحاته للصحفيين أمام مقر الرئاسة الفلسطينية بعد اجتماع هو الثالث والاخير الذي يعقد مع الرئيس الفلسطيني منذ وصوله الى المنطقة الاسبوع الماضي لقد اختتمت للتو محادثات مفيدة مع الرئيس عرفات ونحن ندخل سويا في عملية تستهدف تجاوز العقبات التي تواجهنا والتي لها علاقة في بعض مواضيع الاتفاق الانتقالي .
وتابع ان هذه العملية تهدف الى خلق اجواء تناسب مفاوضات الحل النهائي بين الجانبين,, عملية تفرز في النهاية اتفاقية وضع نهائي مع حلول سبتمبر من هذا العام .
ومن جهته، اشار عريقات الى الاجتماعات المكثفة التي جرت الاسبوع الماضي بين روس وفريقه وبين الاطراف واشاد بجهود روس الكبيرة والكثيفة من اجل اخراج عملية السلام من المأزق الذي تشهده والصعوبات التي تواجهها .
وتحدث عريقات أمام الصحفيين عن الموقف الفلسطيني مؤكدا انه معروف للجميع، نحن طلبنا ان ننهي المرحلة الثالثة من إعادة الانتشار والاتفاق على خرائط المرحلة الثانية وتحديد التزام بسقف زمني لا يتعدى الثالث عشر من ايلول/سبتمبر القادم .
وعبر عريقات عن امله في ان يستمر روس والإدارة الامريكية ببذل كل جهد ممكن من اجل اخراج عملية السلام من المأزق الذي تعيشه لأن الطرف الفلسطيني لديه تصميم قوي على إعادة عملية السلام الى مسارها الطبيعي واخراجها من المأزق عبر التنفيذ الدقيق والأمين للاتفاقات .
وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي قد قدم عرضا لاجراء تعديلات على اقتراحات كانت قد تقدمت بها اسرائيل في وقت سابق ورفضها الفلسطينيون والمتعلقة بانسحاب القوات الاسرائيلية الذي تأخر من حوالي 6,1% من اراضي الضفة الغربية.
وتردد ان اسرائيل اقترحت على السلطة الفلسطينية اختيار مناطق الانسحاب من 6,1% من اراضي الضفة الغربية من ضمن 10% حددتها اسرائيل تستبعد فيها مناطق على حدود القدس.
وتردد ايضا ان الحكومة الإسرائيلية تخلت عن خطط كانت تقضي بأن لا يتم انسحاب كامل الا بموجب اتفاق شامل ونهائي.
ويطالب الفلسطينيون بعدة امور من بينها تسليم عدد من المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للقدس الى الإدارة الفلسطينية.
وكان الجانبان الإسرائيلي والفلسطيني قد اتفقا على أنه يجب ان يتم بحلول 13 من ايلول/سبتمبر القادم التوصل الى اتفاق شامل بشأن القضايا التي توصف بأنها اصعب القضايا التي تواجه الجانبين.
وترددت انباء عن ان رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود باراك مهد لاستئناف مفاوضات السلام في دمشق بتلميحه الى احتمال الانسحاب من الجولان الى خطوط الرابع من حزيران/يونيو 1967، كما يطالب الرئيس السوري حافظ الاسد.
وكرر وزير العدل يوسي بيلين تصريحات باراك في مجلس الوزراء الاحد الماضي واكد للاذاعة الإسرائيلية ان اربعة من رؤساء الحكومة السابقين اسحق شامير واسحق رابين وشمعون بيريز وبنيامين نتنياهو وافقوا بتعابير عامة جدا على ان يكون خط الرابع من حزيران/يونيو اساسا للمفاوضات مع سوريا في مقابل ترتيبات امنية .
وكانت المفاوضات السورية الإسرائيلية قد استؤنفت في كانون الاول/ديسمبر الماضي في الولايات المتحدة بعد جمود حوالي اربع سنوات لكنها علقت مجددا في العاشر من كانون الثاني/يناير بعد مطالبة السوريين بتعهد اسرائيلي واضح بالانسحاب الى خطوط ما قبل حرب الايام الستة بعد تطمينات في هذا المعنى.
وكرر السوريون هذا الطلب مؤخرا كثمن لاستئناف مفاوضات السلام مع اسرائيل حسبما ورد في رسالة وجهتها الولايات المتحدة الى الحكومة الإسرائيلية.
وقال مصدر دبلوماسي ان سوريا مستعدة من اجل تشجيع استئناف الحوار للتدخل بهدف تهدئة اللعبة في لبنان حيث الوضع متوتر جدا منذ بضعة اسابيع بسبب سلسلة هجمات مناوئة لاسرائيل شنها حزب الله اللبناني المدعوم من دمشق وطهران.
لكن وزير الخارجية ديفيد ليفي خفف من اهمية هذه المعلومات، واكد للصحفيين ان حكومته لا تملك اي ملعومات حول استئناف المفاوضات، انها مجرد تكنهات، فسوريا لم تقرر بعد اي اتجاه ستسلك.
وكان عوزي اراد المستشار السياسي السابق لرئيس الوزراء اليميني بنيامين نتنياهو قد اكد للإذاعة الاسرائيلية ان هذا الاخير وافق على انسحاب من الجولان حتى مسافة ميلين حوالي ثلاثة كيلو مترات غرب نهر الاردن واحيانا اقل ، وذلك خلال مفاوضات سرية اجراها مع الرئيس السوري حافظ الاسد عن طريق رجل الاعمال الامريكي رون لودير.
وفي عهده صرح بيريز انه مستعد لاعادة قواته الى الحدود الدولية للعام 1923 التي رسمت بين سوريا وفلسطين تحت الانتداب الفرنسي والبريطاني، والذي تبقي بضعة كيلو مترات مربعة من الجولان تحت السيادة الإسرائيلية,اما اسحق رابين الذي اغتيل في 1995، فقد اكد من جهته موافقته على تنفيذ انسحاب من الجولان يتوقف حجمه على حجم السلام، اما شامير فقال للصحفيين لقد عارضت دوما التنازلات الجغرافية، منذ مؤتمر مدريد في 1991 الذي اطلق عملية السلاموللمرة الاولى منذ تشكيلها قبل سبعة اشهر خصصت الحكومة الإسرائيلية جلستها الاسبوعية الاحد الماضي لموضوع الانسحاب من لبنان الذي ينوي باراك القيام به بحلول تموز/يوليو,واوضحت وسائل الإعلام الإسرائيلية ان باراك اكد خلال الاجتماع انه سيعرف خلال شهرين اذا كان ممكنا التوصل الى اتفاق مع سوريا بهذا الخصوص، وإلا فإنه سيسحب قواته بقرار احادي الجانب.
|
|
|