أزمة تصريحاته تتفاعل داخل فرنسا توبيخ رئاسي لجوسبان,, وتصريحاته ستنعكس على السياسة الداخلية لا تغيير في الموقف الفرنسي,, والانحياز يقوض سياستها في الشرق الأوسط |
* بيروت باريس رويترز من توم هينيجهان أ,ف,ب هرفيه رولا:
بكلمة واحدة أغضب رئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان العالم العربي وعزز موقف الرئيس الفرنسي جاك شيراك وأثار تكهنات بمزيد من التوترات بينه وبين شيراك.
واذا كان جوسبان يعني بحق وصف مقاومي حزب الله بالارهابيين في لبنان فإنه يتحدى احقية الرئيس في ان يكون له الكلمة العليا في الشؤون الخارجية كما انه يميل بسياسة فرنسا تجاه الشرق الاوسط ناحية اسرائيل الامر الذي يخلق مشكلة.
وحتى ان كان ذلك مجرد زلة لسان فهو يعكس ضيق جوسبان الاشتراكي من كونه يأتي في المرتبة الثانية وراء شيراك المحافظ في العملية المتوترة لتقسيم السلطة والمعروفة بالتعايش .
وبصرف النظر عن دوافعه فإن ما حدث رسم صورة لجوسبان على انه متسرع واخرق بالمقارنة مع الرئيس الذي يسعى لانتزاع مقعد الرئاسة منه عام 2002, ويتوقع معلقون فرنسيون ان يحاول جوسبان اضعاف سلطة شيراك.
وقال باسكال يونيفيس رئيس معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في صحيفة جورنال دو ديمانش مع اقتراب الانتخابات سيسعى رئيس الوزراء الى ان يزيد من وجوده على الساحة الدولية,, ستعلو النبرات .
واتفق معه في الرأي نويل ماميري من شركاء جوسبان في التآلف الحاكم قائلا بدأ التعايش يأخذ منعطفا اصطبغ بصيغة قتالية .
ومما فاقم اثر تصريحات جوسبان انه بدأ حياته كدبلوماسي وقال الشهر الماضي إنه من الممكن ان يؤدي بشكل افضل من شيراك على ساحة السياسة الخارجية اذا لم يعرقله ما يوصف بالتعايش.
واثار جوسبان مشاعر غضب بتخليه عن موقف فرنسا الحذر يوم الخميس الماضي بوصفه هجمات حزب الله على جنود اسرائيليين في جنوب لبنان المحتل بالأعمال الارهابية .
وتميل سياسة فرنسا تجاه الشرق الاوسط ناحية العرب عادة وهو موقف جسده شيراك عام 1996 في مشادة كلامية مع حرس امن اسرائيليين اثناء زيارته للقدس الشرقية.
وتشرف فرنسا مع الولايات المتحدة واسرائيل وسوريا ولبنان على تنفيذ تفاهم نيسان الذي جرى التوصل اليه بين اسرائيل والمقاومين اللبنانيين عام 1996.
والتعايش بين شيراك وجوسبان الذي بدأ حياته عام 1997 هو اطول تعايش بين ثلاث مراحل من التعايش بين الرئيس والحكومة منذ عام 1986.
ويتمتع جوسبان الذي قال من البداية انه يعتزم انهاء فترة ولايته في السلطة التي تستمر خمسة اعوام بمساندة شعبية كبيرة بفضل النمو الاقتصادي بشكل غير متوقع في فرنسا واسلوبه المباشر في العمل.
ولكن نتائج استطلاعات الرأي التي توضح تقدم شيراك بنسبة بسيطة على جوسبان تشير الى ان الناخبين يرفضون محاولة اي من الرجلين انتزاع نقاط من منافسه ومن ثم فإن المنافسة بينهما تجري بشكل مستتر.
فعلى سبيل المثال احرز شيراك بعض النقاط بادانته انضمام حزب الحرية اليميني برئاسة يورج هايدر الى الحكومة النمساوية الجديدة.
رغم الحرج,, الخارجية الفرنسية مضطرة لتبرير تصريحات جوسبان
وبدت الخارجية الفرنسية محرجة ومضطرة الى القيام بجهود جبارة لتبرير تصريحات رئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان حول لبنان، مجددة التأكيد على السياسة الفرنسية في الشرق الاوسط.
وانكب وزير الخارجية هوبير فيدرين على التقليل من انعكاسات تصريحات جوسبان على مجمل السياسة الفرنسية حيال الشرق الاوسط وعملية السلام مشددا على ان هذه السياسة تبقى واضحة جلية .
بيد ان العاصفة التي خلفتها تصريحات جوسبان الخميس في اسرائيل لم تهدأ بعد.
وقال فيدرين امس الاول الاحد في مقابلة مع إذاعة اوروبا 1 الفرنسية الخاصة في اطار المسائل العامة في الشرق الاوسط وعملية السلام، لا يعتبر وصف هذا الحدث او ذاك في جنوب لبنان عاملا أساسيا قياسيا على الاطار العام .
واضاف ان سياسة فرنسا من عملية السلام والتزامها والعمل الذي تقوم به مع جميع اطراف هذا النزاع، كل ذلك يبدو لي واضحا وجليا .
ويفيد دبلوماسيون فرنسيون ان ليونيل جوسبان اراد في الاساس توجيه تحذير الى حزب الله بتعابير تنقصها الدبلوماسية ، نوع من دعوة الى ضبط النفس في الوقت الذي يستعد فيه الجيش الإسرائيلي للانسحاب من لبنان.
ويقول دبلوماسي آخر ان استخدام كلمة ارهابية لوصف هجمات حزب الله ليست سوى زلة لسان مؤسفة, وقد حاول جوسبان لاحقا التخفيف من حدة تصريحاته عبر استخدام عبارة اعمال حربية .
واضاف فيدرين لقد اراد رئيس الوزراء ان يعبر عن قناعاته بقوة ,, وفي الوقت الذي يعرف فيه الجميع ان الجيش الإسرائيلي سينسحب اخيرا من جنوب لبنان فإن القيام بعملية من هذا النوع او ذاك في جنوب لبنان يعني ان الهدف الاساسي منها هو نسف عملية السلام .
وشدد المسؤولون الفرنسيون الاحد الماضي على ان انسحابا اسرائيليا من جنوب لبنان من دون اتفاق مسبق مع دمشق وبيروت، قد يشكل خطرا على استقرار لبنان.
ويؤيد رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود باراك انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان بحلول تموز/يوليو حتى في غياب اتفاق سلام مع سوريا ولبنان.
وفي وجه تمادي جوسبان في التعبير والصدمة التي اثارها في العالم العربي، حاول الرئيس جاك شيراك ان يظهر بمظهر الممسك الفعلي بزمام السياسة الخارجية الفرنسية.
فقد لقن شيراك مساء السبت الماضي جوسبان فور عودته الى فرنسا درسا في الدبلوماسية، وبعد اتصال هاتفي بين شيراك وجوسبان صدر بيان عن الرئاسة الفرنسية اكد فيه مجددا ثبات السياسة الخارجية الفرنسية والتوازن الذي يعكس تحرك بلادنا في الشرق الاوسط مشددا على ان هذا التحرك لم يتغير .
ولاشك ان مشاكل جوسبان في الشرق الاوسط سيكون لها تأثيرها على السياسة الداخلية المعقدة في فرنسا التي تشهد حكومة تعايش بين رئيس يميني ورئيس وزراء اشتراكي.
وسيتواجه شيراك وجوسبان على الارجح خلال الانتخابات الرئاسية الفرنسية في 2002.
أما الرئيس الفرنسي شيراك فقد التزم بصمت يتسم بحصافة سياسية فيما تأججت الانتقادات ضد منافسه جوسبان.
وتجنب الرئيس الفرنسي المحافظ الخوض في هذا الموضوع اثناء حديثه مع المزارعين الفرنسيين في مناسبة لمنح جوائز في معرض زراعي في العاصمة الفرنسية.
وكان شيراك اتصل بجوسبان تليفونيا ليلة الاحد ليوبخه ويحيطه علما بضرورة توخي الحذر الدبلوماسي في منطقة الشرق الاوسط.
ووصفت إحدى الصحف الفرنسية هذا الموقف بأنه فشل ذريع .
وقال شيراك وهو يبتسم للصحفيين في اشارة الى تعنيفه جوسبان واعطائه توجيهات بأن الانحياز في منطقة الشرق الاوسط يقوض مصداقية السياسة الفرنسية وقدرة فرنسا على العمل من اجل السلام قلت الليلة الماضية ما كان يتعين علي أن اقوله .
وقال هايدنبرج الذي رافق جوسبان الى الشرق الاوسط بوصفه رئيسا للمجلس الممثل للمنظمات اليهودية في فرنسا انه يشعر بالأسف لأن هذه الواقعة اضرت بعلاقات فرنسا بالدول العربية قد تطورت لتصبح معركة سياسية داخلية في فرنسا ذاتها.
وقال خلال مقابلة لراديو جويف عن الشرق الاوسط على الناس ان ينأوا بأنفسهم عن هذا النوع من رد الفعل وان يدركوا ان تصريحات ليونيل جوسبان كانت متوازنة وسليمة .
وفي وقت سابق رحبت جماعة فرنسية متشددة موالية لإسرائيل بالتصريحات المثيرة للجدل لجوسبان، وقالت جماعة فرنسا/اسرائيل وهي جماعة من اليهود والمسيحيين موالية لإسرائيل في بيان هناك من الاسباب ما يجعل تلك الكلمات البسيطة لرئيس الوزراء التي مست الحقيقة والتي شجب خلالها في زيارته للقدس ارهاب حزب الله وتعسف سوريا تثير عاصفة.
في فرنسا ثارت الضجة لأن الدبلوماسية الفرنسية قامت طوال عقود على نفي الحقيقة، وترحب جماعة فرنسا/اسرائيل بالخروج على السياسة الخارجية الفرنسية غير المتوازنة التي تتسم بالنفاق والتي القت باللوم دوما على اسرائيل .
تصريحات جوسبان لا تعني تغييراً في سياسة فرنسا
ونفى وزير الخارجية الفرنسي اوبير فيدرين ان تصريحات رئيس الوزراء جوسبان المؤيدة لإسرائيل تعني تغييرا في سياسة فرنسا في الشرق الاوسط.
وقال لراديو يورب 1 ان تصريحات جوسبان كانت قوية على نحو خاص ولكنها مجرد جزء من سياسة عامة تسعى لمساعدة عملية السلام.
وقال فيدرين ان جوسبان زار اسرائيل بهدف واحد رئيسي وهو ان يبذل قصارى جهده لمساعدة من يدفعون عملية السلام للأمام .
وقال فيدرين ان القاء الحجارة في بير زيت الواقعة تحت الإدارة الفلسطينية في الضفة الغربية كان احتجاجا منظما فيما يبدو.
ومضى يقول لا اعتبر ذلك دالا على موقف الرأي العام الفلسطيني ، مضيفا ان محادثات جوسبان مع زعماء الفلسطينيين كان ودية للغايةوتابع سياسة فرنسا تجاه عملية السلام والتزامها بها تبدو واضحة لي,, اعتقد ان الرئيس جاك شيراك ورئيس الوزراء وبطبيعة الحال الدبلوماسية الفرنسية يعملون بشكل واضح لا لبس فيه وذي طبيعة نشطة .
يهود فرنسا يلتفون حول جوسبان
التفت الطائفة اليهودية في فرنسا حول رئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان بعيد عودته الى باريس.
وقال هنري هايدنبرج كبير المتحدثين باسم الطائفة اليهودية في فرنسا لراديو جويف الناطق باسم اليهود بفرنسا يتعين ان تكون سياسة فرنسا معتدلة وان تشمل الفلسطينيين ودولا عربية واسرائيل على حد سواء، ليونيل جوسبان قال ذلك بقدر من الشجاعة والاقتناع والقوة .
واتهم اليمين الفرنسي جوسبان بأنه قد حاد عن السياسة التي يمليها شيراك وذلك في محاولة لتسجيل نقاط في صراعهما للفوز بانتخابات الرئاسة التي تجرى في فرنسا عام 2002.
الصحف الإسرائيلية تصفق لجوسبان وتشك في تغيير سياسة فرنسا
احتلت مسألة رشق رئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان بالحجارة في جامعة بيرزيت في الضفة الغربية العناوين الرئيسية للصحف الإسرائيلية الصادرة امس الاول التي اشادت بجوسبان لكنها ابدت شكوكا حيال حصول تغيير في السياسة الفرنسية في الشرق الاوسط.
ورأت صحيفة جيروزاليم بوست الصادرة بالانجليزية في افتتاحيتها بعنوان حجارة لجوسبان ان الاخير يستحق التصفيق بسبب اتخاذه موقفا شجاعا ازاء الهجمات الحاقدة التي يشنها حزب الله .
واضافت الصحيفة يبدو ان رئيس الوزراء الفرنسي استدرك انه اذا كانت فرنسا تتطلع الى لعب دور حقيقي في الشرق الاوسط، فيجب عليه ان يعير اهتماما لما تؤكده اسرائيل منذ اعوام طويلة اي ان الدول التي تقيم توازنا بين الاطراف المتنازعة هي وحدها القادرة على القيام بدور الوسيط .
من جهتها، رأت صحيفة هأرتس في تصريحات جوسبان صفعة للرئيس جاك شيراك، واعتبرت سياسة فرنسا تقوم منذ عقود طويلة على دعم الدول العربية مقابل الحصول على النفط .
واضافت الصحيفة انه مع التقارب الحاصل بين الدول العربية والولايات المتحدة، فهمت فرنسا المذهولة انه ربما كان لديها سياسة عربية، لكن ليس لدى الدول العربية سياسة فرنسية .
وتابعت تقول بالرغم من النوايا الحسنة لجوسبان فإن تقاربا مهما بين باريس والقدس يبدو مستحيلا في الوقت الحالي بسبب الرئيس شيراك (,,) ومن الصعب فهم كيف سيكون بإمكان جوسبان ان يقطع مع السياسة العربية لبلاده، لكن من الواضح ان فرنسا تتحدث بصوتين .
بدورهما، نشرت صحيفتا معاريف ويديعوت احرونوت الاكثر انتشارا صورة للاعتداء على جوسبان، وكتبت معاريف في صدر صفحتها الاولى بعنوان الاهانة في بيرزيت متسائلة عن علاقات الحب والبغض بين فرنسا واسرائيل ، في حين اشارت يديعوت احرونوت الى عملية تقرب من القتل تعرض لها جوسبان.
وافادت يديعوت احرونوت في افتتاحيتها بعنوان جوسبان يريد ان يصبح رئيسا ان الجنرال ديغول قرر عام 1967 تبني سياسة تقارب مع الدول العربية على حساب العلاقات مع اسرائيل، وواصلت وزارة الخارجية بدقة متناهية هذه السياسة، الا ان جوسبان يفكر بطرق اخرى ومفاجئة ايضا لأنه يقول ذلك بشكل علني .
واوضحت الصحيفة انه امر ملفت للنظر ان يكون الرئيس شيراك تورط خلال زيارته عام 1996 في حادثة مع الاسرائيليين بينما جاء الاحراج الذي لحق بجوسبان من الطرف الفلسطيني .
ويعكس الهجوم الذي تعرض له رئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان في الضفة الغربية مشاعر الغضب والاحباط التي يشعر بها الفلسطينيون كما يدل على تزايد خطر تفجر موجة من العنف كما ترى السلطات الفلسطينية وبعض المحللين.
ومن جهة اخرى يشكل الهجوم على جوسبان الذي رشق بالحجارة لدى خروجه من جامعة بيرزيت، حرجا كبيرا للسلطة الفلسطينية التي اساءت كليا تقدير مخاطر وقوع مثل هذه الحوادث.
وقال الامين العام للحكومة الفلسطينية احمد عبدالرحمن لوكالة فرانس برس ان هذه الحوادث تؤكد ان الوضع خطير جدا لأنها تشكل مقياسا للشعور الشعبي .
وتابع المسؤول الفلسطيني يقول ان الناس غاضبون بسبب الجمود التام في المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية وهم يرفضون تاليا كل ما يبدو وكأنه دعم لإسرائيل.
وقد اعتبرت الغالبية العظمى للفلسطينيين ان تصريحات جوسبان الذي وصف هجمات حزب الله الاخيرة ضد اسرائيل وجيشها بأنها ارهابية ، وكأنها اهانة شخصية لهم.
وكان مسؤول عسكري اسرائيلي كبير حذر الاسبوع الماضي من احتمال اندلاع العنف مجددا في المناطق الفلسطينية في حال استمرار الجمود في المفاوضات.
واعتبر الخبير المستقل غيرشون باسكين، احد مديري مركز القدس للاتصال والإعلام مع عدنان الخطيب، ان الوضع متفجر للغاية .
واضاف ان الاجواء الآن تذكر بالوضع الذي كان سائدا قبل الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت في كانون الاول/ديسمبر 1987 ولم تنته سوى في 1993.
ويقول انه في تلك الفترة بلغ الاستياء الفلسطيني من الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية حدا كان فيه حادث مرور بسيط، كافيا لانفجار الوضع، ويؤكد باسكين لوكالة فرانس برس ان شيئا تافها اليوم قد يحدث التأثير نفسه,
لكن خلافا لعبدالرحمن، يشدد هذا الخبير على ان تفجر العنف مرة اخرى هذه المرة قد يكون موجها اولا ضد السلطة الفلسطينية.
ويوضح باسكين انه علاوة على الغضب الذي يشعر به عدد كبير من الفلسطينيين ازاء ما يعتبرونه تعنت رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود باراك، هناك خيبة كبيرة من طبيعة السلطة الوطنية ذاتها التي يتهمها منتقدوها بالتشجيع على استغلال السلطة وعلى الفساد.
ويؤكد هذا الخبير ان شعبية عرفات لم تكن يوما على هذا المستوى المتدني في صفوف الفلسطينيين.
ويرى باسكين ان الانفجار اساسا سيكون موجها ضد السلطات الفلسطينية وان هذه الاخيرة ستحاول توجيهه نحو الاسرائيليين.
وهذا ما حصل الاسبوع الماضي في رام الله خلال هجوم لمتظاهرين على وزارة التربية اذ ان غضب هؤلاء انصب لاحقا على القوات الإسرائيلية التي تقيم حاجزا عند مخرج المدينة.
ومازال العرب يعبرون عن غضبهم من تصريحات جوسبان فقد احرق متظاهرون لبنانيون وفلسطينيون أعلام فرنسا وصورا ليونيل جوسبان رئيس الوزراء الفرنسي امس الاول الاحد وسط موجة غضب عربي بسبب وصف جوسبان لأعمال المقاومة اللبنانية بأنها ارهابية .
وخرج آلاف المحتجين للشوارع في لبنان والضفة الغربية بينما طالب مسؤول كبير في حزب الله بالاعتذار ومعاقبة جوسبان.
وتحدثت الصحف الرسمية السورية عن ان جوسبان الذي قد يخوض الانتخابات الرئاسة بفرنسا عام 2002 يستهدف بتصريحاته استرضاء الناخبين اليهود في بلاده.
واحتشدت الجالية اليهودية في فرنسا حول رئيس الوزراء الاشتراكي الذي تحاصره المشاكل.
غير ان عاصفة انتقادات وتقريع من الرئيس المحافظ جاك شيراك كانت في انتظار جوسبان حين عاد الى باريس من زيارة للشرق الاوسط اختصرت السبت الماضي عقب رشقه بالحجارة في الضفة الغربية.
واعتبر البعض ذلك زلة لسان تكشف عن دعم لإسرائيل، غير ان آخرين اعتبروا ان جوسبان أخطأ الحساب بتصريحه الذي كان يهدف فيما يبدو لكسب نقاط ضد شيراك على الصعيد الداخلي.
وهتف نحو ثلاثة آلاف من طلاب الجامعات في مدينة الخليل المتمتعة بالحكم الذاتي الفلسطيني مطالبين جوسبان بخلع القناع وقائلين ان ذلك سيظهر انه يهودي.
وفي مدينة صيدا الساحلية بجنوب لبنان قاد ميشيل موسى وزير العمل والشؤون الاجتماعية مظاهرة شارك فيها خمسة آلاف شخص وصف كثيرون منهم جوسبان بأنه عميل أمريكي فيما حمل آخرون رسومات كاريكاتيرية تسخر من جوسان والرئيس الامريكي ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك.
وحث الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله الرئيس شيراك على نقض تصريحات جوسبان.
وقال قاسم اثناء مظاهرة موالية لحزب الله في جنوب بيروت ان مسؤولية الرئاسة الفرنسية والشعب الفرنسي تقضي بمعاقبة رئيس الوزراء على الخطأ الذي ارتكبه وتثبيت المفاهيم في الاتجاه الصحيح .
وقال في وقت سابق امس الاول ايضا ان جوسبان لم يعد مرغوبا فيه في لبنان واتمنى ألا يفكر بزيارة هذا البلد الا بعد ان يقدم اعتذارا واضحا للاهانة التي وجهها الى المقاومة والشعب اللبناني والى مشاعر الاطفال والنساء والجرحى وكل الذين عانوا من الاحتلال الصهيوني .
|
|
|