يأتي الصباح يختال ضاحكاً، كأنه العافية في البدن,,، اكتب فالكتابة لم تخرج بعد اثقالها!! أكتب لأن الاشجار لاتعرف إلا العطاء والإثمار:
كل ليمونة ستنجب طفلاً ومحالٌ ,, أن ينتهي الليمون!!
نسكن زوايا المهملين، زادنا أبجدية منذ عهد عاد، نسير على قضبان الأوائل,,، نفرح بكهف هجره القوم منذ وصلنا إليه، ترى الرجل يمشي,,، ولايدري السبيل، ولايعي لماذا يمشي؟ إنه:
أعشى يظن الكؤوس الخمس واحدةً
وبالجدار,, إذا ماسار يلتطمُ!!
نسلي أنفسنا، بأغاني المحال، وأناشيد السراب، ونتكىء على خداع البلاغة، وبراعة اللغة، ولعبة اللفظ، لنقول:
إن يختلف ماءُ الوصالُ,,، فماؤنا
عذبٌ تحدّر من غمام واحد
أو يختلف نسبٌ,,، يؤلفُ بيننا
(أدبٌ) أقمناه مقام الوالد!!
نرمم أزمنة المحاق، ونحشو المسافات الفارغة، التي لاتعطي إلا الوهم,,,, التي لاتسمن، ولا تغني من فقر!!
ندرع السر المرصود، والوقت المسكون بماضٍ متلبسٌ بخرائب الغابة.
نحتاج إلى (أل التعريف)، لأننا لم نقترن بالضمير، لنفتش عن الحياة في المهد، والغابات الضوئية، الاوقات المشمسة، لا في المقابر والتوابيت وإن كانت المقابر هي: صمت الحقيقة، والحقيقة الصامتة!!
اشكو,, اتدفق,,، انتثر، أتقاطر، أتمدد على سرير اللغة، وكهف الحزن، لاحول لي، ولاقوة إلا بالله، ثم بما ترك لي الجاحظ من أوطان صغيرة، تسكنها حروف انتهت صلاحيتها منذ قالوا إن الأرض كروية!!
ياصديقي، صدقني، انني:
شكوت، وما الشكوى لمثلي عادة,.
ولكن تفيض العين,, عند امتلائها!!
ارى الشمس المطرزة بأهداب الحلم,,، ولكن
ما انتفاع أخ الدنيا بناظره,.
اذا استوت عنده الانوار والظُلمُ!!
منذ الطفولة، وليل الصحراء،ورقصة الرمال في طيبة الطيبة على ساكن ثراها الصلاة والسلام وأنا أراقب صراخ جسد الحياة، وهلوسات المارة، وريبة العابرين، وأعود كمن فسر الماء بالماء!!
لا أعي كيف ارتستمت حركة الحياة، واصبحت جلاداً يقوم بسلطته على الذاكرة، مستنطقاً مافي خفي حنين من التيه!! ومشعلاً شهامة ابن جلا وطلاّع الثنايا!!
كل الذي أعرفه أن الروح هرولت نحو الأفق، وبقيت هناك حتى تاريخه، ذهبت, وتركت جرحاً يقول :(وأنت بالروح، لا بالجسم إنسانُ) فمتى الإياب، يا من تموت على (السيف والرمح والقرطاس والقلم)!!