ليس من الغريب ان تصبح التجارب دروسا مستفادة، ذلك ان الإنسان السوي يكتشف من اي خطوة خطاها ان كانت ايجابية بعض الاخفاقات التي لم يكن يتوقعها لأن السبب كما سيكتشف لاحقا عدم اهتمامه بجانب قد يكون فاته الانتباه إليه او ادراك تأثير ما يفكر به على تلك النقطة الصغيرة جدا، وقد طوينا خمسة عشر عاما من النجاح الثقافي الذي حصدنا منه الكثير على مهرجانات الجنادرية والتي يشكر عليها حرسنا الوطني ممثلا بقائده الملهم سمو الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء الذي كانت لتوجيهاته ومتابعته الاثر الكبير في نجاح ذلك المهرجان التراث الثقافي للحفاظ على موروثاتنا وتطوير ادواتنا الثقافية, ومن البديهي اننا عبر تلك المحطات وقفنا عند الكثير وراجعنا حجم استفادتنا اعني اللجان المختصة وقد تم بطبيعة الحال الكثير من التجديد والابتكار وننتظر المزيد من اكتشاف خطوات التطوير ولأن المهرجان يقفل ابوابه هذه الأيام واللجان المختصة تعد تقاريرها النهائية وسوف تحصي السلبيات والايجابيات كمسؤولية وطنية وفي ذات الوقت تطوي صفحة ماضية لتفتح صفحة جديدة فإن اي اقتراح متمم لتلك الخطوات القادمة سوف يجد القبول اكثر حتى ينال حقه من الدراسة مهما كان حجمه كإسهام تطوعي مع احترامي لقدرات وكفاءة اللجان التي تراكمت لديها التجارب, انما حتى ننال استفادة اكثر ينبغي ان تكون الدعوات تتضمن بعض التوقعات التي تحفز على زيادة الفائدة من حضور تلك الشخصية الثقافية والتي ارجو ان تركز على دراسة ابداعية مهما كانت ضئيلة او متواضعة لأن الغاية من تلك الدعوات هي المشاركة في دعم مسيرتنا الثقافية حيث سمعنا من اكثر من مدعو انه لم يطلب منه تحضير مواد تفيد في المشاركة الثقافية، فنحن اليوم والحمد لله لدينا شعراء يتعاطفون مع مختلف التيارات الفكرية وكذلك ساردون لا تخلو اعمالهم من الابداع اللافت للنظر كما ان نقادنا يصولون ويجولون في المحافل العربية ولا يكفي المهرجان أن يرفع شعارا ويهمل جانبه الآخر الذي هو دراسة انتاجنا الفكري وليس تجارب الدول الاخرى التي سبقتنا, فلماذا لا نحدد الهدف او نجعله غائما؟.
بعض المدعوين يعلنون بأن مصادرهم,, المكتبات في الخارج فقيرة في تواجد انتاجنا الفكري وفي هذه الحالة علينا تزويدهم بما يحتاجون اليه وليس في ذلك تكليف باهظ لأن انتاجنا مكدس في المستودعات لدى الناشرين او الادباء انفسهم وقد تكون هذه المناسبة فرصة مواتية لانتشار ذلك الابداع مهما كان نوعه وقد يساهم الحرس بشراء كمية منه تفيد جهات التوزيع والمتابعين للانتاج المحلي.