نوافذ حفلة تنكرية أميمة الخميس |
ظهرت الكثير من الأصوات والأقلام على مستوى العالم العربي، والتي تستنكر ردود الفعل الباهتة والفاترة في الوقت نفسه تجاه الضربة الأخيرة للطيران الاسرائيلي لمدينة بيروت، سواء على مستوى الدول او المؤسسات الشعبية, ولا سيما ان عاصمة عربية قد اقتحمت أجواؤها وقصفت ومن ثم عاشت في ظلام دامس على مرأى ومسمع من العالم كله!!
وامام هذا الأمر لا نستطيع ان نكيل بمكيالين، وازدواج في المنظور، فهذا الفتور أو اللامبالاة من الشارع العربي، ماهي الا احدى النتائج التي يصر فيها التيار السياسي على جعل اجنحة حمام السلام تغطي دخان اللهيب والدمار ومواطن الفجائع.
هذا الشارع الذي حوصر بلوثة التطبيع وشعارات السلام ووعود الرخاء الاقتصادي، قد بردت دماؤه وتخثرت ولم تعد قادرة على الغليان امام هذا المشهد، وكأن هناك شرخا عاطفيا كبيرا قد تصدع بين ابن الشارع البسيط وقضاياه الوطنية والمصيرية.
والا ماذا سنتوقع من وسائل اعلام قد منعت من استعمال كلمة العدو الاسرائيلي في خطابها الاعلامي الرسمي من ردود فعل؟!
بل ان الشارع اللبناني نفسه ما برح منغرسا في بحثه عن سهراته ولياليه وجميع تلك المتع الوقتية الرخيصة والتي ليست سوى ملجأ يهرب اليه بعيدا عن همومه الاقتصادية الطاحنة وعمق احساسه بالعبث واللاجدوى لجميع الأفكار والنظريات الطوباوية التي كانت تحرك الشارع نفسه في السابق.
لا يمكن ان نغفل التطورات التي استجدت على الساحة السياسية في العقد الماضي وأثرها على تكوين الرؤية المصيرية للمواطن العربي، وقد يكون من أبشعها حرب الخليج الثانية، والتي غيرت البوصلة، وعبثت بالاتجاهات، وافتقر فيها الجميع الى معرفة رماح الصدر من خناجر الظهر، وكما يقول محمود درويش في قصيدته مسقط القناع عن القناع , فهل بعد هذا يتوقع من رجل الشارع البسيط والمطحون برزقه وقوته اليومي ان يثور ويغضب ويدافع عن أقنعة في حفلة تنكرية!؟
|
|
|