بيننا كلمة المهرجان الوطني عرس الثقافة السنوي حمد المواش |
إننا نودع هذه الأيام فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة وقد تجلى لنا في أيامه التي مرت آيات من الإبداع تجلت خلاله عروس الثقافة )أي الجنادرية( بأحلى الحلى والنفائس فظهرت في أبهى صورة وازهاها فالفنون الشعبية والتراثية واللقاءات الثقافية والشعرية والمعارض التشكيلية والسوق الشعبي بما فيه من حرف قديمة قد طويت في صفحات النسيان خصوصا عن جيل الشباب الحاضر جيل الهمبرقر والبتزا فانك عزيزي عند زيارتك للجنادرية وانت تتجول في السوق الشعبي ستشم عبق الماضي وروحه من خلال ما تشاهد من مشاهد ممثلة أمامك فإن الذاكرة سترجعك الى الماضي سنين ستذكر اباك وأمك وجدك,, وتاريخهم وحياتهم الحافلة بالنشاط وبالعناء والجهد والبسيطة في معانيها ومجملها,
انني اتذكر قبل خمسة عشر عاما هو تاريخ انطلاقة فعاليات المهرجان الأول الذي كان مقصورا تقريبا على السوق الشعبي حتى ان المعرض التشكيلي الذي اقامته جمعية الثقافة والفنون المصاحب للمهرجان كان في المصباح ذي الأعمدة من الطين مساحته ضيقة قد كانت اعمالنا تحمل مع وزنها وزنا آخر من الغبار قد كان المعرض في تلك الفترة محل استغراب من عموم الجماهير لأن جلهم لم يسعفهم الحظ ويشاهدوا أعمالا فنية تعرض في مكان عام وتحت أنظار الجميع فإن الكثير من الناس لا يعرف عبارة الفن التشكيلي ومسمى فنان تشكيلي بل يعرف القلة منهم مدلول المرسم والرسام وهو الذي يرسم المناظر الطبيعية من الواقع او مدلول الخطاط فقط ولكن الآن نرى الفرق كبيرا والبون شاسعا في معرفة المدلولات والمفردات الفنية نرى اناسا يعرفون عبارات الفن التشكيلي والفنان التشكيلي وغيرها فإننا نرى تقدما ملموسا ولو كان بسيطا في هذه الفترة الماضية من السنين التي صاحبت المهرجان الوطني بفعالياته ولكننا نريد ياعزيزي تفعيلا أكبر ووعيا لهذا الفن بمستوى أعلى وأشمل ونعترف ان في هذا الأمر تقصيرا واللوم لا يمكن ان نضعه بكامله على جمهور الناس لجهلهم باشياء كثيرة في حياتهم إنما اللوم وللأسف الشديد على الجهات ذات العلاقة وعلى الجهات الإعلامية خاصة يجب ان تفعل دورها تجاه الجمهور وتسعى جاهدة لنشر الوعي الثقافي بين الناس ونرجع للموضوع نفسه الذي يتجدد كل عام مرة يعطي لنا صورا وإيضاحات من الماضي بثوب جديد والذي هو جزء من حاضر وكذلك مستقبلنا ومن ليس له ماض من التراث والحضارة لا يمكن ان تقوم عنده حضارة قوية وعلى مرتكز ثابت وهذا لا يعني ان نركن الى الماضي وننام عليه دون ان نبحث عن وسائل الحضارة من رقي وتقدم ولا نريد ان نبالغ في الأخذ من هذا التراث بحيث ينسينا دورنا في هذه الحياة تجاه الجديد من الأحداث في شتى المجالات التي يحتم علينا الواجب الأخذ بها وأن ديننا الحنيف حريص كل الحرص على رفعة شأن الإنسان المسلم وجعل المسلمين من أقوى أمم الأرض كافة في جميع الأمور الحياتية لكي يتأهلوا لقيادة العالم تحت مظلة الإسلام فإنه يجب علينا ألا نغفل أي جانب من جوانب الثقافة مهما كان بسيطا بل يجب الاهتمام بشتى جوانب المعرفة وإن الفن التشكيلي رسالة الى العالم من هذه الأمة المسلمة ووسيلة مهذبة وجميلة للدعوة الى الله وهو أي )الفن التشكيلي( برموزه وتعبيراته يعتبر لغة مقروءة في أي مكان في هذه الدنيا أي انه لغة عالمية سهلة لا تحتاج الى ترجمان والمهرجان الوطني يحظى بالحجم الغفير من الزوار من مواطنين ووافدين وضيوف الدولة فيجب ان نُري هؤلاء كل خير وان يروا كل معاني الرقي والتقدم الذي تشهده بلادنا وأن نمثل بلادنا أمام هؤلاء بالصورة الواضحة التي تعكس حضارة بلادنا ومدى تقدمها وإن الفن التشكيلي عزيزي القارئ هو واحد من الوسائل التي يرى الزائر بلادنا من خلالها على حقيقتها في صورتها المشرقة لاسيما ونحن في عصر العولمة في زمان اصبح فيه الصراع على أشده بين القوى في العالم في زمان مع الأسف الشديد الضعيف ليس له مكان على خارطة هذا العالم الواسع ولا يعترف به بل بالقوي الذي يحقق الجديد ويعمل المستحيل وإننا يجب ان نعي الدور كل حسب اتجاهه ومجاله فإن المعرض التشكيلي المصاحب للمهرجان الوطني قدم بلاشك دوراً مشرفاً ولكن الامر يحتاج منا وقفة بسيطة لنرى بوضوح أكثر ونقول لو وضع الامر في يد متخصصة في مجال الفن التشكيلي كما كان في السابق من حيث إشراف جمعية الثقافة والفنون على هذا المعرض لكان الأمر افضل حيث ان من الامور الحضارية ان يوكل الامر الى اهله المتخصصين ولايتأتي ذلك الا بإرجاع الاشراف على هذا المعرض لجمعية الثقافة والفنون كما في السابق وسنرى الوضع تغير خصوصا ان الجمعية هي التي تعرف تتعامل مع الفنانين وكذلك الفنانين قد يجدون في الجمعية ورعايتها للمعرض ارتياحاً أكثر والتجاوب يكون أكبر, لكم مني خالص التحية والى لقاء قريب,
|
|
|