قبل بضعة أسابيع دعاني الزميل العزيز الحميدي الحربي للكتابة إليكم عبر مدارات غير انني لم أكن حينها مهيئاً لهذه المسؤولية لأسباب عدة لا أرى من وجهة نظري داعياً لتعدادها الآن.
ومنذ أيام كرر أبو حمد الدعوة نفسها شاملاً قلمي البسيط بغيمة حنان اشتعلت في أعماقي المسكونة بحب الأصالة بقايا عشق قديم لا أملك أمامه إلا الانقياد والتفاعل والعطاء,.
وعندما كنت أقف على شاطئ الكلمة الجميلة أفكر بمعاودة الابحار فيه هزتني رهبة مقام القارئ الواعي والقارئة الواعية وتساءلت بعفوية:
ماذا عساي أن أهدي لهما من سطور تنبض بالصدق والفائدة والمتعة,, أو على أقل تقدير,, لا تثير لديها أي ردة فعل يفتح شهيتهما للضيق والتجاهل وربما الغضب؟!
وقبل أن أكلف نفسي عناء الإجابة,, وجدت نفسي أجدف بالكلمات من أجل عيني كل محب لهذا اللون من الأدب وهم كثيرون في الحقيقة ويستحقون أجمل الهدايا الكتابية لأنهم الضياء النقي الذي نستعين به بعد الله في كل خطوة نخطوها على جادة الكلمة المشرقة,.
وهذا الشعور نابع من إدراك تام بأنهم يعون أن الجود من الموجود على كل الأحوال.
وعنوان هذه الزاوية التي أتمنى الالتزام بكتابتها مستعيناً بالله في هذا الموعد من كل أسبوع هو ذات العنوان الذي كنت أكتب تحته افتتاحية صفحة أوراق شعبية بجريدة اليوم إبان تطوعي لاستلام مسؤولية القسم الشعبي فيها على مدى سنوات مضت من عمري إلى جانب مسؤولياتي الأخرى في بعض أبواب صفحاتها المختلفة.
ولهذه الزاوية مكانة خاصة في وجداني كونها النافذة التي أعبر من خلالها عن وجهة نظري الخاصة، ورؤيتي للساحة الشعبية على امتداد أبعادها الموشاة بألوان الطيف.
وعودتي للكتابة مجدداً عبرها اعادتني إلى عقد جميل من الذكريات البانورامية التي لا يمكن نسيانها وإن غابت عن الذهن احياناً.
ف نصف القمر عزف منفرد يمثل بالنسبة لي نافذة صغيرة أبوح من خلالها عن بعض ما يجيش في أعماقي من عشق لا حدود له تجاه وطني الحبيب وقضاياه,, إنساناً وأرضاً,, إلى غير ذلك من الوقفات الأدبية والفنية ذات العلاقة بشؤون الساحة الشعبية وشجونها.
وهذا ما أرجو أن أوفق في اهدائه لكم عبر مداراتنا المتجددة في قابل الأيام وعلى الود نلقاكم الأسبوع المقبل إن شاء الله تعالى.
* لوحة عربية:
ليت من شفني هواه رأى زفرات الهوى على كبدي |
* لوحة شعبية:
نصف زين الخلايق في عيونه وباقي الزين في باقيه كله |