علاقتي بالهلال الكيان الرياضي العريق وبمؤسسه الرياضي الكبير الاستاذ عبدالرحمن بن سعيد,, تجد جذورها في حقبة زمنية سالفة في الثمانينات الهجرية حينما اصطحبني صغيراً شقيقي الأكبر الرائد الصحافي والمؤرخ الرياضي الكبير الدكتور أمين ساعاتي الى الرياض مكثت فيها شهور الصيف,, كان خلالها يؤرخ للرياضة في الوسطى من خلال لقاءاته بمؤسسيها في كل الاندية بدون استثناء وكنت أتردد معه خلالها علىنادي الهلال بصفة يومية تقريباً,, حيث كان الدكتورأمين يرأس اللجنة الثقافية بنادي الهلال إبّان احدى فترات رئاسة الشيخ عبدالرحمن بن سعيد,, وكنت اشاهد مبارياته وأتابع تدريباته والتقى نجومه,.
ولعل من الطبيعي ان يترك ذلك أثراً في نفسي لاسيما وانه انطلق في سن مبكرة,, ليظل فريقي الثاني في خضم اتحاديتي.
** ولقد كانت تجربة مؤثرة ,, كنت أشاهد خلالها عبدالرحمن بن سعيد,, قيمة تاريخية,, وقمة رياضية,, وقامة قيادية,, يمد قلبه الكبير ليحتضن الآخرين,, رأيت كيف يتحلق الهلاليون حول هذا الرجل,, كيف يقدرونه,, كيف يثقون فيه,, كيف استطاع ان يحقق ذلك ويكسبه,,ويؤثر اكثر مما يتأثر.
رأيت تلك الصفات القيادية الفطرية التي يتمتع بها تتجلى في تعاملاته وقراراته ورؤاه وتصوراته.
**واثناء زيارتي للشيخ عبدالرحمن بن سعيد في المستشفى الاسبوع الماضي,, أطرقت سارحاً,, أستيعد شريط الذكريات, استرجع تلك الايام الحافلة بالمجريات الرياضية,, والمستجدات على صعيد التنافس الرياضي وكانت اندية المنطقة الوسطى قد بدأت بالفعل مشوار تحقيق البطولات على مستوى المملكة.
** واذا كان التاريخ الرياضي تجسيد لعطاءات رعيل من البشر توجت بالاضواء واستدامة الأثر,, فان عبدالرحمن بن سعيد لاريب يعد أحد أبرز صناع تاريخنا الرياضي الذين رسموا معالمه وصاغوا الكثير من احداثه.
فهو من الذين حفروا في الصخر,, حين اصر على قيادة الممارسة الكروية,, في وقت كانت تعد فيه عيباً اجتماعياً,, بل كانت توصم من قبل البعض بانها ممارسة شيطانية ممقوتة!
ولقد تجشم في سبيل ذلك الكثير من العناء وواجه الكثير من العنت,, ومع ذلك ظل يمارس دوره القيادي الرياضي,,
بذل الكثير من جهده ووقته,.
وصرف الكثير من ماله وخيره,.
واستنزف الكثير من راحته وصحته,.
فأسس نادي الشباب في عام 1367ه 1947م,, ثم اسس نادي الاولمبي (الهلال حالياً) في عام1377ه 1957م, ورسم بذلك معالم التاريخ الرياضي بالمنطقة,.
** في زيارة قمت بها له في بيته العامر بالرياض دار الحديث حول تاريخ الهلال ودوره الرائد في بناء هذا الكيان الرياضي العتيد,.
قلت له,, ان ماقدمته من عطاءات ومابذلته من جهود تاريخية سوف تظل ماثلة أبداً,, ولايمكن أن تنسى.
قال: بل سوف تنسى,, ولن تبقى سوى في كتب شقيقك الدكتور أمين ساعاتي جزاه الله خيراً على حفظه لتاريخنا الرياضي,.
**ولذلك فلقد داخلتني سعادة غامرة للموقف النبيل والمبادرة التاريخية الكبيرة التي قام بها الامير بندر بن محمد رئيس نادي الهلال,, حين أخذ كأس بطولة المؤسس التي أحرزها الهلال إلى الشيخ عبدالرحمن بن سعيد في المستشفى حيث كان يعاني عارضاً صحياً,.
لتكون كأس المؤسس,, لمؤسس.
** فكان ذلك تكريماً وتقديراً ووفاءً من الامير بندر والهلاليين عامة لمؤسس ناديهم الكبير,, فلقد نال بذلك عبدالرحمن بن سعيد حظاً من التكريم في حياته,, ليظل ابرز رموز النادي الكبير,.
ولايسعني إلا أن اسأل الله سبحانه وتعالى لشيخنا الرائد الرياضي الكبير دوام الصحة والعافية.
د, عبدالإله ساعاتي