مع هول الفاجعة المحزنة، والصدمة القاسية المباشرة، فإنه حقا من الصعوبة بمكان أن أكتب عن الرحيل المفاجىء للدار الآخرة لأخي الأكبر ابراهيم العلي الصالح الرجيعي، ومع الايمان بقضاء الله وقدره،وبأن الفاصل بين الحياة الدنيا والآخرة محدود جدا جدا.
حقيقة لقد وقع الخبر الحزين والمحزن على شخصي الضعيف جدا كالصاعقة المدوية، وبدون مقدمات أو اشارات مبدئية، كل ما يمكن تذكره خلال ذلك المساء الثقيل الحزين، الشعور الغريب بعدم الارتياح، مع القلق المتواصل، والكوابيس المستمرة المزعجة، والتي أدت الى عدم التفكير بمجرد محاولة النوم، الذي أصبح تبعا لذلك مستحيلا، وأمرا بعيد المنال، وكل ذلك يحدث دون معرفة حقيقية للسبب أو الأسباب الكامنة خلف ذلك.
وفي اليوم التالي الذي يمثل امتدادا طبيعيا لذلك الليل الغريب والمشؤوم، وصلت الى المكالمة الهاتفية الناقلة للخبر الأليم بالفاجعة الكبرى بانتقال أخي الى الرفيق الأعلى، ولم أصدق في البداية فعلا ما حدث، ولكن التأكيد اللاحق لم يدع مجالا للشك أو التردد!!.
وبدت الأسئلة تلو الأسئلة تطرح نفسها حول ذلك الرحيل المفجع والقاسي جدا للأخ الأكبر والكبير في عامه الخامس والأربعين؟!! الحزن العميق يتمركز حول عدم التمكن من لقائه ورؤيته في أيامه ولحظاته الأخيرة، وكيف كان تفكيره وشعوره قبل وأثناء مرضه المفاجىء ثم الرحيل؟؟!! وهل حقا أن أخي ورفيق الحياة منذ الطفولة قد فقدته، وتركني ورحل وحيدا وبكل هدوء، ولن أراه الى الأبد؟؟!!
حقا إنها الحكمة الالهية في عدم معرفة نهاية الأجل، فالقدر يحدث في أي جزء من الثانية، وبدون مقدمات أو علامات واضحة.
وبرحيلك الأليم المفجع والمؤلم أخي وحبيبي ابراهيم عن هذه الدنيا الزائلة الى دار الخلود، فقدت فيك انسانا حنونا، وأخا عطوفا، خيرا، بشوشا، لطيفا ومحبوبا من الجميع، وستبقى ذكراك وذكرياتك خالدة عبقة الى الأبد.
واعزي العزاء الحار بفقدك الجلل نفسي، والدي الكريم الشيخ علي الصالح الرجيعي شفاه الله وعافاه ، الوالدة الحنونة الصابرة والمحتسبة، الأخت الفاضلة الكبرى لولوة، والاخوة عبدالعزيز، عبدالرحمن ، محمد، وبقية الأخوات، وأن يرزقنا الله الطمأنينة والثبات على الحق المبين بقدرته وجلاله.
وأدعو الله العلي القدير أن يتغمدك بواسع رحمته، ويدخلك فسيح جناته، ويجمعنا جميعا مع الصديقين والأبرار، ويجزيك خير الجزاء، انه سميع مجيب، (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية وادخلي في عبادي وادخلي جنتي)، وأن يمن الإله الكريم على الجميع بالصبر والسلوان، و(إنا لله وإنا إليه راجعون).
أخي إبراهيم إني افتقدتك كثيرا,, كثيراً، وأشعر بقلبي الحزين مرتجفا,, مرتجفا، باكيا,, باكيا، مضطربا,, مضطربا، متألما,, متألما,, استودعك الله جلت قدرته وعظمته والى اللقاء.
* مستشار المجلس الأعلى للإعلام .