من هنا,, وهناك الورق لن يختفي من الوجود قبل عقد من الزمان مكاتب متنقلة وثائقها لا تعرف الورق حلم بدأ يتحقق |
* هانوفر أ,ف,ب
في معرض المعلوماتية الذي تستضيفه مدينة هانوفر في شمال المانيا حاليا عنوان كبير: المكاتب وأوقات العمل والدوام لم تعد ثابتة والوثائق ليست بحاجة للورق,, انها ثورة المكاتب.
أنظمة جديدة لادارة الوثائق,, والمحفوظات الورقية إلى غير رجعة كما عبر عن ذلك أحد الصناعيين الالمان المهتمين بهذه البرامج الذي كشف ان العالم ينتج يوميا مليار ونصف المليار ورقة.
لكن العالم بدأ يتجاوز حضارة الورق والفواتير وقسائم التسليم في الكثير من الشركات تأخذ طريقها عبر الكومبيوتر وتصنف في ملفات خاصة يمكن ايجادها في أي وقت بمجرد الضغط على فارة التحكم.
وتشير الدراسات إلى ان العالم يوفر بذلك نفقات هائلة، وتقدر دراسة قام بها مكتب اندرسون للاستشارات إلى ان عملية البحث في المحفوظات الورقية تكلف بين 2,5 و5 دولارات لكل وثيقة.
إلى ذلك فإن العاملين يكسبون المزيد من الوقت اذ يمضون حاليا بين 150 إلى 170 ساعة سنويا في البحث عن الوثائق التي يحتاجون.
كما ان طرق البحث نفسها تتغير وتعطي مزيدا من الحيز للأوامر الصوتية خصوصا مع تنامي هذه الانظمة وتراجع اسعارها واتساع استخدامها في الشؤون اليومية للشركات.
وبدأ البريد الالكتروني يأخذ مكان بريد الرسائل او الفاكست, وعلى سبيل المثال فإن عملاق الاعلام الالماني برتلسمان بدأ منذ حوالي سنة اعتماد البريد الالكتروني في الاتصالات الداخلية بدلا من كل انواع الاتصالات الاخرى بما في ذلك الاتصالات الهاتفية,, إذ يمكن الاحتفاظ بهذه الاتصالات كوثائق على عكس الاتصال الهاتفي.
لكن الخطوات الهائلة في هذا الاطار لم تفقد الورق مكانته التي كسبها على مدى التاريخ وما زال امام وثائق الورق الكثير من الوقت قبل ان تختفي تماما من حياتنا اليومية, وأفادت نتائج استطلاع شمل 500 رئيس مؤسسة اوروبية ان 79 في المائة من هؤلاء يعتقدون انه لا يمكن الاستغناء عن الورق خلال السنوات العشر المقبلة, ويفضل 60 في المائة منهم ان يقرؤوا التقارير او النتائج على الورق بدلا من شاشات الكمبيوتر.
إلا ان ذلك لم يمنع تسارع فكرة المكاتب المتنقلة وغير الثابتة للموظفين الذين بات بامكانهم ان ينجزوا أعمالهم من البيت او اي مكان آخر بفضل الكومبيوتر وأجهزة الهاتف المحمولة التي تزداد سرعتها وكفاءتها بحيث يمكن للاجراء ان يعملوا من أي مكان وفي اي وقت.
وقدمت شركة نك اليابانية في المعرض اجهزة اتصال مصغرة مع شاشات وكاميرا وميكرو تسمح بعقد اجتماعات على اي مستوى بين الزملاء والمسؤولين من اماكن مختلفة في العالم.
وقد بدأ صانع الانظمة المعلوماتية الالماني دي في جي في هانوفر استخدام المكاتب غير الثابتة اعتبارا من العام الماضي وبين وموظفيه الذين يربو عددهم على 1850 موظفا لم يعد هناك مكاتب ثابتة إلا للسكرتيرات وفيما يختار من تبقى مكاتبهم كل يوم تبعا لظروفهم وأماكن تواجدهم.
وفي كل مركز عمل يتوفر كومبيوتر موصول بالشبكة العامة للعمل كله يمكن لاي موظف ان يدخل اليها ويعمل فوقها بعد استخدام كلمة السر كما يمكنه الاستعانة بالهاتف المحمول الذي يصله بالعالم اينما كان.
لكن هناك وجها آخر لهذه الثورة المعلوماتية هو الغاء العديد من الوظائف والاعتماد على تقنيات التخزين المعلوماتي الذي لم يثبت بعد انه البديل الذي يمكن الركون إليه بصورة مطلقة.
|
|
|