زقزقة:
اليوم صوم، تقول القطة وهي تنظر إلى اللحمة التي لايمكنها الوصول إليها
حكمة تركية
حمدت الله أني لست رئيس قسم من أقسام جامعة الملك سعود ، لأنني أمام المتقدمات للماجستير سأكون أحد اثنين إما مراوغا لا أقول الحقيقة وإما ضعيفا لا أملك صلاحية قبول الطالبات الراغبات في الالتحاق ببرنامج الماجستير في القسم الذي أرأسه.
ولأني طرقت باب أقسام كليات الجامعة المختلفة وكان نصيبي على مدى خمس سنوات الرفض فيجب أن أصدق ببلادة أن جميع الملتحقات ببرامج الماجستير هن حاصلات على درجة الامتياز في مستوى البكالوريوس، وأن معايير القبول هناك لا يتدخل فيها معرفة أو (واسطة)، كما يجب ألا أصدق الواقع المختلف تماما!!
تقول العرب (شرُّ البلية ما يضحك) فدعوني أضحككم مثلما أردت البكاء حين قال لي رئيس أحد الأقسام في كلية الآداب لما سألته ماذا تفعل الطالبات أمام الأبواب المغلقة في جامعات بلادهم؟ إذ جاء صوته حزينا على الهاتف:
(لاتحزنيني فقريبتي أيضا تعاني مثلك ولها ست سنوات تواصل التقديم في برامج الماجستير ولا تقبل، لا أستطيع أن أفعل شيئا أمام مجلس القسم، لايوجد لدي أعضاء هيئة تدريس كافية للطالبات)
هذا نموذج لبعض رؤساء الاقسام الذين هم العمود الفقري فيها.
وللأسف على مدى تقديمي في أربع كليات مختلفة لم أتشرف بالحديث مع مسئول في تلك الكليات يستطيع أن يوجد حلا للاختناق في كليته.
كلهم يشكو من ضغط المتقدمين والمتقدمات لبرامج الماجستير بأعداد كبيرة في ظل إمكانات محدودة, كلهم يدور في حلقة مفرغة الى أن تنتهي فترة رئاسته للقسم فلا يكون مسئولا عما مضى وما هو آت.
القضية أبعد من تعثر القبول في الالتحاق بالجامعة سواء في البكالوريوس أو الماجستير أو الدكتوراه, المسألة أن نؤمن نحن الشباب بالاستسلام، أن يكون شعارنا مثل قدماء اليونان (إذا لم يكن ما تريد، فأرد مايكون).
وهي صيغة انهزامية لاتصلح لبناء مستقبل الشباب الذي تهتم المجتمعات بإذكاء روح الطموح فيه , الاستسلام للواقع دون تغييره أول حروف أبجديات قتل الطموح، الحمد لله على كل حال.