أسئلة لابد من طرحها حول الأقصى هدى عبدالمحسن المهوس |
هناك شواهد عديدة تدل على ان قضية المسجد الاقصى ستكون نقطة المركز وبؤرة الاهتمام في العديد من القضايا الدينية وما يترتب عليها من نشاطات سياسية وعسكرية في منطقة الشرق الاوسط وهذا ليس من قبيل الامور المؤجلة الى المدى البعيد بل إن هذا الاهتمام سيفرض نفسه والله اعلم في المستقبل القريب المنظور فالانهماك والانشغال بأمر المسجد الاقصى لن يكون على مستوى سكان الارض المقدسة وحدهم بل ستتسع دائرته لتشمل محيطاً يلف مئات الملايين من سكان العالم مسلمين ونصارى ويهودا وهذه حقائق ينبغي علينا أن لانهملها او نتجاهلها, فسعي اليهود القديم والجديد في هدم المسجد الاقصى وبناء الهيكل الثالث يمثل علاقة مباشرة اوغير مباشرة بالحرب القادمة حيث يمكنهم ذلك في ظل الغيبوبة العربية الطويلة أن يحققوا هدفين كبيرين جديدين وهما قطع شوط آخر علىطريق (اسرائيل الكبرى) والشروع في تنفيذ الحلم العتيق بإعادة بناء الهيكل الثالث والذي لايتصورون اقامته الا على (انقاض المسجد الاقصى) وهذه امور تستدعي بالضرورة استخدام القوة المسلحة كلما سنحت الفرصة فهم مصممون بشكل اكيد على تنفيذ مخطط الهدم,, فالهيكل ليس له مكان آخر يقام فيه في نظر اليهود إلا على ارض مسجدي الاقصى والصخرة.
فهل يقف المسلمون مكتوفي الايدي وهم اكثر من ربع سكان العالم يرون معاول الحقد اليهودي او النصراني تمتد الى المكان المقدس الثالث عندهم الذي صُفت فيه قدما نبيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بجميع الانبياء في ليلة الإسراء!!! فمن المتصور أن هناك حلبة صراع حقيقية وعالمية يمكن ان تنصب على ساحات الارض المقدسة.
فالامر جاد,, والنوايا مبيتة,, والخطوات تتسارع رغم سيرها على درب الأساطير وعلى المسلمين ان يعوا ان هدم المسجد الاقصى صار عند يهود العالم ومن شايعهم من النصارى، فريضة الوقت ومسؤولية الجيل وهو فرصة العمر السانحة لاول مرة في التاريخ منذ الفي عام اذاً فما الذي يجب علينا فعله؟!
وقبل ذلك ما الذي يجب علينا فهمه لتجلية خلفيات هذا الأمر فإن هناك اسئلة لابد من طرحها ولامناص من الإجابة عليها ومصارحة النفس بها, ماذا يمثل المسجد الاقصى بالنسبة لليهود؟.
وهل يمكن أن ينجحوا في هدمه فعلاً؟!! وماهو المتوقع من الاعداء لو نفذت المؤامرة؟ وهل يمكن أن يتراجع اليهود عن تحقيق هذا الهدف؟ اسئلة ينبغي التحضير لها من الآن قبل ان تفاجئنا الحوادث ويتجاوزنا الزمان!!!! ولنعلم جيداً ان حقائق القرآن لن تتلاشى والأساطير التي كذبت على الله وعلى الناس لن تخلد والصراط المستقيم لن تطمس شاراته او تضيع آياته وعلى مسلمي الحاضر والقادم ان يواجهوا قدرهم ويؤدوا واجبهم,, فالاعداء كثيرون والعوائق صعبة والكفاح طويل، وربما صحونا ونحن نودع محنة ونستقبل أخرى.
اما لهذا الليل من آخر؟؟؟
إن الفجر سيطلع حتماً ولان يطوينا الليل مكافحين أشرف من أن يطوينا راقدين.
(من خاف أدلج، ومن أدلج نجا, ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة).
فيجب علينا أن نتوحد,, أمة واحدة مسلمة لتتفاعل جميعها من موقف وموقع الرائد المستقل الذي يصافح الدنيا دون أن يتنازل عن بصمته التي تميزه وهويته التي تحتل الجوهر والروح الحضارية الحافظة لتميزه عن الآخرين عبر الزمان والمكان.
|
|
|