هل تساءلت يوماً كم فرصة ضاعت منك؟
وكم فرصة استطعت اقتناصها؟
هل تخيلت يوما ان ذلك الإنسان الذي سيكون رفيق حياتك هو شخص كان يوميا يواجهك عابرا ذات الرصيف الذي تعبره,,!
قلت سابقا بان المبهج في هذا الفيلم (لديك بريد) هو تلك المصادفة العجيبة حيث يتعرف البطلان على بعضهما البعض من خلال (الإنترنت) ولكن الاكثر إثارة للدهشة أنهما ذاتهما يلتقيان في الحياة اليومية المعتادة!
وهذا يعني ان في داخل كل منا زاوية متوهجة او نقطة مضيئة يتفاوت إشعاعها من كائن الى آخر,, هذه الزاوية قد لا يراها كلانا في الآخر اذا تعامل معه كما يعامل الآخرين بأسلوب عادي عابر او اذا وقفت بينهما المصالح المادية وصخب الشوارع المزدحمة! لكنهما يعرفان بعضهما اكثر في لحظات الهدوء حين يستغرق احدهما في الآخر ويصغي اليه ويفتح تلك النافذة السرية التي يعبر من خلالها الى روحه!
الفيلم يفيض بلقطات الحوار الساخنة,, الجميلة والمعبرة,, مثل ذلك الحوار بين كل من البطلة وصديقتها:
هل قال شيئا عن مقابلتك؟
لا,, ليس بالضبط, اسمعي لا يهم سنكون مثل جورج برناردشو والسيدة باتريك كامبل,, سنكتب رسائل طوال حياتنا!
أو حين يشعر بالندم على سلوك ما اقترفه فيقول لها متشكيا:
هل شعرت يوما بأنك أسوأ نسخة عن نفسك,, ان صندوق باندورا مع كل اسراره واجزائه البغيضة قد فتحته عجرفتك,, بذاءتك,, ودناءتك؟! أحدهم يستفزك, فبدلا من الابتسام والمضي قدما,, تهاجمهم,,!
و,, بعد سلسلة من الأحداث والصراعات يلتقي الاثنان,, وتحدث المفاجأة المثيرة والغريبة,, الشخص الذي تحب هو ذاته الذي كان يختلف ويتشاجر معها,,!
يا إلهي,, انه هو,,! اذاً لا خلاف بعد الآن,, بل لقاء يدوم,, الى الابد, بإذن الله,, هكذا نقول نحن .
***
** مشاهدة فيلم جيد متقن كتابة وإخراجاً,, حواراً وأداء تشبه كثيرا قراءة رواية جيدة، تعيشها بكافة تفاصيلها,, بل تبدو أجمل حيث يأخذك ابطال الرواية الى المناطق التي يسكنونها والشوارع التي يرتادونها,, تعيش معهم وكأنك واحد منهم.
والأجمل أنك لا تشعر طوال الوقت بأنك تتابع تمثيلا,, بل حقيقة.
|