وسميات الضب ,, ولد جن راشد الحمدان |
اختلفت الآراء والأقوال في أصل الضب,, والناس عندما يركزون على شيء فإنهم يقولون فيه من الأقوال,, ما يتعدى مدى العقلانية,, والصحة, لكن الناس هكذا,, يعجبهم الاغراق في الخيال وفي اختراع القصص,, ولان الضب له صفات قلّما تحصل لحيوان من حيوانات الصحراء,, فقد اغرق الناس في نسج الحكايات عنه.
قالوا عنه انه يتلون,, وهذه حقيقة معروفة, فهو في أول النهار اصفر, وفي وسطه يغلب عليه السواد أو الدكنة, وهذا لأنه يتأثر بطبيعة البيئة، فأول النهار غالباً يكون الجو لطيفا او يميل الى البراد, فيحتفظ الضب بلونه الحقيقي وهو الاصفرار,, لكن عندما تشتد حرارة الشمس فإنه يتأثر بها, وينقلب لونه داكناً, والضبة وهي انثى الضب, ويسميها الصياد المكون , تنتج أكثر من سبعين حلساً وهو ولد الضب وعندما يفقس البيض تحاول الأحلاس الهرب من الجحر لأن الأم تأكل بعضها, وتتفرق هذه الأحلاس في الصحراء القريبة من الجحر وتندس تحت أي حجر تجده,, فاذا ما رفعت الحجر وجدت الحلس متجمعاً كأنه عقرب سوداء,, وبه نقط صفر مع السواد,, ويذكر الجاحظ في كتاب الحيوان ان للضب,, ذكرين ولا يصدق الناس ذلك, وهو مثير للتعجب, لكن إذا عرفنا أن رحم الضبة يأتي على شكل حرف U عرفنا أن الضب أكثر الحيوانات حظاً في الاستمتاع الجنسي,, ولذلك نجد ان كل جهة من الرحم الذي يشبه حرف U يحمل خمساً وثلاثين بيضة كلها تكون أحلاسا فيما بعد, وهذا عامل من عوامل تكاثر الضببة ومع هذا لم تسلم من بني يعرب, حتى الجنس الأصفر من خلق الله ومن قارة آسيا بالذات والذين يتمتعون بحياة هانئة هنا بدأوا في صيده وبيعه في السوق ولكن قرار هيئة الحياة الفطرية الاخير نفس لهذا الحيوان وسلمه من الاعتداءات الغاشمة.
ويحكي لنا صديق أنهم كانوا قد ذهبوا للبر ليلة,, وقبل المساء اصطادوا ضبّاً في طريقهم,, وكان معهم صديق يشبه هذا الجيل الرقيق فقال أحدهم: يقولون إن الضب ولد جن وبدأوا في سرد قصص تناقلوها من آخرين والصديق يستمع في وجل، ولما وصلوا حيث يرقدون في البر, ربطوا الضب في حبل عند الخيمة وناموا,, وكان القمر بعد منتصف الشهر, وبعد منتصف الليل سمعوا ما يشبه الصراخ، واستيقظوا على ذلك الصراخ, وكان اول من استيقظ صديقهم المترف ولأن التأثير النفسي من جراء سياق بعض القصص عن الضب وأصله قد سيطر على فكره، فقد رفع صوته هو الآخر مقسما,, انه ليس له علاقة بصيد الضب,, وقال والله إني ما صدت ولدكم,, اللي صاده فلان وفلان,, كان يتصور ان اهله من سكان الأرض قد جاءوا للانتقام وهم يخوفونهم بالصراخ لفكه,, لكن احد الاثنين وهو أجرأُهم ذهب حيث الصوت فوجد المفاجأة,, لقد جاء حصني أثناء الليل لأكل الضب فعضه الضب في عضده فظل الحصني يصرخ من الألم, والضب قد امسك به وهو لا يستطيع الفكاك منه لأن الضب مربوط في حبل, فكانت قصة تحكى من عرض القصص التي يرويها الناس بين حين وآخر عن الضب وأصله, فما رأي السيد أبو زنادة.
|
|
|