جاء البيان السعودي السوري المشترك المنشور أمس في ختام اجتماع اللجنة المشتركة، جاء تعبيراً عن دعوة قوية لصنّاع القرارات العربية لالتزام موقف عربي صارم ضد العدوان الإسرائيلي الذي لا يزال مستمراً على لبنان الشقيق.
وهي دعوة ليس العالم العربي كله بأحوج لغيرها منها، بل لعلّها جاءت في أنسب وقت يتهدد فيه خطر العسكرية الاسرائيلية التي أصبحت منطق التعامل الاسرائيلي مع الدول العربية، الأمن العربي على مستواه القومي من المحيط إلى الخليج.
ولقد جاءت الدعوة السعودية/ السورية لموقف عربي صارم، متزامنة مع أخطر تصريح أطلقه رئيس وزراء اسرائيل الجنرال ايهود باراك أمس والذي قال فيه: إن قوتنا العسكرية العظمى أهمُّ من سلام العرب !!
وهو يعتبر هذه القوة العسكرية الاستراتيجية الرادعة، القاعدة التي يتعامل بها مع الدول العربية!
ونعتقد ان هذا التصريح من مسؤول اسرائيلي في موقع مَن أطلقه، يمكن اعتباره بكل مقياس سياسي ودبلوماسي وعسكري وأخلاقي إعلان حرب صريح على العرب جميعاً.
وهو ما يعني ان الاعتداء العسكري المستمر على لبنان والذي بدأ بتدمير أهمّ مرافق البنية الأساسية للبنان، هو نموذج من طراز خفيف لما يمكن أن تفعله اسرائيل بأي دولة عربية قريبة من حدودها أو بعيدة عنها، من دمار وخراب وقتل وازلال، بما تحت أيدي قادتها السياسيين والعسكريين من قوة عظمى من بين أسلحتها القنبلة النووية وربما أيضاً ما أسماها علماء اسرائيل القنبلة العنصرية التي تقتل الانسان العربي دون اليهودي الاسرائيلي!
ولا ينبغي ان نأخذ - كعرب - تهديدات باراك التي سبقتها تصريحات ديفيد ليفي بإحراق لبنان كله، لا ينبغي ان نأخذها على أنها من قبيل المبالغة في زيادة الضغوط الارهابية علينا لكي نذعن لمطالبه غير المشروعة، بل ينبغي أن نفهمها على أنها بلاغات عسكرية لها دلالاتها المقصود منا أن نفهمها ونستوعبها وأن نحسن التفكير الجماعي لتقرير منطق وأسلوب التعامل مع اسرائيل كدولة عدوانية لا تريد سلاماً وإنما نريد استسلاماً لها تحت مظلة عملية السلام الحالية.
الجزيرة