بيننا كلمة شن الكاتب,, وطبقة القارىء 4 د, ثريا العريّض |
كيف تتصرف حيال متلق ما يرسل لك رسالة: مدحا أو قدحا,, رضى أو ذما,,؟ , سؤال يواجهه كل كاتب يكرر حمل القلم, وتختلف الرسائل وردود الفعل باختلاف موقف الكاتب والقارىء من الكتابة.
قد يأتيك رد شكر من مسؤول,, أو رد غاضب,.
وقد تأتيك رسالة رضى من قارىء وافت مرئياتك مرئياته,, او رسالة رفض ممن لم يعجبه ما قلت.
وقد تأتيك رسالة يتضح منها أن القارىء لم يفهم ما قلته أصلا,, وأسود الرسائل هي ما يستخدم الإشارة اليك كوسيلة تسلق هدفها الوصول الى الكتابة والنشر في الصحيفة,, وهذه ترسل غالبا مباشرة الى مسؤولي الصحيفة وتتضمن غالبا نقدا مفرطا للكاتب أو ما كتب يتناول الحوار بصورة مبتورة.
وقد لا تأتي اي رسالة ولكن الكاتب يسمع من غيره عبر مقالاتهم أنهم يستلمون رسائل ويردون عليها.
ماذا ستكون ردة الفعل عند الكاتب؟
قد يخطر في بالك إذا كنت سطحيا في تفهمك لغرض الكتابة أن تخترع قراء,, برنارد شو اخترع في بداياته قراء يهاجمونه بضراوة وذلك للفت انتباه القراء الآخرين للقراءة له .
وهناك كتاب يهاجمون أو يشيدون بزملاء لهم أو أصدقاء يودون دعمهم بالكتابة تحت مسمى قارىء لا يعرضهم لانكشاف مواقفهم الأصلية.
على كل حال: ماذا تفعل ككاتب حيال رسالة سلبية من قارىء ما حقيقي أو مفتعل؟
هل تتجاهلها إن جاءت ذما لكي لا تواجه نفسك بما لا تحب؟
هل تحتفظ بانفعالاتك لنفسك,, ولا تشير الى الرسالة؟
هل تعيد صياغتها إن جاءت مرضية المحتوى وضعيفة الصياغة، لتظهر قارئك على مستوى يناسب ما تفضل من قراء ينسبون اليك؟
هل تؤوِّلها بمعنى وقصد آخر يسمح لك بتمريرها على أنها غير ذات أهمية,, وتراهن انها مشبوهة القصد اصلا؟
قد ترى ان مرسلها لا يرقى الى مستوى ثقافتك، أو الى مستوى ابداعك,, هل تتسامح معه و(تأخذه على قدر عقله؟),.
هل تهادنه بجواب يتهرب الى التهذيب؟ أم تقول له بصراحة: يا أخي فضها أنت,, وإذا لم تستطع فهم ما أكتب,, ابحث عن شيء تقرؤه يناسب مستواك,, ويعينك على النمو الذهني ؟
هل تقول لهالمسألة لا ينحصر تفسيرها بكون الكاتب متعاليا أو متباهيا أو مستعرضا لقدراته اللغوية أو لشهادته, المسألة لها جانب آخر يتعلق فقط بالضعف القرائي عند بعض المتلقين وتوقفهم عند فهم البسيط والواضح والمجتر, وانحصار أفق اهتماماتهم في المكرور, بل وتتعلق بالعجز العام عن الوقوف في موقع الفهم من الإشارة، ولذلك نرفض الرمزية ونرتاح للإسهاب, ؟
هنا يدخل لعبة الكتابة كل من يصطاد في الماء العكر، يمطط نفس الفكرة في عبارات مكررة بعدة صيغ حتى تصبح المقالة مثل تعداد اسماء القط,, قد تصل الى مائة!! ويظل القط حيوانا واحدا ضئيلا.
فيرضى القارىء الضعيف ويغضب القارىء الفهمان!
|
|
|