بوح متعة القراءة (2 - 2) إبراهيم الناصر الحميدان |
وأعترف بأن هذه المرحلة اختلط فيها الحابل بالنابل اي إنني لا أضع اللوم على فئة دون أخرى حيث تساوي الشباب مع الكهول في زرع الشوارع الاجنبية والتراكض نحو مشاهدة المباريات الرياضية ولعب الورق وكذلك المزاحمة في المسارح لسماع الاغنيات الجادة والمائعة، ولا سيما من ابناء دول الخليج, نعم ابناء دول الخليج هم أبطال المفاخرة بتبديد الأموال وإنفاقها بدون حساب.
وقد سبق لاقاصى آسيا ان فتحت أبوابها لهؤلاء المترفين الذين ملأوا الأسواق نهارا والمسارح ليلاً في ضحكات متواصلة وغياب عقلي مطلق.
على اننا لا ننكر ان هناك في بلدان الخليج من استفاد من هذه الطفرة فاشترى الأطيان وأقام المصانع في الداخل والخارج وركز تجارة ذكية, كما ان نسبة اخرى شكلوا لأنفسهم مواضع ثقافية تمثلت في الصحافة والاصدارات الخالدة أو أولئك الذين استفادوا من الابتعاث علميا ولكنهم خسروا رقعة النقود بين الأيدي فكانوا هم الأكثر مكسبا لأن العلم بقي أما النقود فقد تبخرت مثل المياه في البحار, وهؤلاء القلة التي افترقت هي التي تقود اليوم خطوات الثقافة بعد ان نسي الجميع مكانة الكتاب ولهذا السبب نجد ان المطبوعات الملونة هي التي تحظى بالإقبال لأنها لا تحتاج الى الكثير من التفكير وتناقش في المجالس الخاصة أحوال الممثلات الجميلات ما بين الحب والزواج والطلاق وكأنما العالم توقف عند هذه الفئة الى جانب المذيعات الحسناوات اللاتي تسببن في مشاكل عائلية عويصة,, فالكتاب هنا الضحية,, الكتاب الذي يناقش مشكلات فكرية او يشرح نظريات علمية, وحتى المتعة القرائية تراجعت كثيراً ما بين المثقفين فأصبحوا يتفاخرون بكثرة ما قرأوا ولكنهم لا يناقشون المادة التي تناولوها بالقراءة.
والكتاب ولا سيما الابداعي هو متعة في حد ذاته وسوف نصاب بالاكتئاب لو حاولنا ان نقارن بين رواد المكتبات وبين من يحضرون المباريات الرياضية وحتى الذين يتقاطرون في الحفلات الغنائية.
ولكي لا نفقد الثقة دعونا نتمنى ان تتغير الاحوال الى الأحسن إن شاء الله.
|
|
|