لاجدال ان موسى صائب كان نجم المباراة الاول,, اشبه مايكون بقائد الاوركسترا,, حامل اختام النصر,, فكل هجمة نصراوية تحمل صورته,, وكل تمريرة نصراوية تحمل ايقاعه,, هو ضابط الايقاع الذي هندس لحن الفوز النصراوي,, صاغه بابداع راق,, واكد مجدداً عدم صحة مقولة انتهى عصر صانع الالعاب,, فالكرة الحديثة مازالت وستبقى حتى اشعار اخر ترفع قبعتها لصانع الالعاب الموهوب الفنان,, ومن يعود لشريط المباراة ويتابع صائب,, تحركاته ,, تمريراته,, قيادته للفريق,, كشفه الملعب,, مساندته الفعالة للدفاع,, وتموينه السخي للهجوم بالكرات المرسومة الملغومة يدرك اهمية صانع الألعاب,, يدرك ايضا دوره الرئيسي في الفوز النصراوي المستحق,, فقد اختفى تحت مظلة صائب كل لاعبي وسط الهلال بدون استثناء في الشوط الثاني,, وكان هذا الاختفاء وهذا الغياب الاجباري سبباً في خسارة الهلال,.
ولم يكن صائب وحده صانع الفوز الثمين,, فهناك نجوم كبار شاطروه التألق والتوهج والعطاء السخي بدءاً بالصاروخ الصاعد علي يزيد مروراً باحمد بهجا والغشيان وانور قبل خروجه مصاباً والصخرة الصماء هادي شريفي والدينمو المتحرك عبدالله القرني ومنصور الموسى البرازيلي وانتهاء بالحارس اليقظ محمد خوجلي,.
وهكذا انتفض المارد الاصفر,, فارس نجد,, واعاد للاذهان مستواه الرفيع امام ريال مدريد والرجاء البيضاوي وكوريشانز البرازيلي,, فما قدمه امام الهلال وتحديداً في الشوط الثاني هو نسخة طبق الاصل مما قدمه في بطولة العالم للاندية, قوة,, سرعة,, حماس,, مجهود بدني خرافي، اصرار على النتيجة ,, والسؤال الذي يفرض نفسه هنا,, كيف ظهر النصر بهذا المستوى الرائع امام الهلال وغاب تماماً امام الاتحاد,, وكان ظلاً باهتاً لنصر الجمعة,,
الاجابة باختصار,, الروح القتالية العالية التي تغلف الاداء او مايعرف بإرادة الفوز,, فمن يملكها يحسم النتيجة لصالحه مهما كانت الاسباب والمبررات ومن تغيب عنه,,يخسر,, حتى لوكان مكتمل الصفوف وفي احسن حالاته الفنية واللياقية,, وماحدث في لقاء الاتحاد باختصار شديد,, أن الاتحاد دخل المباراة وداخل كل لاعب اتحادي ارادة الفوز,, وتجلت في السرعة واللياقة والمجهود والحماسة والقتال على الكرة والتركيز في الاداء, هذه الروح غابت عن النصر,, فخسر بنتيجة كبيرة,, وهذه الروح هي التي قادت الشباب للفوز على الاتحاد (3/صفر) وهي الروح التي قادت النصر للفوز على الهلال (1/صفر),, فابحثوا دائماً عن ( ارادة الفوز) في اداء اللاعبين منذ الدقيقة الاولى,, تابعوا تحركات اللاعبين,, السرعة,, الانتشار المجهود اللياقي,, الصراعات على الكرة,, الحماسة الطاغية,, روح الفريق,, كمجموعة تقاتل باسنانها من اجل الخروج بالنتيجة,, هذه الارادة تمنح صاحبها (60%) من نسبة النتيجة,, لذلك من يملكها يفوز حتى لوكان يغيب عنه ابرز نجومه,, او ارتكب مدربه خطأ جسيماً,, او ظلمه الحكم بصافره متسرعة,, والعكس صحيح,, يخسر الفريق الذي لايملك ارادة الفوز حتى لو لعب كاملاً,,وقاده مدرب قدير وجامله حكم المباراة,.
إبداع نصراوي
وبالعودة للقاء القمة الكبير,, لقاء العمالقة,, فقد بدا من الدقيقة الاولى,, اصرار النصراويين على الفوز, وسنحت في الدقائق الاولى فرصتان ذهبيتان,, اهدر الاولى علي يزيد من تمريرة هدية من احمد بهجا,, وانقذ الثانية ببراعة الدعيع من قذيفة هائلة لفؤاد انور,, وبدا واضحاً ان مباراة الجمعة هي مباراة النصر,, فرفاق محيسن,, كانوا اشد تصميماً على الخروج بالنتيجة من لاعبي الهلال خاصة في الشوط الثاني,, شوط التفوق النصراوي,, والاجتياح الاصفر,, شوط التراجع الهلالي,, شوط الفرص النصراوية الضائعة من الغشيان وبهجا,,وامام هذه الارادة كان لابد ان يخرج النصر فائزاً,, فقد امتلك نسبة (60%) المخصصة لإرادة الفوز,, يضاف لها 20% تكتيك المدرب ميلان,, الذي استفاد من اخطائه السابقة,,وادرك أخيراً اهمية اللعب امام الهلال بتكتيك هجومي ضاغط,, وان اللعب امامه مدافعاً يعني الهزيمة المؤكدة,, ميلان تعلم من اخطائه وهاجم الهلال كما يجب في الشوط الثاني,, فانتزع النصر,, كذلك تعامله مع المباراة وقراءته لاحداثها واستخدامه ورقة التغيير,, عندما ابقى على الغزال الاسمر علي يزيد ليكمل منظومة الهجوم النصراوي بهجا والغشيان الذي استبدله بمحيسن الجمعان,, مع توجيه الموسى والقرني للتقدم خلف الهجمات واستغلال المساحات الشاغرة لظهيري الهلال لطف والنزهان,, فيما سمح لصائب بحرية الحركة والمناورة وقيادة الهجمات,,وترتيب امور الخطوط الخلفية بخبرته الواسعة العريضة,, وإلى جانب ميلان,, اكملت الادارة النصراوية نسبة (20%)الباقية التي تحسب لها مقابل اعداد الفريق نفسياً ومعنوياً لموقعة الهلال ومسح اثار هزيمة الفريق المرعبة من الاتحاد من نفوس اللاعبين.
سر هزيمة الهلال
على الجانب الاخر,, خسر الهلال موقعة النصر لاسباب عديدة,, اهمها,, غياب (ارادة الفوز),, من اعماق جميع اللاعبين,, ولايعني هذا عدم رغبتهم في الفوز,, فلايوجد فريق في العالم يدخل المباراة وهو يبحث عن الخسارة,,وانما الارادة بمفهومها المعروف كروياً,, والمتمثلة في كسب الصراعات على الكرة,, المجهود اللياقي والبدني,, السرعة,, الحماس ,, الاصرار العزيمة,, هذه الإرادة غابت عن اداء معظم لاعبي الهلال,, باستثناء لاعب او اثنين,, لذا خسر الفريق (60%)من نسبة تحديد النتيجة,, يضاف إليها نسبة (20%) للمدرب يوردانيسكو,, الذي أخطأ في استبدال الجمعان بسيرجيو التائه في الشوط الثاني,, واخطأ في عدم معالجته مشكلة غياب الدوخي,, فالنزهان لم يكن الحل الانسب لمعضلة الغياب,, وكان بالامكان الاستعانة بليتانا مثلاً ليلعب بجوار الشريدة على ان يميل احمد خليل للجهة اليمنى ومساندته بعمر الغامدي,, فالنزهان كان نقطة ضعف قاتلة في دفاع الهلال,, كما ان غياب الدوخي اثر بشكل كبير على فعالية وسط وهجوم الهلال,, فضلاً عن الدفاع,, فالدوخي بمفرده يشكل جبهة كاملة,, والمشكلة التي عانى منها الهلال في موقعة النصر ان تأثير الدوخي كان بالغا سواء نفسياً ومعنوياً وفنياً على الفريق فقد تأثرت بغيابه الخطوط الثلاثة مجتمعة,.
الإرهاق بريء
هذه ابرز اسباب خسارة الفريق,, وليس للارهاق دور فيما حدث,, فالفريقان لعبا قبل المباراة امام الرياض وفاز الهلال 1/ صفر وامام الاتحاد وخسر النصر 4/صفر,, واذا كان هناك ارهاق بدني,, فالفريقان متساويان في هذا الجانب,, ولكن الحافز المعنوي لدى النصراويين للخروج بالنتيجة واضعاف فرص دخول الهلال المربع الذهبي بتسديد فاتورة الخروج من الدور قبل النهائي في كأس المؤسس وتعويض خسارة الاتحاد,, كان اكبر بكثير من حافز الهلال المعنوي الذي كان يعيش نشوة الفوز بكأس المؤسس وقبله فرحة التأهل للدور قبل النهائي لبطولة اسيا الىجانب الضغط النفسي الذي وقع الفريق فريسة له للحاق بالمربع الذهبي,, مما افقده التركيز داخل الملعب,.
برافو مهنا
أخيراً نسجل اعجابنا وتقديرنا بإلادارة الناجحة للمباراة,, فالحكم الدولي عمر المهنا نجح بقيادة المباراة الى بر الامان,,رغم بعض الاخطاء الطفيفة,, ويسجل له احتسابه لضربة الجزاء النصراوية في وقت حرج من عمر المباراة بثقة وثبات,, وحرصه على انسيابية اللعب وتشجيع مبدأ اتاحة الفرصة.
مبروك لكل النصراويين الفوز الثمين المستحق على الهلال وعودة الفريق لمستواه الرفيع,, وحظاً اوفر للهلال في لقاءاته القادمة.
|