استيقظ الطفل في الصباح وتوجه إلى صنبور المياه ليغسل وجهه فوجد الماء بارداً كالثلج وسأل أمه بصوت واهن: أين الماء الساخن يا ماما؟ فردت الأم: لقد انقطعت الكهرباء يا ولدي، وسكت الصغير، ثم ذهب ليتدفأ من الصقيع الذي اشتد على عظامه الصغيرة، ولكنه وجد المدفأة لا تعمل، فصاح بأمه: ماما البرد شديد، والمدفأة لا تعمل! فأجابته الأم وهي لا تستطيع تمالك نفسها: ألا تعلم يا حبيبي ان الكهرباء قد انقطعت؟!، وسكت الطفل إلا من دمعات اغرورقت بها عيناه، وأخذ يبحث عن حذائه ليذهب إلى مدرسته، وجسمه يرتجف ووجهه لم يغسله، ولكنه لم يجد حذاءه لشدة الظلام في غرفته، فصرخ بأعلى صوته: ماما اضيئي النور لعلي أجد حذائي، فقالت الأم: ألم أقل لك يا ولدي أن الكهرباء قد انقطعت؟ وهنا انفجر الصغير بالبكاء، يبكي ويبكي، ويبكي، وهو يقول: لماذا تنقطع الكهرباء عني وحدي يا ماما؟ لماذا أنا من بين الناس؟ وردت الأم وهي تضم صغيرها إلى صدرها، وتبكي لبكائه، وهي ترثي حالها وحاله: لست وحدك يا بني! ان اطفال شعبة نصاب كلهم مثلك، وما أنت إلا واحد منهم تعاني مثل ما يعانون، فقال الصغير: أخبريني يا ماما من المسؤول عن معاناتي ومعاناة أطفال قريتي؟ قالت الأم: يا بني قصة المعاناة قصة طويلة، لن تعبر عنها الكلمات ولكن يخبرني من بقي حياً من آبائك أنهم راجعوا تلك الوزارة التي تعطي الكهرباء فقالت لهم إن المسؤول عن معاناتك وزارة يقال لها المالية، وهنا انتفض الصغير وصرخ: المالية والكهرباء! أليس للمالية والكهرباء أبناء مثلي؟ إلى متى هذه المعاناة؟ اجعلوني يا ناس أذهب الى مدرستي نظيفاً قوياً لابساً حذائي، أريد أن أساهم في تقدم بلادي، لا تتركوني أعاني فقد عانيت بما فيه الكفاية، ارحموا طفل شعبة نصاب المسكين، ودفن رأسه في صدر أمه ودموعه تتساقط, فمن يا ترى سوف يمسح تلك الدموع؟
شلاش بن مقبل الضبعان
شعبة نصاب