** تقول التقارير التي نقرأها ما بين وقت وآخر أو نسمعها,, إن هناك نسبة عالية من سكان المملكة هم من فئة الصغار,, بمعنى,, انهم تحت ال(15) سنة أو العشرين,.
**وتقول أيضا,, المعلومات المعروفة عن البعض,, إن الشخص في السنوات الماضية,, لا يوجد عنده سوى ولد أو ولدين,, أو ربما خمسة بالكثير,.
** أما اليوم,, فإن البعض ما شاء الله لديه خمسة عشر أو سبعة عشر,, أو ربما عشرين من أكثر من امرأة,.
** وتقول الاحصائيات المعروفة,, إن عدد المعددين = أكثر من زوجة = تزايد في السنوات الاخيرة,, وإن بعض هؤلاء لديه ثلاث وأربع زوجات,, ولديه من الاولاد فوق الثلاثين,.
** وهذا بالطبع,, لا غبار عليه على الاطلاق,, بل الجميع يشجعه ويدعو لهؤلاء بالصحة والعافية والمزيد من الذراري الصالحين باذن الله,, ففيهم قوة للاسلام والمسلمين,, ولكن,, هل الأب يدري شيئا عن اولاده الثلاثين؟! أو حتى الخمسة عشر أو السبعة عشر؟!!
** وهل الأب يراقب ويتابع ويرعى اولاده بالشكل الصحيح السليم,, لتبرأ ذمته امام الله في تلك الرعية التي استرعاه الله إياهم؟!
** نتمنى ذلك ايضا,, ونتمنى لو ان كل أب يعرف كل شيء عن أولاده,.
** لكن الملاحظ,, ان بعض الآباء لا يعرف حتى أين يدرس ابنه او بنته,.
** لا يعرف المدرسة ولا الصف الدراسي ولا يعرف كيف يذهب الى المدرسة وكيف يرجع؟!
** بل إن بعضهم لا ينفق على أولاده,, بل تنفق الام من راتبها,, وقد تستعين ببعض اقاربها في الإنفاق,, وقد تستلف او تستدين او (تشحذ) من اجل اولادها,.
** نعم,, بعضهم لا يدرك العواقب,, ولا يدرك وظيفته كإنسان مسلم عليه مسؤولية أمام الله في رعاية هؤلاء ونشأتهم تنشئة اسلامية صالحة,.
** نعم,, يضيع اولاده,, ويتضاحك امام الآخرين بأنه تاركهم (يربّيهم الزمن الذي ربَّى أباهم قبلهم؟!!).
** بل إن بعضهم لديه ثلاث زوجات وراتبه بسيط,, ويضطر الى العمل صباحا في الوظيفة,, والعمل عصرا وليلا في (تاكسي) ويهمل بيته طوال الاربع والعشرين ساعة,, ويأتي ليأكل وينام فقط,, ولا يدري اي شيء عن اولاده على الاطلاق.
**ومثل هذا,, ما الذي دفعه الى كل هذا العناء والمشقة والتعب وهو غير قادر؟!
** غير قادر على الإنفاق,, وغير قادر على رعاية زوجاته,, وغير قادر على رعاية ومتابعة اولاده,, وغير قادر حتى لمجرد الجلوس مع اولاده.
** نحن لا نعترض على التعدد على الاطلاق أبداً أبداً ,, ومن يعترض على ذلك فليس بمسلم,, ولكن ليفكر احدنا بالعواقب,, وفي الاولاد اذا زادوا عن العشرين او الثلاثين ,, كيف سيتابعهم ويرعى شئونهم,, وكيف سيربيهم ويصلح شئونهم وامورهم,, لأن الانسان المسلم أمامه مسئوليات تجاه خالقه,, ولا يكفي ملء بطنه,, ولا يكفي مجرد تدريسه في المدرسة فقط,.
** كيف سيوجه هؤلاء كلهم وجهة اسلامية صحيحة,, وكيف سيربيهم تربية اسلامية سليمة؟!
** كما انني ايضا,, لست ضد الإكثار من الذراري والاولاد على الاطلاق أبداً أبداً,, بل ضد اهمالهم وتضييعهم كما هو شأن البعض الذي لا يعرف عن اولاده اي شيء,, فمثل هذا مفرط مضيِّع.
** نسأل الله تعالى,, أن يعين هؤلاء وان يوفقهم,, وأن يمنحهم القدرة,, وأن يصلح ذراريهم,, وأن يجعلهم من انصار الاسلام,, إنه سميع مجيب.
عبدالرحمن بن سعد السماري