* القدس بيروت الوكالات
أعلنت رئاسة الحكومة في اسرائيل أن الحكومة بدأت صباح أمس الأحد اجتماعاً مطولاً لمناقشة مسألة الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان.
وفتح المجال أمام جميع الوزراء للتعبير عن آرائهم في اطار مناقشة معمقة هي الأولى من نوعها حول الانسحاب من لبنان منذ تشكيل حكومة ايهود باراك في تموز/ يوليو الماضي.
واضاف المصدر نفسه ان على الوزراء في ختام مناقشات قد استمرت طيلة النهار اعطاء آرائهم في اقتراح باراك سحب القوات الاسرائيلية من جنوب لبنان في تموز/ يوليو المقبل كحد أقصى، حتى في غياب اتفاق مع سوريا ولبنان.
وتوقعت الاذاعة العسكرية الاسرائيلية ان يوافق جميع الوزراء على اقتراح باراك في ختام مناقشاتهم.
وكانت الجولة الأخيرة من المفاوضات بين سوريا واسرائيل انتهت في العاشر من كانون الثاني/ يناير الماضي بعد أن كانت المفاوضات بين البلدين استؤنفت في كانون الأول/ ديسمبر 1999 اثر توقف دام أكثر من ثلاث سنوات.
من ناحية أخرى ذكرت صحيفة معاريف الاسرائيلية في عددها الصادر أمس أن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك اصدر تعليماته مؤخراً الى الجيش باعداد خطة لانسحاب اسرائيل أحادي الجانب من الجنوب اللبناني.
واشار راديو اسرائيل الذي أذاع ذلك إلى أن الجيش كان قد أجرى حتى الآن استعداداته للانسحاب من الجنوب اللبناني ضمن اتفاق سيتم التوصل إليه لكن الصحيفة نقلت عن مصادر سياسية وأمنية قولها ان توجيهات رئيس الوزراء تعود كما يبدو الى الجمود في المفاوضات مع سوريا والى تقلص احتمالات التوصل إلى اتفاق خلال الأشهر القليلة القادمة.
من جهة ثانية ذكرت مصادر أمنية اسرائيلية لم يكشف النقاب عن هويتها ان اعلان حزب الله الأخير عن أنها ستواصل نشاطاتها ضد اسرائيل الى أن تقوم باخلاء سبع قرى لبنانية تقع داخل حدودها يمهد بالفعل الطريق لمواصلة اعتداءات حزب الله على اسرائيل حتى بعد الانسحاب المرتقب من جنوب لبنان.
وزعمت هذه المصادر ان حكومة لبنان لم تطالب بهذه القرى في الماضي وقد اعترفت بالحدود الدولية التي تم ترسيمها بين البلدين من قبل.
من جهة أخرى أيضاً زعمت صحيفة ها آرتس الاسرائيلية الصادرة أمس ان ايران نقلت مؤخراً إلى لبنان صواريخ من نوع فجر من انتاج الصناعات العسكرية الايرانية.
ونقل راديو اسرائيل عن الصحيفة زعمها ان هذه الصواريخ تتمكن من اصابة خليج حيفا.
وأضافت ان هذه الصواريخ لم تنقل إلى حزب الله وانما تم تخزينها في لبنان من قبل عناصر ايرانية ليكون من الممكن استخدامها في حالة نشوب عمليات عسكرية على نطاق واسع من المنطقة.
على صعيد آخر أعلنت الاذاعة العسكرية الاسرائيلية أمس الأحد أن جندياً اسرائيلياً حكم بالسجن 28 يوماً بعد أن رفض تأدية الخدمة العسكرية في جنوب لبنان مبرراً رفضه بالخوف.
وهي المرة الأولى التي تفرض فيها عقوبات على جندي لهذا السبب.
وقال المتحدث باسم الجيش الجنرال عبيد بن عامي في بيان أن تصرف الجندي خطير جداً لأنه يعني عصيان الأوامر .
وانتقد شقيق الجندي أهارون بن ميناشيه في حديث الى الاذاعة الاسرائيلية العقوبة، وقال: لقد رفض المسؤولون في الجيش الاستماع الى شقيقي قبل معاقبته .
وكانت وسائل الاعلام الاسرائيلية اشارت خلال الفترة الأخيرة الى تراجع معنويات الجنود الاسرائيليين في جنوب لبنان بعد سقوط العديد منهم في عمليات لحزب الله، وبعد توالي الكلام بشكل واسع عن انسحاب اسرائيلي محتمل قريب.
وكان عدد من العسكريين دعا، بمعزل عن القيادة، رئيس الحكومة ايهود باراك الى سحب القوات الاسرائيلية من جنوب لبنان في أسرع وقت ممكن بدلاً من انتظار تموز/ يوليو 2000.
وسقط سبعة قتلى للجيش الاسرائيلي في جنوب لبنان واصيب 13 آخرون منذ مطلع السنة الجارية.
هذا وفي العاصمة الفرنسية باريس أعلن وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين أمس الأحد أن سياسة فرنسا ازاء الشرق الأوسط وعملية السلام تبقى واضحة وجلية رغم الجدل العنيف الذي أثارته تصريحات رئيس الحكومة ليونيل جوسبان في القدس.
واعتبر فيدرين في رد على سؤال لاذاعة أوروبا 1 الفرنسية الخاصة انه قياساً على المسائل الأساسية مثل مجمل عملية السلام فان مسألة وصف هذا الحدث أو ذاك في جنوب لبنان عامل لا يعتبر اساسياً .
وتابع الوزير الفرنسي الذي رافق جوسبان في زيارته إلى اسرائيل والأراضي الفلسطينية ان سياسة فرنسا من عملية السلام والتزامها والعمل الذي تقوم به مع جميع اطراف هذا النزاع، كل ذلك يبدو لي واضحاً وجلياً .
واضاف فيدرين يبدو لي أن رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء، والدبلوماسية الفرنسية بشكل طبيعي، يندرجون جميعاً في اطار لا غموض فيه فحسب بل له دينامية مميزة .
وكان جوسبان وصف خلال زيارته لاسرائيل عمليات حزب الله في جنوب لبنان بالاعمال الارهابية ما اثار غضب البلدان العربية وردة فعل من رئيس الجمهورية جاك شيراك.