لقد حبا الله الأميرة سارة الفيصل حسا مرهفا وعقلا راجحا ونفسا كريمة ابية وانعم الله عليها بأبوين نادرين في شخصيتهما مما اهلها لتأخذ دورها البارز في العمل التطوعي الاجتماعي، فهي تتسم بنكران الذات والتواضع والاخلاص لدرجة التضحية بالصحة وكم دفعت من ذلك الشيء الكثير وبذل المال لمحتاجيه، وتقديم نموذج المرأة الملتزمة بدينها القويم ومجتمعها، كما ان من صفتها الحكمة والتروي في كل شيء وبكل خطوة تقدمها، وتبث روح الألفة والاحترام بين العضوات في محيطها الاسري وعملها الاجتماعي، انها مدرسة عالية المدارك ونموذج رفيع المستوى.
لقد كان لدى الملك فيصل بن عبدالعزيز يرحمه الله حديقة يعشقها ولكن زهرة نضرة رائعة ذات خصائص جميلة وفريدة محببة إليه تلفت الانظار بتكوينها مما جعل الملك الوالد يوليها الحب والرعاية والاهتمام.
ان ما اكتسبته الاميرة سارة من صفات ثقافية وادبية في مجال اسرتها المميزة اعطاها بعدا كبيرا في حياتها الاجتماعية فهي مع لغتها العربية تجيد الفرنسية والانجليزية والتركية وتولي المناسبات العلمية الثقافية جل اهتمامها.
وقد شارك الامير محمد بن سعود بن عبدالعزيز بالمسيرة فأعطى زوجته حرية الوقت فهي تباشر عملها براحة وطمأنينة وهي بينه في امارته بمنطقة الباحة وبين عملها المتواصل في الرياض.
وكانت جهودها في إنشاء جمعية النهضة الخيرية مع مجموعة من السيدات وعلى رأسهن والدتها المغفور لها بإذن الله الملكة عفت الثنيان آل سعود، والسيدة مظفر ادهم رحمها الله ولطيفة الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود، والسيدة سميرة خاشقجي، فجعلت شعارها كتابا ومشعلا كناية عن شعار المعرفة والعلم للمرأة وافساح المجالات الثقافية والعلمية أمام المرأة السعودية وعلى هدى هذا الطريق سارت الجمعية بقيادة رئيستها الأميرة سارة الفيصل,,وقد استقبل المجتمع السعودي ولاسيما المرأة بادرة الأميرة سارة كما تستقبل الارض الغيث بعد الجفاف والظمأ، وكان ذلك في مجالات كثيرة منها محو الأمية، وتعليم الطباعة، وتعليم المكفوفين بطريقة برايل، وتعليم الحياكة والتطريز، وتعليم وتحفيظ القرآن الكريم، والمحاضرات الدينية والثقافية والعلمية وتدريس اللغات والتدبير المنزلي اضافة الى البحوث الاجتماعية وتحري احوال الاسر الفقيرة ورفع مستواها من كل الوجوه وشراء منازل للارامل والعجزة واستئجار منازل وفرشها، وصرف مرتبات للمحتاجين المستحقين، وتوزيع هدايا على المرضى وفتح مدارس في الاحياء الفقيرة مع كسوة التلاميذ وتأمين وجبة غذائية لهم في المدرسة، ولايزال العطاء مستمرا وعلى النظم الحديثة كالكمبيوتر والآن الانترنت واشياء كثيرة كرعاية المعوقين وغير ذلك.
وتعتبر مدارس التربية الإسلامية اسما على مسمى فقد انجبت اجيالا من الاوائل والمتفوقات ولاتزال تغدي المجتمع السعودي بهذه الفئات المباركة منذ تأسيسها حتى الآن وهي صرح شامخ ونبع فياض ينطق بما للأميرة سارة الفيصل من اياد بيضاء على بنات جنسها ومجتمعها.
* والدة حسان بن مساعد بن عبدالرحمن آل سعود
نائبة رئيسة جمعية النهضة النسائية الخيرية