د, الحميد محذراً من إهانتهم وجرح مشاعرهم عاقبوا الصغار بالحرمان وأشعروهم بالأمان |
* حوار: رياض العسافي
يحذر أساتذة علم النفس والمشرفون على دراسات الابوة والنمو في مرحلة الطفولة المبكرة من الآثار السلبية لإيذاء شعور الطفل أمام الجميع ويقولون: انه لايقل ضرراً عن تلك الآثار السلبية التي يولدها إيذاؤه الجسدي.
لذا استضفنا خلال السطور التالية الدكتور حسين بن عبدالله الحميد استشاري الأمراض النفسية بمستشفى قوى الأمن بالرياض من اجل تسليط الضوء على هذا الموضوع الحيوي المهم الذي يشغل بال معظم أولياء الأُمور.
*ما آثار جرح مشاعر الأطفال في النمو العقلي والنفسي لهم؟
مما لاشك فيه أن فترة الطفولة مهمة جداً في تكوين شخصية الإنسان والتجارب المريرة تترك آثارها بشكل واضح، أما إذا كانت مجرد رفض طلب الطفل فهذا لايؤثر عليه.
والمقصود بالتجارب المريرة هي الإهانة المتكررة والضرب الشديد بدون وجود سبب يتناسب مع الخطأ، ويترتب على ذلك ظهور أعراض نفسية مختلفة حسب التجربة التي يمر بها الطفل، وإذا كانت مستمرة ام حدثت مرة واحدة.
الوالدان قدوة ومثل
* كيف يمكن تعليم الطفل من البداية السلوك الأمثل الذي يؤهله لممارسة حياة سليمة بدون أخطاء؟
من أهم طرق التربية هو أن يكون الوالدان قدوة ومثلاً يتعلم منه الطفل من خلال مشاهدته لتصرفاتهم وتعاملهم مع الآخرين، كذلك مخاطبة الطفل بأسلوب سهل وإيضاح الأمور له ، فهذا يمكن الطفل من إخبار والديه عما يدور في باله من تساؤلات وبعد ذلك يمكن للوالدين تصحيح المفاهيم الخاطئة لديه باسلوب هادىء مع تجنب استعمال كلمات مثل عيب ، حرام.
الحرمان أفضل من الضرب
*إذا أخطأ الطفل كيف يمكن للوالدين ان يعاقبا ابنهما بدون أن يدمرا كرامته؟
على الوالدين تحديد الاشياء التي يحبها الطفل مثل مشاهدة التلفزين، الالعاب، الحاسب الآلي وغيرها والتي تعتبر ميزات وليست اساسيات وترتيبها في قائمة ثم حرمانه من واحدة منها لفترة قصيرة في البداية تزيد مع تكرار الخطأ ومن ثم الانتقال الى مايليها إذا تكرر الخطأ وإيضاح وشرح ذلك للطفل, وإذا انتهت القائمة ولم تفد بتصحيح سلوك الطفل ينتقل الى الاشياء السلبية مثل عدم السماح له بالخروج من غرفته لفترة محدودة وهكذا تزداد شدة العقوبة مع تكرار الخطأ أو استمراره.
وعادة ماتكون الصعوبة في تنفيذ القرار حيث يلين قلب الأم أو الاب ويتراجع فيهدم هذا النظام بالكامل.
الإحساس بالأمان
*ما اثر عامل الخوف على نفسية الطفل؟
يحتاج الطفل إلى اشياء اساسية في بداية حياته ومن ضمنها الإحساس بالامان وهذا يتلاشى مع وجود الخوف الذي ينشأ من الإهانة والشتم والضرب كردة فعل من قبل والديه تجاه تصرفاته فيكون الطفل دائماً خائفاً من ردة فعل الآخرين تجاه مايقول أويفعل وعندما يكبر تتميز شخصيته بالتردد وعدم القدرة على إبداء رأيه وانعدام ثقته بنفسه.
الإسلام راعى سن الطفل
*مادور القيم والتعاليم الإسلامية في تربية الأبناء وتنشئتهم على السلوكيات الصحيحة؟
إن من يطلع على سيرة رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يتعلم منها كيف كان رسول الله يتعامل مع ابنائه وأحفاده، والاسلام حث على رحمة الصغير واحترام الكبير وكذلك راعى سن الطفل ونموه العقلي، وذلك عندما امرهم بالصلاة وربط العقوبة الجسدية ببلوغ العاشرة من العمر، فالقيم والتعاليم التي يكتسبها الطفل في السنوات الأولى من حياته تساعده على التمييز بين الصح والخطأ بمقياس الدين والمجتمع.
الرياضة وسيلة لإفراغ الطاقة العاطفية
* ماوسائل التخفيف من حدة الاضطهاد العاطفي؟
يختلف الأطفال في تفاعلهم مع الاضطهاد العاطفي فمنهم من ينطوي علىنفسه ويكثر من العيش في أحلام اليقظة ومنهم من يلجأ الى العنف مع الاطفال الآخرين، ان الطفل يتأثر كثيراً بالتفرقة في المعاملة بينه وبين اخوانه او اخواته، وكذلك يتأثر بعدم تواجد الوالدين عندما يمر بتجربة قاسية والحرمان من عطف الابوة وحنان الأم، فهذه أمور على الوالدين تجنبها قدر المستطاع ومن الوسائل التي تساعد على تفريغ الطاقة العاطفية الرياضة بانواعها.
الشارع يزيد من خبرة الأطفال
*خوف الآباء الكبير على ابنائهم من الخروج خارج المنزل للعب مع أبناء الحي,, ما اثر ذلك على شخصية الابن؟
لايستطيع الأب مهما حاول أن يحمي طفله طوال الوقت، فمن الأفضل أن يسمح له بالخروج في أوقات معينة لأماكن معينة في الحي لان الطفل يحتاج الى مثل هذه التجارب لزيادة خبرته في الحياة وتعلمه كيفية التعامل مع المواقف واعطاؤه الثقة التي يحتاجها، لأن الطفل عندما يمنع من قبل الاب واستطاع الطفل الخروج بدون علم ابيه فلوحدث اعتداء من طفل آخر فانه لن يخبر احدا عن ذلك لخوفه من العقوبة المضاعفة.
ولكن إذا سمح له بالخروج وتعود أن يخبر أباه عن تجاربه فيمكن للأب أن يتدخل عندما يكون هناك موقف معين وتصحيح الوضع، وعادة مايكون الآباء قد مروا بتجارب أو خبرات سيئة خلال طفولتهم.
يجب توحيد القرارات
*كلمة أخيرة؟
أود أن اضيف على ان هذا الموضوع الحيوي المهم بذكر عدة نقاط اساسية مثل:
*معاملة الطفل الذي يبلغ عمره سنتين تختلف عن الطفل الذي يكون عمره عشر سنوات.
*تقبل الوالدين ان الاطفال لديهم احتياجات ورغبات خاصة بهم مثل البالغين ويجب احترام ذلك.
*اهمية الاستمرارية والثبات في تحديد ماهو مقبول من تصرفات الطفل وماهو مرفوض ومايجب معاقبته عليه بصرف النظر عن المكان أو الزمان.
*على الوالدين الظهور بقدر المستطاع امام الاطفال متفقين ومتحدين باتخاذ القرارات ويكون ذلك بعدم التقليل من أهمية اي منهما امام الاطفال،ومن المعروف في مجتمعنا زيادة التقليل من أحد الوالدين من اهمية الآخر لان كلا منهما له قناعات خاصة بطريقة التربية.
|
|
|