Sunday 27th February,2000 G No.10013الطبعة الاولى الأحد 21 ,ذو القعدة 1420 العدد 10013



بيننا كلمة
اقرأ لي,, وأكتب لك؟ 2
د , ثريا العريّض

ذكرت أمس ما تعانيه الساحة من بعض الظواهر المرتبطة بضعفنا اللغوي المتصاعد وأستأنف اليوم فأذكر غيرها مما يتجذر في احترامنا للغة واستخدامها في الحوار وهي ظواهر متجذرة في مستوى الاستيعاب اللغوي وتبدو ظاهريا منحصرة في العلاقة بين القارىء والكاتب وتوتر العلاقة بين مثاليات الكتابة وانحرافاتها:
* ظاهرة رسائل القراء الى مطبوعة هجوما مكثفا على كاتب بعينه، ويصل لحد الجزم بعدم التزامه الديني وانتمائه المجتمعي.
وخير مثال عليها ما دار مؤخرا من هجوم على الكاتبة البندري الشعلان في جريدة اليوم وهناك من يقول انها اسم مختلق يتخفى وراءه كاتب قدير , وهي رسائل لا تبعث الى الكاتب بقصد النصيحة المخلصة او التعبير الفردي عن الرأي,, بل تبعث الى الجريدة بقصد اثارة الرأي العام ولذا يمكن ان تخفي أهدافا تشهيرية، أو شكوى كيدية أو حتى قراءة محرفة لإظهار الكاتب بالمظهر المقصود تلبيسه به.
* ظاهرة استعراض الكاتب ما أهدي اليه أو رسائل قرائه.
وأسوأها ما جاء مديحا مبالغا فيه يشكك الآخرين بأن الكاتب يختلق القراء أو ان القارىء يرشو الكاتب ليشير الى رسالته.
كل كاتب يكتب يواجه السؤال الظاهر: لمن يكتب؟ ويواجه التساؤل الضمني الأعمق لماذا يكتب؟ والقارىء أيضا يواجه السؤال: لماذا يقرأ؟ ولمن يقرأ ولماذا يختار هذا الكاتب بالذات ليقرأ له؟
وذلك لا يعني انه معجب بالكاتب,, فقد يقرأ له كل يوم ويجد نفسه مشدودا اليه وهو غاضب منه, يشده الأسلوب أو الموضوع ويعترض على المحتوى,,!! أو هو يحتج على الكاتب لأن اسلوبه متعب وهو لا يفهمه!!
ماذا يحدث حين يقف القارىء عاجزا عن استيعاب ما نكتب؟ أو حين ينشغل الكاتب بنفش عضلات لغوية متخيلة ويهمش المحتوى تحت مسمى لعبة البلاغة أو لذة الحداثة اللغوية؟ أو حين يُستغل الحوار بين القارىء والكاتب من قبل أي منهما في اهداف مشبوهة؟
العلاقة بين القارىء والكاتب وما يدور بينهما من حوار علاقة محورية مهمة,, ودراسة ظواهرها من حيث تأثيرها في اللغة والاسلوب والمحتوى والشوائب في أي منها سواء الضعف المادي أم التحريف المعنوي، أو الانحراف العاطفي,, تمنحنا فرصة لتأمل وتحليل العلاقات الأساسية في ساحتنا الحضارية والثقافية، وهي علاقة متوترة ذات أبعاد متداخلة.
نحن ككتاب في حاجة الى قرائنا,.
ونحن كقراء في حاجة الى كتابنا.
والساحة الثقافية تقوم على تفاعل بناء بين هذه الفئة وتلك, والصحف تتيح المنبر للجميع.
وحين يساء استخدام المنبر فذلك مؤشر على ان ساحتنا الحضارية في اعتلال.
الحوار حتى النقاش والجدال مطلوب ,, ولكن بصورة نظيفة,, ويبدو أن اخلاء الحوار من الشوائب وسوء الاستغلال ,, هو لب المشكلة, وهنا نتوقف كي نواصل الحوار غدا.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved