**أقابل أثناء جولاتي في بعض المدن الصغيرة أو القرى في مملكتنا الغالية بعض كبار السن,, ممن عاشوا فوق الستين وفوق المائة,, وأحرص على التحدث معهم وسماع تجاربهم وخبرتهم وقصصهم,, ووجدت أن أكثرهم يتحدث عن تجارب يحسن نقلها,, ومن تلك التجارب,, السكني في الأرض,, إذ ينصح كل هؤلاء باختيار السكن المرتفع,, ويتمثل بعضهم بقول الشاعر,.
وإذا حللت في موطن فاجعل مكانك في هضابه |
** ويحذر هؤلاء كل الحذر من السكني في المطامن وبطون الأودية,, ويتحدثون عن كوارث حدثت لأسر سكنت بطون الأودية ففاجأتها السيول وجرفتها,.
** وعادة ما يحرص البعض للسكني في المنخفضات وبطون الاودية,, لأنها أهدأ عند الرياح,, ولكن تكون العواقب وخيمة,, فالأودية لا تبعث أي انذار إذا انطلقت,, بل تجرف ما حولها,, ويحكون عن أسر وأشخاص ذهبوا في هذه الأودية ولايعرف مصيرهم في سنوات مضت.
** ومع الأسف, حتى الآن هناك من يكشت وينزل في بطن الوادي بحثاً عن الرمال,, وبحثاً عن الذَّرى وبحثاً عن الهدوء,, ولكن قد يفاجئه الوادي ويجرفه هو ومن معه دون سابق انذار.
**ويقول العوام السيل هامه ,, احذره فيحذرونك من محاولة قطع الوادي,, سواء بالسيارة أو على الأقدام,, فالسيل جارف مخيف,, وقد جرف السيارات والدواب والبشر وذهبوا مع هذا السيل إلى طريق الموت.
** والدفاع المدني,, دوماً يحذر من هذه السيول الجارفة,, ويحذر من التلاعب بهذه الاخطار,, كما يحذر من الاستهتار بالمستنقعات لأنها مهلكة,.
** وينقل هؤلاء من كبار السن حكايا وقصصاً عن أسر وأشخاص هلكوا,, سواء من الذين غدرت بهم السيول وجرفتهم فجأة,, أو أولئك الذين حاولوا الاستهتار بالوادي وحاولوا قطعة,, وكانت العواقب كارثة ولكن,, من يتعظ ,,, ؟!.
** وهناك تجارب لدى كبار السن,, ليت شبابنا اليوم يسمعونها,, وليتهم يستفيدون منها,, وليتهم يصغون لمثل هذه القصص والتجارب,, وليتهم يدركون أن الاستهتار والطيش يترك عواقب وخيمة.
** كبار السن,, يحملون الشيء الكثير,, فهم ثروة تبحث عن مستفيد,, ففي قصصهم,, العظة والعبرة والتجربة.
عبدالرحمن بن سعد السماري