أشادوا بأهمية ندوة حقوق الإنسان في الإسلام بروما عدد من الباحثين والمفكرين: الندوة توضح صورة الإسلام الناصعة ونأمل نجاحها في صياغة مفهوم حقيقي لحقوق الإنسان |
* روما سلمان العمري
أكد عدد من الباحثين والمختصين المشاركين في ندوة حقوق الإنسان في الإسلام التي تنظمها رابطة العالم الإسلامي حاليا في المركز الثقافي الإسلامي في روما، أكدوا أهمية هذه الندوة وعقدها في القارة الأوروبية، وذلك لإيضاح صورة الإسلام الصحيحة تجاه الإنسان وحقوقه، وللرد على ما يحاك ضد الإسلام وتعاليمه السمحة.
وجددوا تأكيدهم بأهمية عقد مثل هذه الندوة في عدد من الدول الأوروبية وأمريكا وغيرها، وذلك بمشاركة مفكرين وعلماء مسلمين وغير مسلمين.
وأعرب السيد ميخائيل بايب رئيس منظمة تاريخ الأديان العالمي بألمانيا أحد المشاركين والمدعويين لندوة حقوق الإنسان في الإسلام والتي تعقدها رابطة العالم الإسلامي بالمركز الإسلامي الثقافي بروما حاليا عن تفاؤله بنتائج ما سيتوصل إليه المجتمعون في ختام أعمال هذه الندوة العالمية التي تتناول مواضيع مصيرية لابد من معالجتها.
وقال السيد: إنني اعتقد جاداً بأن هذا الموضوع الهام ينبغي ألا يترك نهبا لطرح واحد وهو الطرح الغربي وأكد أن هناك صورة نمطية غير عادلة عن الإسلام والمسلمين في الصحافة الغربية ولذلك فقد شعرت باندفاع وحماس شديدين ورغبة ملحة لما سمعته من آراء منذ بداية فعاليات الندوة عن حقوق الانسان في الإسلام، وإنني أعتقد أن هذه الأمور المتعلقة بحقوق الإنسان ورفاهية الفرد يختلف تناولها من ثقافة وثقافة أخرى، وأضاف أنه ينبغي افتراق حسن النوايا عن طرح هذه الأمور من وجهة النظر الغربية أو الإسلامية حتى نصل إلى عامل يسوده الود والوئام.
وأكد السيد ميخائيل في ختام تصريحه: إنني هنا أطمح أن اتعلم حيث أنني غير متخصص في أن اتعلم عن الدين الإسلامي وعن موقفه من حقوق الإنسان.
من جهة ثانية قال الدكتور محمد كرموص مدرس بكلية الهندسة بسويسرا إن تنظيم الرابطة لهذه الندوة عن حقوق الإنسان في الإسلام مبادرة نوعية أن يبحث هذا الموضوع في هذا الوقت وفي هذا البلد, وإن شاء الله سوف توضح هذه الندوة صورة الإسلام الناصعة، وتبدي حقوق الإنسان في الإسلام التي يريد الإعلام الغربي ووسائله المختلفة أن تخفيها ويبرز الإسلام والمسلمين في أسوأ صورة.
وعن نتائج الندوة قال الدكتور عموص: أتوقع نتائج وتوصيات جيدة بشرط أن يتبعها عمل لتنفيذها ونشرها على العالمية والغربية بالذات، وتدوين كتيب وترجمته للغات المختلفة حتى نوصل هذه الفكرة وهذه الصورة لأكثر من مؤسسة وأكثر من دائرة غربية وعالمية.
أما الدكتور عبدالكريم الكبداني من الهيئة التنفيذية لمسلمي بلجيكا فقال: لا شك أن طرح مواضيع بمثل هذه الأهمية موضوع حقوق الإنسان في الإسلام ومن طرف المسلمين يكتسي صبغة خاصة في مثل هذه الظروف بالخصوص، ونحن نعلم جميعا أن موضوع حقوق الإنسان تاريخيا كان بمثابة العصا التي يشهرها القوي ضد الضعيف، ولا شك أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لم يكتسب صبغته العالمية بحكم تغييب المنظومة الإسلامية من الإسهام في بلورته، وبالتالي فمجال المسلمين للإسهام في بلورة منظومة حقوقية إنسانية مجال كبير جدا ونحن لا شك أن لدينا الكثير من الأفكار الراقية في تنظيم حقوق الإنسان، مثل امتزاج الواجب بالحق في الإسلام، والحرية بالمسؤولية.
وأوضح د, الكبداني أن اعلان حقوق الإنسان في فرنسا مثلا تلا حملة فرنسا على مصر مباشرة، وهذا يبين لنا الهوة الشاسعة ما بين ما تضمنة هذه الإعلانات عن حقوق وبينما يمارس فعلا على أرض الواقع.
كذلك فإن موضوع هذه الندوة يكتسب أهمية كبرى خاصة إن طرحت قضية الإعلانات الإسلامية العالمية لحقوق الإنسان، فلدينا أكثر من أربعة إعلانات عالمية لحقوق الإنسان، وتنتقض هذه الإعلانات بقوة من طرف الغرب باعتبار أن هذه الإعلانات موجهة إلى الغرب وليس موجهة للدول، وأن الفرد المسلم إذا كان مضطهدا في بلاده فإن هذه الإعلانات لا تخوله الضمانات ما يجعله يستطيع الدفاع عن حقوقه.
هذه الانتقادات التي توجه لإعلانات حقوق الإنسان في الإسلام لا شك أن وجد لها أجوبة بحيث تصبح إعلانات فعلية بمعنى أنها تحمي حقوق الإنسان كيفما كان هذا الإنسان فعليا وليس نظريا بصياغتها بنصوص وفي مواثيق حقوقية وإعلامية.
ونأمل أن تنجح هذه الندوة في صياغة مفهوم حقيقي لحقوق الإنسان، وتسهم في إعطاء النظرة الإسلامية لحقوق الإنسان تستحق أن تكون نظرة عالمية وتحدي القرن المقبل هو تحد العولمة كما نعلم وهذه العولمة لا شك هي أكبر عدو لحقوق الإنسان في القرن المقبل.
لم يعد موضوع حقوق الإنسان يطرح فقط في علاقة الفرد بدولته عندما نرى العولمة أنها استطاعت أن تبتلع الأفراد والدول.
من جهة ثانية أوضح سعادة مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة الدكتور عبدالعزيز التويجري أن انعقاد هذه الندوة عن حقوق الإنسان في الإسلام يأتي في الوقت المناسب ليزيل الكثير من الشبهات ويصحح الكثير من المفاهيم الخاطئة التي روجتها بعض وسائل الإعلام الغربية والتي استقرت في أذهان عدد كبير من أبناء الدول الغربية حول الإسلام وموقفه من حقوق الإنسان، ولذلك فإن عدد هذا العدد الكبير من العلماء والمسؤولين في العمل الإسلامي في عدد كبير من الدول الغربية والمهتمين بهذا الموضوع سيتيح الفرصة لتبيان ما قدمه الإسلام من نزول الوحي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعبر مسيرة المجتمعات الإسلامية التي بنت الحضارة الإنسانية على أسس ثابتة من الهدي الرباني.
وبين أن الإسلام في منطلقه وأساسه هو دعوة لتحرير الإنسانية من العبودية أي كان وربطه بخالقه سبحانه وتعالى وتكريمه لأن الله كرمه وفضله على سائر المخلوقات (ولقد كرمنا بني آدم وحملناه في البر والبحر,,,)، فالأصل في هذا الموضوع هو التكريم الذي شرف الله به الإنسان, ورفع به قدره وأعطاه العقل ليميز الخبيث من الطيب والصالح من الطالح، وينبني هذا التكريم تحرير عقل الإنسان من الخرافات والانتهاء إلى أي معتقد يبعده عن الخالق جل وعلا وعن توحيده وعبادته جل وعلا، ثم بعد ذلك المساواة الكاملة التي أوجدها الإسلام بين البشر، وأكدها في كثير من الآيات بأنه لا فرق بين الأسود والأبيض، ولا الغني والفقير ولا الصغير والكبير، فالناس كلهم سواسية ويتفاضلون ويتمايزون بالتقوى.
ثم الحقوق التي كفلها الإسلام للبشر حق الحياة الكريمة وحق التحرك والتنقل بحرية، وحق الملكية الخاصة وحق الضمان والكرامة، وعدم الاعتداء عليه، أو عدم سلبه وعدم الاعتداء على عرضه، فالمقاصد التي نعرفها في الشريعة الإسلامية الخمس كلها أسس من أسس التقويم التي يدعو إليها الإسلام لحفظ حقوق الإنسان ولتكريمه ولصيانة شخصه، لتمكينه من أن يعيش حراً على وجه هذه الأرض, فهذه المنطلقات يجهلها الكثير من الغربيين، ولا يفهم الإسلام حق الفهم وإن مثل هذا اللقاء وهذه الندوة من الضرورات التي نحتاجها في هذا الوقت لجلاء الصورة، وتبيان الحقيقة ولرد الشبهات.
|
|
|