Sunday 27th February,2000 G No.10013الطبعة الاولى الأحد 21 ,ذو القعدة 1420 العدد 10013



الرياض ,, عاصمة للثقافة العربية,,, وماذا بعد ,,,؟
منيرة الغامدي

شيء جميل ورائع ان تشعر بالفخر والاعتزاز,,، عندما اختيرت الرياض عاصمة للثقافة العربية للعام 2000، فان كل منتم لهذا البلد يشعر بروعة الانجاز الثقافي الذي حققه أبناء وبنات هذا المجتمع، شعور بالاعتزاز ان ترى عاصمتك الحبيبة واقول عاصمتك لان كل واحد فينا يمثل الوطن بقلبه وروحه التي كانت في سنوات خلت مجرد مجموعات متباعدة من بيوت الطين، وافراد لم يجمعهم في يوم من الايام سوى العصبية القبلية، ولم يكن لهم هدف سوى لمن تكون الغلبة في مناورات تناحرية قبائلية جاهلية.
تغير الحال عندما شاء الله لهذه البلاد ان يجمع شتاتها وتوحد قبائلها وترفع فيها راية التوحيد، فهيأ الله لها عبدالعزيز فتوحّدت قلبا وقالبا وشرعا، واستمرت مسيرة العطاء والبناء، ومنَّ الله عليها بالخير الكثير الى ان وصلنا بتوفيق من المولى سبحانه، ومن ثم بتوجيهات القيادات الحكيمة لهذا البلد الى ما وصلنا اليه، ولم يكن ذلك ليكون لولا حرص ولاة الأمر فينا على تطبيق الشريعة السمحة وتعاليمها السماوية.
عندما اختيرت الرياض عاصمة للثقافة العربية للعام 2000 شعرنا بالفخر، ومن حقنا ذلك، فهذه خطوة في مسيرة العطاء على الطريق الثقافي، هي بصمة إثبات لوجودنا على الخارطة الثقافية العالمية.
هي مناسبة سعيدة دون شك، وبشكل عام فنحن عندما تمر بنا مناسبات سعيدة نبدأ في العد التنازلي!!؟ لواقعيتنا بان دوام الحال من المحال ويبدأ التساؤل تلو التساؤل، الى متى سوف تستمر هذه اللحظات؟, وماذا بعد ذلك؟ نعلم ان المناسبات السعيدة والمناسبات المتميزة لا بد أن تخلد واقعا يبقى، وذلك بالعمل على ايجاد رمز أو معلم ولا أقصد بذلك مجسما جماليا بالتأكيد، نحرص كثيرا أن يبقى لدينا ما يذكرنا بالمناسبة!! هذا بشكل عام، اما فيما يتعلق باختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية، فهي مناسبة أكثر من سعيدة، هو حدث نحن أهل له بإنجازاتنا التي يتحدث عنها القاصي والداني، وبالتالي فالتساؤلات كثيرة وكبيرة بحجم الحدث، وأول التساؤلات: وماذا بعد؟؟؟ كيف نخلد المناسبة؟ لتبقى ذكراها حيّة في أذهاننا والآخرين؟؟ ماذا لدينا خلاف أوراق الصحف او تسجيلات الندوات والمحاضرات واللقاءات الثقافية بمناسبة اختيار الرياض عاصمة ثقافية للعام 2000؟؟؟
كلنا نجتهد!! ومن يخطىء فله أجر ومن يصيب فله أجران، وما أود طرحه هو اقتراح بسيط وفي اعتقادي قابل جدا للتنفيذ,,!! هو اقتراح ورد الى ذهني كوني مواطنة شأني شأن كثير من مواطني ومواطنات هذا البلد تسعد بتتبع وحضور مثل هذه الندوات والمحاضرات واللقاءات الثقافية والأمسيات الشعرية، ولا يتاح لها ذلك لظروف اجتماعية تعيق عملية الوصول الى أماكن تلك الندوات، مثل عدم توفر المواصلات لها احيانا، أو ارتباطاتها الأخرى المتعددة، أو لعدم وجود أقسام نسائية ينقل لها من خلال الشبكة مثل تلك اللقاءات، وبالتالي فالمرأة تحرم من المشاركة والمتابعة والاستفادة كمحصلة نهائية، ولا اعتقد أن منّا من يرضى بذلك، كيف! والمرأة نصف المجتمع! ولست أقصد إحصائيا فقط!! كما أن الأم مدرسة اذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق!!
اقتراحي الذي ولد نتيجة المعاناة والحاجة أم الاختراع!! هو أن يكون هناك قناة تلفزيونية فضائية غير مشفرة بالتأكيد!! تنقل مثل تلك اللقاءات والندوات والمحاضرات والأمسيات الشعرية أيا كانت المناسبة وذلك على مدار العام، حتى يمكن المتابعة ولو عن بعد، مثل نقل احتفالات مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة وما يتخللها من محاضرات وندوات وأمسيات شعرية ومظاهر احتفالية، ويمكن توسيع نشاط القناة بمتابعة الأخبار الطبية وما يستجد فيها، والإعلانات المتنوعة مثل نشاطات الجامعات والمعاهد والخدمات المتوفرة، الأخبار الرياضية ونقل المباريات، لقاءات مع شخصيات بارزة لمناقشة القضايا الثقافية,, الدينية,, الاجتماعية,, السياسية,, العلمية، دروس متخصصة للطلاب في المراحل المختلفة، برامج توعية,, برامج تعليمية لكيفية استخدام الحاسب والإنترنت، برامج لتعليم اللغات،والقائمة طويلة، وهذا في نهاية المطاف هو استفادة للمواطن والمقيم، وإعلام للغير بالنشاطات الثقافية المختلفة المتاحة والمنجزة، التي لا يجب الاقتصار أو الانتظار لإظهارها على اختيار الرياض عاصمة للثقافة مرة اخرى.
كلنا اولا وآخرا,, كبيرنا وصغيرا نجتهد فيما نراه يحقق شيئا لهذا الوطن ومواطنيه ولعل المختصين والاكثر معرفة لهم وجهة نظر أجهلها، ولكن القناة المقروءة متاحة لطرح ومناقشة المقترح بشكل أكبر وأوسع وخير ما يمثلها صفحات جزيرتنا هذا ليس تفضلا منّا، أو خدمة نقدمها ولكنه شيء من رد الجميل للوطن ليس إلا.


رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved