تسعى الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا الى إعادة إستئناف اعمال لجنة مراقبة وقف اطلاق النار في جنوب لبنان، تلك المسماة بلجنة تفاهم نيسان, وتأتي هذه الجهود الامريكية والفرنسية بعد توقف اجتماعات اللجنة اثر انسحاب الوفد الاسرائيلي قبل اسبوعين بعد مقتل جندي اسرائيلي على يد رجال المقاومة اللبنانية.
والذي يتابع اعلان واحاديث الامريكيين والفرنسيين عن جهودهما لعودة اجتماعات هذه اللجنة، يشعر وكأن تحقيق هذا الهدف سيوقف الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على لبنان، وان اللجنة تستطيع ان تجبر اسرائيل فعلاً على الالتزام بالقرارات الدولية والاعراف ولا تستهدف المدنيين في عملياتها العسكرية.
وتكرار تأكيدات الامريكيين والفرنسيين وكثرة تصريحاتهم في الأيام الأخيرة عن جهودهم وسعيهم في استئناف لجنة تفاهم نيسان للعمل، قد يكونان نابعين من اعتقادهم بأن اللبنانيين خاصة والعرب عامة سيكونون سعيدين، وكأن عودة هذه اللجنة المنقذة هي التي ستوقف العدوان المركب الموجه ضد اللبنانيين من الاسرائيليين اولاً: ومن الذين يبحثون للاسرائيليين عن مبرر وعذر لذلك العدوان, رغم ان عمل لجنة اتفاق نيسان برأيي المتواضع هو عمل على المدى القصير والبعيد مضر للبنانيين والعرب معاً.
لتوضيح هذا الرأي نذكر الحقائق التالية على شكل تساؤل أولاً:
وهو ماذا فعلت لجنة تفاهم نيسان منذ انشائها بعد عدوان عناقيد الغضب الاسرائيلي.
كم مرة اعتدت اسرائيل على جنوب لبنان؟,, ماذا اتخذت اللجنة من قرارات,, وهل كانت قراراتها ملزمة,, وماذا استفاد لبنان من كل قراراتها,,؟!
والذي تابع اجتماعات تفاهم نيسان يعلم ان اعضاء اللجنة من الدول الخمس يجتمعون ويستمعون الى شكاوى لبنان وشكاوى اسرائيل وبعد التأكد من صحة الوقائع يصدر بيان يشير الى مسئولية الطرف الذي تسبب في حدوث المواجهة العسكرية والتي عادة ماتكون بداية عدوان اسرائيلي يعقبه رد ثأري للمقاومة اللبنانية، وبعد ان يعلن البادىء بالعمل تسجل الواقعة، وينفض اجتماع اللجنة، لتعود للاجتماع مرة اخرى، بعد ان ترفع لبنان او اسرائيل شكوى وهكذا دواليك، اجتماعات تتبعها اجتماعات بلا قرارات، مجرد تسجيل لعمليات عدوانية اسرائيلية مستمرة، حتى ادانة تلك العمليات تتحرج اللجنة من اعلانها، حتى لاتغضب اسرائيل وتقاطع اعمال اللجنة,! وحتى لو ادانت اللجنة اسرائيل فهل يردع ذلك مؤسستها العسكرية وغطرسة ساستها,؟!
هل تلك الاجتماعات فرضت تعويضا للبنان عن الخسائر التي تكبدها جراء العدوان الاسرائيلي المتواصل هل اوصت باتخاذ اجراء دولي,؟؟!
لا شيء لم يستفد لبنان من كل تلك الاجتماعات، بل كان المتضرر الوحيد من بقاء اللجنة، اذ ان بقاء اللجنة والمطالبة باستئناف اجتماعاتها، وتصوير ذلك وكأنه مطلب لبناني في حين حصر النظر في العمليات العدوانية الاسرائيلية على لبنان وقصرها على لجنة تفاهم نيسان، يمنع المؤسسات الدولية ومن اهمها مجلس الامن الدولي من معالجة مثل هذه الاعمال العدوانية الاسرائيلية التي تتطلب ان تنظر بها وتعالجها مؤسسات دولية قادرة على وقف العدوان من خلال فرض عقوبات على المعتدي.
وهكذا فان الاتكاء على لجنة تفاهم نيسان كل هذه المدة لوقف مسلسل العدوان الاسرائيلي على لبنان، وابعاد القضية عن مجلس الأمن، هو اضرار للبنان رغم تأكيدنا بأن هناك عوامل وتدخلات قوى دولية معينة تجعل من الصعوبة معاقبة اسرائيل مهما ارتكبت من اعمال عدوانية,,!!
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com