عالم السرعة المجنونة !
الكلمة الوحيدة التي يمكن ان نطلقها على عالم اليوم هي بلاشك عالم السرعة المطلقة ، ويمكننا ان نلمس ذلك بوضوح تام في خطواتنا وتصرفاتنا خلال حياتنا اليومية، كما نرى الناس يلهثون وراء اعمالهم في كل الاتجاهات باستخدام سرعة وسائل المواصلات والاتصالات والالكترونيات، ويجدها الرياضي كافضل ما يباغت به منافسه لتحقيق النصر، والحديث في هذا المجال عن العاب مثل كرة القدم وألعاب القوى وغيرها وارد في معظم الاوقات,, ولكن ما نتناوله اليوم في حلقات هو عالم السرعة المجنونة ونعني بها سباقات السيارات!
عشق الاثارة هو رمز سباق السيارات، ولعلني كنت سعيد الطالع عندما سنحت لي مرارا في بداية السبعينيات فرصة المشاركة في سباق الهواة الوحيد الذي كان يجري في الشرق الاوسط بمنطقة الرملة البيضاء في العاصمة اللبنانية بيروت، وكان هذا السباق يمنحنا لحظات بالغة المتعة وللاصدقاء دهرا من الرعب الخالص، ولعلها نزوات الشباب أو هي بعض من الطموحات الشبابية الرياضية التي لا نهاية لها، وازداد حرصي الشخصي لاحقا في متابعة سباقات السيارات في بعض الحلبات الاوروبية والامريكية الشهيرة، وظلت هذه الهواية مرافقة لنا طوال سنوات الى ان بلغ العمر بنا مدى اصبحنا نحسبه بأنصاف القرون بدلا من السنين,, لذا آثرنا العودة إلى الاصل وهو الهدوء والتروي حفاظا على ما تبقى من العمر، فليس من المنطق ان يعيش المرء نصف قرن آخر متعجلا لا يدري عما يصيبه يوما بسبب السرعة، ولا بأس إذاً من المتابعة المنزلية عبر اجهزة السرعة الالكترونية التلفاز والانترنت!
الفورمولا 1 أقوى البطولات,.
بطولة العالم للسيارات هي الوحيدة الي تنقسم إلى بطولة صناع السيارات وبطولة سائقي السيارات، وتتضمن عددا من السباقات الشيقة مثل بطولة العالم للراليات التي يشارك فيها عن منطقة الشرق الاوسط ابطال من المملكة العربية السعودية والإمارات وعمان ولبنان، وأبرزهم السعودي عبدالله باخشب والاماراتي الشهير محمد بن سليم والعماني حمد الوهيبي واللبناني جان بيير نصر الله، وبطولة لو مان لفترة أربع وعشرين ساعة متواصلة وبطولات الجائزة الكبرى الثلاث الفورمولا 1 ، الفورمولا 2 ، الفورمولا 3 وتعتبر بطولة الجائزة الكبرى للفورمولا 1 هي الاكبر والاشهر في سلسلة بطولات السرعة في العالم.
تبدأ بطولة العالم للسيارات الفورمولا 1 Formula - 1 الفئة الأولى بشقيها للصانعين والسائقين في شهر مارس وتنتهي في شهر اكتوبر من كل عام، وتتضمن 17 مرحلة تجري في حلبات مختلف بلاد استراليا ،أمريكا الجنوبية وأوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا ومازال البحث مستمرا في شأن اكتمال البطولة بانضمام احد بلدان افريقيا,, وتشير سجلات التاريخ ان بطولة العالم لسيارات الفورمولا 1 بدأت عام 1920 ثم توقفت بسبب الحرب العالمية الثانية لتعاود نشاطها عام 1947 ولكنها لم تنتظم رسميا سوى في عام 1950 الذي شهد بداية النجاح والشهرة حتى الآن، وتشارك في البطولة سيارات ذات مواصفات خاصة يقودها أبطال اشداء على حلبات معدة خصيصا لمثل هذا النوع من السباقات الاخطر في العالم لاحراز البطولة العالمية بشقيها لصانعي وسائقي السيارات.
إيطاليا في المقدمة
وتتسابق بقوة الشركات الصانعة، وعددها 11 شركة، منذ بداية بطولة صانعي السيارات عام 1958 لتقديم أعلى التقنيات وأفضل الخدمات لفرقها من اجل النصر واعتلاء قائمة صانعي السيارات، وتتقدم هذه الشركات الأربع الكبار : فيرراري، ماكلارن مرسيدس، وليامس ميكاكروم رينو ، بينيتون ميكاكروم رينو ، حيث ينتظر ازدياد المنافسة الحادة فيما بينها لضم ابرز السائقين خاصة بعد نجاح هذه الشركات في تحديثها المذهل لسياراتها، وعلى الرغم من تفوق شركة وليامس ميكاكروم رينو في السنوات الاخيرة إلا ان الصراع الحقيقي على قمة البطولة العام الماضي كان بين الشركتين العملاقتين ماكلارن مرسيدس الالمانية وفيرراري الايطالية حتى تمكنت الاخيرة بجدارة فائقة من انتزاع القمة واسترداد اللقب الغائب عنها منذ عام 1979 لتؤكد تفوقها وتنفرد بتحقيق الرقم القياسي في عدد مرات الفوز والبالغ تسعة ألقاب، ولكن شركة ماكلارن تحتفظ ايضا برقم قياسي مدهش لامثيل له عندما حقق فريقها (بمحركها السابق هوندا) الفوز في 15 سباقا من 16 سباقا متاحا عام 1988,, اما بقية الشركات فمنها من يلعب دورا مؤثرا وهي: بروست بيجو، جوردان موغن هوندا، ساوبر بتروناس، وأخرى تحاول جهدها وهي: آروز هارت، ميناردي فورد، جاغوار.
وهكذا تنطلق سباقات الفرومولا 1 في اجواء محمومة بلغة العشق,, ولا نتوقف بدورنا عند الحديث عن صانعي السيارات، بل نتناول في الاسبوع المقبل سائقي سيارات البطولة,, الابطال الذين يملؤون الدنيا سرعة وجنونا!