بيننا كلمة حتى ,, نفهم؟ - 1 د , ثريا العريّض |
لي معكم اليوم سؤال أرجو أن يشرع حواراً حميماً, هل تعرفون كل استعمالات حتى لغوياً؟,, ففي نفسي شيء منها!
يحزنني، ونحن نفاخر بنصف قرن من التعليم العام، أن أثير قضية عجز القراءة وتجاوزات الكتابة.
وربما تعود جذور القضية أساساً إلى أن مستوى التعليم قد انخفض رغم أن مجهوداتنا لتحديث البرامج لم تتوقف, وربما يجيز ذلك ان نتساءل هل بعض ما نفعله منذ عشرين عاماً في سبيل ارضاء كل من اعترض من مواقع الإعلام العام على محتويات مناهج التعليم انتهى بارضاء أحد في أي جهة كانت؟,, أم أن المحصلة النهائية هي خفض المستوى العام للتعليم والثقافة، وإن من نتائج ذلك ضعف استيعاب واستخدام اللغة قرائياً وكتابياً,, وضحالة التمثل الموفي للمحتوى الثقافي لما نقرأ؟.
حيث أشك ان علمنا باللغة قد تراجع حتى أصبح العلم نورن حقيقة ممارسة!! والدليل الواضح على ذلك نجده عند الكاتب والقارئ.
لننظر إلى بعض الظواهر المؤسفة، وهي غيض من فيض وفي حين انها تبدو عشوائية الانتقاء إلا أنها كلها تشترك في كونها مرتبطة بالمستوى اللغوي ، وموقع القارئ من الكاتب وبالعكس:
* ظاهرة انتشار الأخطاء اللغوية: قلة اليوم من لا يلحنون، ومن يتقنون اللغة بلا خطأ، ويطبقون في محاضراتهم ومقالاتهم قواعد اللغة السليمة فيعرفون تأثير الأفعال الناقصة والحروف الناسخة على المبتدأ والخبر، ويطبقون قاعدة كتابة الهمزة أو الأسماء أو الأفعال الخمسة,, أما الأغلبية فهم في واد واللغة السليمة في واد,, ولذلك لا يفاجئنا اعلان عن معهد تعليم مهارات الحاسوب يأتي بصورة لكي يا سيدتي ، ينشر في صحيفة كبيرة دون تصحيح من المعلن أو الصحيفة نفسها,, أو سؤال من محرر صحفي بصيغة هل كتبتي عن,,؟,, أو كاتبة تكرر لعل عشرات المرات في غير موضعها؟
* ظاهرة التعجل وعدم تبين الأمور قبل اتهام الكتّاب بسوء النية وأهداف خفية في كتاباتهم,, حتى صار الكاتب يكتب متحسساً اشباحاً لا مرئية تتربص لكلماته العفوية, وفي حين أننا نترصد للكاتب أي تجاوز متقصد نتوهمه منه للثوابت,, فإننا لا ننظر إلى اللحن في اللغة كأهم أسباب سوء الفهم من القارئ سواء قرأ صحيفة أو كتاباً.
* ظاهرة مذق الزاوية الكتابية الصحفية باسهاب مفرط يدور حول فكرة يمكن اختصارها في سطر أو عبارة.
والظواهر كثيرة واللغة تئن والقارئ يشكو والكاتب يبرر.
تناقضات عجيبة,, والموضوع مهم وذو أبعاد متداخلة,, ونحن حتى ما وصلنا اللب بعد,, وما زال في نفسي شيء من حتى ,, ورد أبي تمام,.
وفي هذه المعمعة الحديث يطول,, ولذا نعود إليه غداً,.
|
|
|