** في القرى والمدن الصغيرة,, شتان ما بين شخص تجرد من أهوائه الشخصية,, وكان كل همه وهاجسه,, خدمة بلدته,, وبين شخص انحصر دوره كله في المشاغبة والمشاكل والإضرار بعباد الله وببلدته.
** وفي زاوية الأربعاء الماضي,, تحدثنا عن هذا النموذج وذاك,, وكيف أن هذا مصدر خير,, والآخر مصدر مشاكل,.
** نعم,, إنه فرق بين ذلك الرجل الذي يخدم بلدته,, ويخدم جماعته,, وبين من تحول إلى مصدر إزعاج وقلق,.
** رجل يدعم ويساند,, ويبارك كل مشروع لبلدته,, ورجل يعارض ويقف في وجه كل مشروع مفيد لبلدته.
** إنسان لا تعرفه الدوائر إلا بالخير وبالإيجاب,.
** وآخر لا يعرفونه إلا شاكياً أو مشكوّاً,, وإلا رافضاً لهذا وذاك,, وكارهاً لهذا وذاك,.
** شخص يتنقل من إدارة إلى أخرى,, ويطالب بهذا المشروع وذاك,, ويسعى وراء المدرسة والمستوصف والطبيب والدائرة الفلانية,, والطرق والخدمات كلها,.
** وبين شخص كل شيء لا يريده,, وكل شيء يضر ببلدته,, وكل شيء غير معقول وغير مقبول في عالمه.
* وآخر يحمل شنطة مشئومة مليئة بالمعاريض والشكاوى ولوازم القشر .
** شخص يتعاضد مع هذا وذاك,, ويتعاون مع الثالث والرابع,, ومع المحافظ أو رئيس المركز,, ومع جميع مدراء الدوائر,.
** وشخص آخر,, هو معهم على خلافات وخصومات ومشاكل وشكاوى.
** شخص يترك بلدته وأهله وأعماله ليراجع من أجل بلدته,, ويتابع وبعقب,.
** وآخر ترك أهله وبلدته ومصالحه وعطل أعماله من أجل المشاغبة فقط.
** تذكرت كل ذلك,, وأنا أشاهد أمام عيني,, رجل الأعمال المعروف وأحد أعيان مدينة تمير الشيخ محمد الأحمد الفايز,, وهو يقف أمام معالي الرئيس العام لتعليم البنات الدكتور علي بن مرشد المرشد,, ويقدم منزله الكبير الجديد,, هدية للرئاسة.
** هذا القصر الضخم,, مساحته ستة آلاف متر مربع,, وبه عشرات الغرف والصالات والامكانات,, تنازل عن كل ذلك,, من أجل بنات بلدته,, ومن أجل التعليم,, ومن أجل إتاحة الفرصة لمشروع تعليمي يقام هناك,.
** ففي حفل الشاي الذي أقامه لمعالي الرئيس العام لتعليم البنات,, وحضره,, العديد من المسؤولين في الرئاسة,, وعدد من أعيان هذه المدينة,, أعلن الشيخ محمد الأحمد الفايز عن تبرعه بهذا المنزل الضخم,, أو القصر الضخم الكبير لصالح مشروع تعليمي كلية للبنات .
** وعندها,, تذكرت قصيدة الشاعرة الرائعة,, منيرة الحمد,, وهي تتحدث عن جود هذا الرجل وتبرعه السخي فتقول:
ومن يلبِّي فزعة الحر العديم صادها محمد وغيره ذاقها عادة أهل تمير من وقت قديم في ميادين الكرام سباقها |
** نحن لا نقول سوى,, كثر الله من أمثال هذا الرجل الشهم الكريم,, وليت كل مدينة وقرية,, تسعد بمثل هذا الرجل.
** كما نهنىء أهالي مدينة تمير على مثل هذا الرجل المخلص,, ونتمنى أمثاله في بلدان أخرى,, تحتاج إلى مثل هذه المواقف.
عبدالرحمن بن سعد السماري