رغم أن رحلات الاصطياف السياحية تتم في فصلي الصيف والربيع الى بلدان الشرق الأوسط للاستمتاع بمواقعه التاريخية والسياحية، إلا ان المنطقة تشهد هذه الايام موجة من الرحلات التي يمكن تسميتها برحلات الاصطياف السياسي، فمثلما تهدف رحلات الاصطياف السياحي الى الترويح عن النفس وقضاء اوقات جميلة تعيد الحيوية والنشاط للمصطافين، كذلك تهدف رحلات الاصطياف السياسي التي يقوم بها مبعوثون من جهات دولية متعددة الى اعادة الحيوية والنشاط للعمل السياسي والتفاوضي بالذات لقضايا الشرق الأوسط التي ظلت تشغل المهتمين بها وغير المهتمين اكثر من نصف قرن دون ان يتمخض شيء ملموس.
في الأسبوع المنصرم زار المنطقة رئيسا وزراء دولتين من اهم الدول الاوروبية اضافة الى مبعوث السلام الامريكي، وكل الثلاثة كانوا يسعون الى اعادة مسارات التفاوض العربية مع اسرائيل الى العمل.
السيد جوسبان رئيس وزراء فرنسا، والسيد روس مبعوث السلام الامريكي تواجدا في وقت واحد في فلسطين المحتلة وكلاهما قابلا الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود باراك.
واذا كان السيد جوسبان قد انهى زيارته، فان السيد روس لايزال يواصل التنقل بين رام الله وتل ابيب لترتيب عودة للمفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية.
في دمشق التي وصلها السيد دليما رئيس وزراء ايطاليا في زيارة لتحديد الدور الاوروبي ومايمكن ان تقوم به اوروبا لتذليل صعوبات استئناف المفاوضات السورية الاسرائيلية.
جهد امريكي اوروبي يتركز على الخطوات الاجرائية دون النفاذ الى اساس المشكلة، فالذي يعلمه الامريكيون والاوروبيون معاً بأن توقف المفاوضات الاسرائيلية مع سوريا، ثم عقم مفاوضاتهم مع الفلسطينيين يعود للاسرائيليين الذين يرفضون تنفيذ ما التزموا به في الاتفاقيات التي وقعوها مع الفلسطينيين ويتنصلون من الوعود التي قطعوها للامريكيين والتي على اساسها قبل السوريون التفاوض.
طول امد قضية الشرق الاوسط واستهلاك كل السنين التي مضت دون انجاز حل يرضي الجميع يعودان في اساسهما إلى ان الغرب عموماً لايزال غير حاسم ولا يعرف الحزم في تعامله مع مماطلات اسرائيل وتنصلها من كل ماتعد به وتوقع عليه,, وحتى يعرف الغرب الحسم والحزم مع من ينقض العهود والمواثيق ستظل منطقة الشرق الاوسط هدفاً لرحلات الاصطياف السياسي.