الرياض تزدان بواحد من الجسور المعلقة الفريدة في العالم الجسر مع طريق الملك فهد وطريق مكة سيوفران حركة مرورية سلسة للرياض الجسر يعتبر أكبر جسر من نوعه في الشرق الأوسط |
* الرياض واس
يشكل الجسر المعلق على وادي لبن جزءا مهما وأساسيا من الطريق الدائري حول مدينة الرياض وقد استخدمت في تصميمه وتنفيذه أحدث التقنيات التي راعت اعطاءه شكلاً جماليا ويعتبر الأول من نوعه في المملكة وقد بلغت تكلفته الاجمالية 190 مليون ريال ويبلغ طوله الاجمالي 1300 متر وعرضه 35 مترا وأما الجزء المعلق منه فيبلغ طوله 763 مترا وهو مكون من اتجاهين في كل اتجاه ثلاثة مسارات تفصلهما جزيرة وسطية عرضها خمسة أمتار كما يبلغ ارتفاعه من سطح الوادي وحتى قمة الأبراج 172 مترا وسوف يؤدي هذا الجسر خدمة متميزة لمنطقة جنوب غرب الرياض المكتظة بالسكان حيث كان المواطنون فيها يجدون مشقة في الوصول الى مقار أعمالهم المنتشرة في مختلف أنحاء المدينة.
ونفذت وزارة المواصلات التي اضطلعت بمسؤولية تنفيذ الطريق الدائري حول مدينة الرياض أضلاعه الشمالية والشرقية والجنوبية وهي تقوم حاليا باستكمال تنفيذ الضلع الجنوبي الغربي ولم يتبق إلا الضلع الشمالي الغربي منه وبتنفيذ هذا الضلع ستكتمل باذن الله الفائدة من كامل الطريق الدائري وسيوفر خدمة متكاملة لحركة المرور المحلية حيث يسهل الانتقال بين كافة مناطق المدينة بالاستعانة بالمحورين الرئيسين اللذين يخترقان العاصمة شرقا وغربا وشمالا وجنوبا وهما طريق الملك فهد وطريق مكة المكرمة كما سيحقق خدمة متكاملة ايضا الى حركة النقل والمرور العابرة والقادمة من المدن والقرى والتجمعات السكانية الواقعة شمال وجنوب وشرق وغرب الرياض والمتجهة اليها دون المرور داخل مدينة الرياض الأمر الذي سيسهم في تخفيف الاختناقات المرورية داخل المدينة مما ينعكس ايجابا على بيئة المدينة من خلال تخفيف التلوث والضوضاء.
ويعد هذا الجسر من الجسور المعلقة الفريدة من نوعها في العالم من حيث طوله وارتفاعه وشكل المقاطع الخرسانية لبلاطة الجسر وطريقة الانشاء باستخدام كوابل التعليق من المنتصف واستخدام هذا النوع من الجسور للحفاظ على طبيعة الوادي حيث انه محمول بهذه الكوابل من وسط الجسر وليس من الجوانب كما هو الحال في معظم الجسور المعلقة مما سيجعله أحد الانجازات المهمة ومعلما حضاريا مميزا في مدينة الرياض.
واتبع عند تصميمه وأثناء تنفيذه استخدام أحدث وأفضل انجازات الهندسة التقنية العصرية في هذا المجال كما تم مراعاة الناحية الجمالية مما أضفى عليه لمسات جمالية انعكست على الرونق العام للمنطقة.
ويعبر الجسر المعلق وادي لبن في الجهة الجنوبية الغربية من مدينة الرياض ويشكل جزءا رئيسيا من الضلع الجنوبي الغربي لطريق الرياض الدائري ويتضمن نطاق العمل بالمشروع تنفيذ الجزء الواقع بين المحطة 13كم 970م والمحطة 15كم أي بطول كيلومتر واحد وثلاثين مترا شاملة الجسر المعلق على وادي لبن بطول 763 مترا بالاضافة لأعمال الطريق الأخرى مثل الأعمال الترابية والأسفلت والتصريف وحواجز النيوجرسي والدهان والاشارات وأعمال الكهرباء.
وبلاطة الجسر جسم الجسر عبارة عن كمرة صندوقية بعمق خمسة أمتار مسبقة الصب والاجهاد يتم صبها على شكل وحدات خرسانية منفصلة طول كل منها 3 أمتار باستثناء اجزاء البلاطة التي تقع فوق الأعمدة أو عند الركائز الطرفية ووحدة ربط واحدة بمنتصف الجسر يتم صبها موقعيا والأعمدة والأبراج عدد 2 معدل الارتفاع لكل منها حوالي 77 مترا من منسوب الأرض الطبيعية وحتى منسوب بلاطة الجسر تعلوها أبراج ترتفع بحوالي 90 مترا كل منها فوق منسوب سطح الجسر مما يعطي ارتفاعا اجماليا للأعمدة والأبراج يصل الى حوالي 180مترا لكل واحد وقواعد الأعمدة والأبراج عدد 2 تتكون كل منها من أوتاد خرسانية مسلحة مصبوبة بالموقع عدد 100 ويعلوها بلاطة الأوتاد الخرسانية بمقاس 30 في 30 في 60 مترا مسبقة الاجهاد.
أما الركائز الطرفية عدد 2 فهي من النوع السائد تقعان فوق طرفي الجبل المحيط بوادي لبن وقام أسلوب التنفيذ في هذا المشروع على اختيار افضل الطرق وأكثرها تلاؤما مع التصميم الفريد للمشروع مع مراعاة النواحي الاقتصادية والبيئية.
وتطلب المشروع دقة ومهارة وحرصا وعناية اثناء مراحل التنفيذ اضافة الى طبيعة هذا المشروع المختلفة عن مشروعات الجسور الأخرى التي يتم تنفيذها بمواد وعمالة عادية وتطلب كذلك خبرة وكفاءة عالية ومعدات خاصة مثل الرافعات الخاصة برفع وحدات بلاطة الجسر المسبقة الصب والتي يصل وزن القطعة الواحدة منها الى 185/ 235 طنا والمعدات والأدوات الخاصة بتجهيز كوابل ومعدات الشد وكوابل الشد وتوابعها من الرؤوس والسروج ومواسر البوليثلين العالية الكثافة المغلفة لكوابل التعليق بالاضافة لمادة الميكروسيليكا لزيادة مقاومة الخرسانة والموادة اللاصقة الأبوكسي لوحدات بلاطة الجسر والدرابزين المعدني لأطراف الجسر.
واستخدم في المشروع الطوبار المتسلق لتنفيذ الأعمدة والابراج نظرا لارتفاعها الشاهق الذي لا يمكن معه استعمال السقالات المؤقتة حيث يتم رفع الطوبار المتسلق ميكانيكيا بعد كل مرحلة صب للأعمدة والأبراج والتي تتم بارتفاع 3 أمتار لكل مرحلة وتم اختيار طريقة الانشاء الكابولية المتوازنة لتركيب وحدات بلاطة الجسر المسبقة الصب وذلك بعد انهاء تنفيذ الأعمدة وصب أجزاء بلاطة الجسر التي يتم صبها موقعيا فوق الأعمدة.
كما تم تدريب اعداد كبيرة من المهندسين السعوديين في هذا المشروع اضافة الى طلبة كليات الهندسة في الجامعات السعودية ضمن برامج التدريب المخصصة لهم وبما يؤدي الى توفير الخبرة الضرورية للكوادر الوطنية للتعامل مع هذا النوع من المنشآت.
|
|
|