لم يكن في ذهنها شيء محدد بعينه,, لكنها كانت تنتظر وتتأمل,.
كانت طوال الوقت,, في كل لحظة تبحث عن شيء ما تنطلق من خلاله في فضاءات أكثر جمالاً واشراقاً,, وبينما هي كذلك شعرت بأن شيئاً ما يتسلل إلى وجودها فيجعل لحظاتها أكثر دفئاً وخصباً وطراوة ولذة,.
وجدت ذلك الذي يجيب على اسئلتها الحائرة ويسألها بدوره فيفتح لها أبواباً بحياة تفيض دفئاً وحناناً,.
حدث ذلك حين كانت تمر اصابعها وتضغط تلك الأزرار العجيبة لتلك الآلة السحرية بين يديها الكمبيوتر الذي يصلها بشبكة الانترنت .
وجدت ذلك الصوت,, لا,, بل تلك الرسائل الالكترونية المكتوبة,.
قال لها بداية:
أتحبين نيويورك في الخريف,, الخريف هو ذلك الفصل الذي يجعلني أشعر برغبة في شراء لوازم المدرسة,, قد أرسل لك مجموعة من أقلام الرصاص المسننة لو كنت أعرف اسمك وعنوانك.
وقالت له يوماً:
أبدأ رسالتي إليك وكأننا في منتصف المحادثة,, اتظاهر بأننا أقدم وأوفى الأصدقاء خلافاً لما نحن عليه فعلاً,, أشخاص لا يعرفون أسماء بعضهم البعض والتقينا في غرفة المحادثة حيث يزعم كلانا عدم معرفته بالآخر,,!
لقبت نفسها,, بفتاة المتجر وأكملت رسالتها اليه قائلة:
أدير كمبيوتري وانتظر بشغف بدء الاتصال,, افتح الخط وتنحبس أنفاسي في صدري عند سماعي لكلمات لديك بريد ,.
لا أسمع شيئاً ولا أي صوت في شوارع نيويورك,, ضربات قلبي فقط,, لدي بريد,, منك,,!
في اليوم التالي كانت تتحدث عن هذا الأمر مع صديقتها في المتجر محل الكتب,, أو المكتبة ,.
قالت لها عنه,, أننا نتبادل الرسائل,, الرسائل فقط وعلاوة على ذلك أفكر جدياً بالتوقف لأنه يكاد يخرج عن السيطرة,, الأمر مشوش ولكن لا,, لأنه لا شيء,.
سألتها: كيف عرفته؟!
يوم ذكرى ميلادي تجولت في فقرة ما فوق (30) سنة من أجل نكتة ما وهو كان هناك وبدأنا نتكلم,, عن الكتب والموسيقى وكم نحب كلانا نيويورك,, براءة,, براءة بدون معنى,,!
بقي أن أقول لكم بان ما ذكرته أعلاه هو أحداث البداية في فيلم جميل بعنوان You've Got Mail أي: لديك بريد أو رسالة إليك,, من بطولة كل من الممثلة الرقيقة ميغ رايان وتوم هاكنز ,.
وسوف نكمل الحديث عن الرسائل بعد غد بإذن الله.
|