كنا نطمع وعلى الدوام من تليفزيوننا العزيز والأثير الى نفوسنا وعيوننا ألا تكون حلقات طاش ما طاش واخواتها في رمضان يتيمة على مدى العام كله وان يتبعها في الشهور الاخرى ما يحفز الجهود والهمم الى صنع مثلها ومثيلاتها من المسلسلات الماتعة الهادفة حرصا على جذب المشاهد السعودي والمقيم الى ان يقتنص ما لديه من فراغ مخصص للترويح والترفيه البريء لمتابعة تليفزيوننا بقناته الاولى على الاقل وما يصرف انتباهه عن القنوات الفضائية الكثيرة الاخرى التي تتنافس مستميتة على سد فراغه ووقته ببرامجها ومسلسلاتها ذات الكثرة الهايفة والمكررة او مقابلاتها ومسابقاتها الهابطة والتي تحاط عادة بهالة من الإغراء والبريق الخادع.
وكنا نطمع ايضا ونتطلع الى خطوات نجوم التمثيل بتسخير جهودهم الذاتية الدؤوبة وفي مقدمتهم الثنائي الناجح البارز/ القصبي/ السدحان ألا يكون حصاد عام كامل هو هذه الحلقات المحدودة في زمن قصير محدد وكأني بهم يردون ولسان حالهم من الواقع المعيش بان رضا الناس غاية لا تدرك آخذين باعتبارهم ان هناك فئة قليلة جدا من هواة الإثارة ديدنهم الوحيد وهمهم الاول والاخير هو رصد اخطاء الانتاج المحلي فقط مهما كان مستواه وتضخيم هذه الاخطاء والمبالغة فيها الى درجة الافتراء المكشوف,, وهذه الاخطاء ان وجدت بأي عمل محلي تديره وتقوم به مثل هذه الكفاءات المتميزة فهي غالبا ما تكون بسيطة وهامشية وغير مقصودة وربما بحسن نية او اجتهاد شخصي ينشد الأصلح، والإنسان اي انسان وبأي عمل يقوم به فهو معرض للخطأ ولا عصمة لأحد في ذلك,, وقد رأيت بأم عيني كيف طاشت سهامهم على طاش والعاملين فيه الى درجة الحسد والحرد متناسين الجهد الذي بذل فيه والطاقات التي توفرت له والمصاعب التي ذللت في سبيل إنجاحه والمشكلات والقضايا الهامة والحيوية التي تطرق لها وعالجها بجرأة وفاعلية ملموسة ومثمرة,, وقديماً قال احد الشعراء بهذا المعنى:
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد وينكر المرء طعم الماء من سقم |
ولكن مهما كان الامر ومهما طاشت سهام أدعياء النقد وبالغوا في أراجيفهم فيجب ان يكون ذلك حافزا ودافعا لفرسان التمثيل في بلادنا على مزيد البذل والعطاء والتجديد, فهل نطمع منهم باستجابة عاجلة ومنافسة شريفة على مسرح الواقع المنتظر,, وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم، والله الموفق.