Friday 25th February,2000 G No.10011الطبعة الاولى الجمعة 19 ,ذو القعدة 1420 العدد 10011



قصة مثل
من له حيلة فليحتال

اول من قال هذا المثل هو الشيخ قرناس بن عبدالرحمن غفر الله له والذي كان ابان حرب ابراهيم باشا هو العقل المفكر المدبر وقد بهر الباشا في حيله حتى ان الباشا قال قرناس مثل اليربوع الجربوع بيت يخبر وبيت ما يخبر وقصة هذا المثل من له حيلة فليحتال قاله قرناس عندما احتال هو وجماعته بفتح النفق وادخال القط وتفجيره والقصة تبدأ بما يلي:
عندما حاصر ابراهيم باشا بلدة الرس عام 1232ه كانت الرس محاطة بسور منيع وله عدة ابراج كان الامير في تلك السنة الشيخ منصور العساف الذي اظهر شجاعة وبسالة وعمل عملاً تميز به وقد جرح رحمه الله في هذه الحرب، اما الشيخ قرناس بن عبدالرحمن فكان القاضي والعقل المدبر وبيده سياسة الحرب رحمه الله قالوا لم يستطع الباشا تخطي هذا السور المنيع واخذ يلقي عليه القذائف لكنه لم يتزعزع وقد اعتصم اهالي الرس داخل السور ووضعوا بركاً ملؤوها بالماء وكانت القذيفة عندما تسقط داخل السور يسرعون اليها ويحملونها بسرعة ويضعونها بالبركة المملوءة بالماء حتى لا تنفجر ثم بعد ذلك يقومون بتفكيكها واخذ ما بها من بارود ملح واستخدامه ضد الترك من اعالي الابراج كقناصة وقد استمر هذا الحصار وهذه الحرب حسبما يقول التاريخ ثلاثة اشهر وخمسة عشر يوماً لم يستطع الترك خلالها اقتحام السور ففكروا بعدها بحيلة نفذوها وهي انهم حفروا نفقاً من خارج السور ليدخلوا داخل المدينة وفعلاً تم ذلك وكانوا يحفرون ليلاً مما جعل اهل الرس يكتشفون ذلك ويحددون موقعه ولما جهز هذا النفق ويسمى لغماً وملؤوه بالذخيرة والبارود وبقي تحديد ساعة الصفر كما يقال واذا بأهل الرس قد ابتكروا حيلة طريفة جريئة وفي آخر الليل وكان الجنود قد ناموا داخل وخارج هذا اللغم قام اهل الرس بفتح اللغم فتحة صغيرة من داخل البلدة وجاءوا بقط وضعوا في ذيله شعلة من النار ثم ادخلوه من الفتحة فأخذ القط يجري وعندها انفجر البارود الموجود بداخل النفق وقد مات عدد كبير من الاتراك يقدرون بأكثر من الالف شخص ومات من اهالي الرس سبعون شهيداً دفنوا داخل المدينة في مقبرة سميت بمقبرة الشهداء لا تزال موجودة اثارها، اما النفق فلا يزال حتى هذا اليوم موجوداً وهنا اهمس بأذن كل مسئول بمدينة الرس بأن يحددوا موقع المقبرة وان يقوموا بتنظيف هذا النفق وصيانته فهو مفخرة للرس واهل الرس, اعود للقصة واقول هذه الحادثة ارخها شعراً الشاعر صالح العوض رحمه الله بقوله:

قال من هو بدا عالي مراقيبه
مرقب للعماء عناه واشقانا
الى قوله:

يوم جاء مراعي الرقباء وجانيبه
من اسطنبول يمشي به لما جانا
باشة لابس له فيس يومي به
نيته بس ياصلنا ويفضانا
حظبوا مدفع للحرب يرمي به
واللغم حظبه من تحت مبنانا
عزنا الله وولعنا مشاهيبه
نار ملحه ابعسكرهم ولاجانا
بعد ذلك سحب الباشا عن الرس ولم يدخلها ولما وصل الى بلدة الحجناوي وهي قريبة من الرس ارسل رسولاً الى اهالي الرس يطلب ان يدخل ويتجول في الرس ومعه عدد من افراده بدون سلاح وفعلاً سمح له وكان يوم الجمعة فخطب فيهم قرناس بعدها صحبه قرناس اي صحب الباشا ومن معه الى منزله وعندما اخذ قرناس يعمل القهوة وعنده ضيوفه جاء ابن قرناس الصغير الذي لا يتجاوز السابعة ووقف بالباب ينظر الى الباشا التركي فدعاه ولكن الصبي خاف فرمى الباشا بجنيه فقرب الصبي واخذه ثم رمى بثان وثالث وفي كل مرة يقرب الصبي حتى وصل الى الباشا الذي قال يا قرناس هكذا نفعل بالناس فصارت مثلاً,, اي ان الذي لا تحصل عليه بالقوة فانك تحصل عليه باللين والحيلة.
والى قصة مثل اخرى في اسبوع، اخر.
ناصر المسيميري
الرس

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

الثقافية

الاقتصادية

متابعة

أفاق اسلامية

نوافذ تسويقية

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

أطفال

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved