Friday 25th February,2000 G No.10011الطبعة الاولى الجمعة 19 ,ذو القعدة 1420 العدد 10011



في الأول من ديسمبر
لندن تعيد افتتاح دار أوبرا كوفنت

في الأول من شهر كانون الأول/ ديسمبر، قامت الملكة اليزابيث الثانية بإعادة افتتاح دار الأوبرا الملكي المجدد في لندن بنجاح باهر، وقد أصبح البهو المزهر المصنوع من الحديد والزجاج والعائد إلى أيام الملكة فكتوريا ردهة المسرح الجديد ومتنزهه الفسيح.
تشكّل قاعة الاستماع المعاد طلاؤها بالذهب، بثرياها الزهرية اللون وستائرها الحمراء الداكنة الموسومة بالرموز الملكية، العنصر الأساس المذهل في عملية تحويل نفحة حياة جديدة في مسرح كوفنت غاردن الذي يعود إلى عام 1858م.
خلال حفل الافتتاح، قاد الفرقة الموسيقية برنارد هايتنك وانطوني توينر في عرض يجمع بين رقص الباليه والأوبرا تستعاد فهي أمجاد الماضي, في القسم الأول من العرض، قدمت فرقة الباليه الملكية مقتطفات من أعمالها السابقة رسمت من خلالها صورة إنجازات الفرقة الرائدة مذ اتخذت من دار الأوبرا الملكي مقرا لها للمرة الأولى في عام 1946م وكان بين الراقصين دارسي باسل، وفيفيانا دورانتي ونجوم ضيوف شأن سيلفي غيلم وايرك محمدوف.
أما الجزء الثاني من العرض فقد وسم بطابع الأوبرا الملكية، إذ بمقطع من مسرحية أوبرون لويبير وهو عرض ألف خصيصا لمسرح كوفنت غاردن عام 1826م تلاه ثنائي الحب العظيم من أوبرا فاغنر دي فالكور وبعده الفصل الأخير من فيديليو لبتهوفن وشارك في العرض النجوم بلاسيدو دومنغو ودبورا بولاسكي وكريستين بروير وستيغ أندرسن وروبرت لويد.
يشمل الموسم الافتتاحي للباليه في دار الأوبرا الملكي الذي أصبح اليوم يضم مسرحين جديدين، عرض ذي ناتكراكر وأعمالا من مصممي رقص معاصرين دوليين وكوبيليا وداغيلف, ينتظر أن تقدم السيدة نينت دو فالوا مؤسسة فرقة الباليه التي تجاوزت اليوم المائة سنة، النصح لإعادة احياء كوبيليا وكانت قد رقصت عام 1933م دور الفتاة ذات العينين الصينيتين.
اما من سجل الأوبرا فسيعرض كل من فالستاف لفردي وغاروين لبريرتويستل ولوكليمنزا ديتيتو من موزار، وأوتيلو لروسيني وروميو وجوليت لغونو ولا بويم من بوتشيني ودير روزنكافاليلر من شتراوس ودير فليغندر هولندر من فاغنر ودي مايستر سينغر لنرمبمرغ وغريك باشن من مارتينوس.
وتشمل مجموعة المغنين أسماء مثل برن تيرفيل وولارد وايت وأنجيلا غيور غيو وروبرتو ألانيا كما ستقدم فرق زائرة مثل فرقة باليه برمينغهام الملكية وفرقة وباليه كيروف ومجموعات أوبرا أخرى عروضا في دار الأوبرا الملكي في العام 2000م.
اغلق دار الأوبرا الملكي أبوابه ليخضع لاعمال الترميم في شهر نيسان/ ابريل عام 1996م ولكن النتيجة تبرر طول الانتظار, كلفت عملية إعادة التجميل 214 مليون جنيه استرليني وصار المبنى المزود بالهواء المكيف يشمل اليوم مسرحا موسعا وبرجا من طوابق ثلاثة، ومنشآت للكواليس تشغل بالحاسوب يمكنها تخزين مشاهد ستة انتاجات.
مع استديوهات التمرين الستة والمساحة اللازمة لصنع الملابس والخزن والمكاتب يمكن دار الأوبرا الملكي وللمرة الأولى في تاريخه أن يجمع تحت سقف واحد ألف فنان ومساعد إداري.
ألقيت على عاتق مايكل كايزر، المدير التنفيذي لمسرح كوفنت غاردن، المهمة الصعبة التي تقضي باعطاء المجمع الفني هذا طابعا ديمقراطيا، ويقول: من خلال مجموعة برامج واسعة، يمكننا أن نحول كوفنت غاردن إلى مركز ثقافي أكثر دينامية وحياة مما كان ليتوقعه أحد .
وأضاف قائلا: بتقديم عروض من الأوبرا والباليه العالمية المستوى وحفلات موسيقية مجانية وقت استراحة الغذاء وموسيقى حجرية وأنشطة تعليمية ومعارض، في نيتنا أن نقدم ما يرضي كل الأذواق، بدءا بالهاوي العرضي وصولا إلى الشغوف حقا بالفن.
سيبدأ دار الأوبرا الملكي بالاستفادة من برامجه التعليمية التي لم تقدر بعد حق قدرها والتي بدأت التعاون مع المدارس والمعاهد في شتى انحاء البلاد منذ تسع سنوات, يستعمل كل من مسرح لينبري بمقاعده الأربعمائة وعشرين ومسرح كلور ستوديو بمقاعده المائتين الجديدين، لتقديم الحفلات الموسيقية المجانية وقت الغداء وعروض من فرق زائرة وأعمال تجريبية يقدمها الراقصون والمغنون المقيمون.
شارك 110 أطفال من مدرسة كليمن المجاورة في مشروع ألف أوبرا إذ كتبوا وأدوا عرض أوبرا من ابتكارهم بتوجيه فنانين محترفين من الفرقة، إن برنامج فرصة للرقص برنامج منحة من الباليه الملكي يختار طلابا من بين 40 مدرسة مشاركة فيه، أما مبادرات الاثنين فهو برنامج موجه للبالغين المعوقين بصريا يبين كيف أن الموسيقى والحركة يمكنهما تحسين مهاراتهم الجسدية وملكة الإبداع لديهم.
من بين الفرق الأخرى التي تستعمل تسهيلات مسرحيّ لنبري وكلور، يمكن ذكر مسرح الشباب الوطني للموسيقى وأوبرا مهرجان باخ الإنكليزي، ومدرسة يهودي منويم، وفرقة الأوبرا الكلاسيكي، ومسرح لندن للرقص المعاصر.
لكن كلمة السر في عملية اضفاء الطابع الديمقراطي على دار الأوبرا الملكي تكمن في البهو المزهّر وهو قصر من النور المشع، يحوي ممرا عموميا يربط شارع بو ستريت بساحة كوفنت غاردن، وبدأ البهو هذا يجذب الزائرين إلى المبنى منذ العاشرة صباحا وحتى ما بعد عرض المساء.
يمكن الزائر ان يشاهد معارض للاصقات، وملابس من محفوظات دار الأوبرا الخاصة كما وأن يتناول القهوة أو يمكنه أن يستمع إلى الموسيقى والأغاني مجانا، يقل السلم الكهربائي الذي يرتفع عبر البهو المقنطر الزائر إلى بار قاعة الاستماع ومطعمها وفيهما مناظر خلابة تطل على ساحة كوفنت غاردن التي تعج دوما بالحياة.
باعتماد سياسة الردهة المفتوحة، يأمل دار الأوبرا الملكي في تكرار نجاح مهرجان البهو الملكي بجذب ثلاثة ملايين زائر إلى المبنى سنويا، وبموجب تدابير طويلة الأمد مع إذاعة البي بي سي سيتم عرض الكثير من انتاج الأوبرا والباليه في دار كوفنت غاردن في الساحة المجاورة خلال أشهر الصيف كما وعلى شاشات التلفزة الدولية.
خلال السنوات الست الماضية، قامت محطة الإذاعة الكلاسيكية كلاسيك ستايشن وعدة اعلانات تلفزيونية بنشر بعض ألحان الأوبرا واكسبتها بالتالي شعبية, وكان مايكل كايزر يأمل في أن يعتنق المزيد مذهب الفن عندما قام قبل افتتاح دار الأوبرا بتنظيم عرض خاص من الأوبرا والباليه للمهندسين المعماريين والمهندسين ومسؤولي البناء المشاركين في عملية الترميم.
ويقول السيد كايزر: يجب أن يكون الراقص في حالة من اللياقة البدنية أفضل من حالة لاعب كرة القدم، لكنني أدركت أنه من خلال تعليم الشباب، يمكن حفز الاهتمام في صنع الموسيقى والغناء والرقص,
فإن هذه العناصر جوهرية في ثقافتنا وتضاهي أهميتها أهمية الأدب والفلسفة,
مع دار كوفنت غاردن الجديد، تتوفر لنا منشآت لا تضاهيها أخرى في العالم، يحمل المبنى طاقة هائلة للجمهور كما وللفنانين، كلي تفاؤل بأن هذا المكان سيكون مفعما بالإثارة.
كيلي جايمسون
وخدمة لندن الصحفية
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

الثقافية

الاقتصادية

متابعة

أفاق اسلامية

نوافذ تسويقية

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

أطفال

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved