Friday 25th February,2000 G No.10011الطبعة الاولى الجمعة 19 ,ذو القعدة 1420 العدد 10011



لما هو آتٍ
هواجس,, للراحة
د,خيرية إبراهيم السقاف

اليوم الجمعة,.
وهاجس يقول: إن الناس تَذَرُ فيه البيع والشراء,, وتأتي لذكر الله,,، وبالأمس كانت الجماعة تتكتل بجوار طبق الفاكهة، بعد أن فُضَّ اللقاء,, بزخمه ومناقشاته وما طرح فيه من الرأي وتبودل فيه من الآراء.
هذه تركن إلى قصي موقع كي تراجع بعض الأوراق.
وتلك تحمل كوباً من المشروب الدافىء تهدىء به رجفة البرد في أطرافها,.
وثالثة تسند رأسها إلى مقعدها تعالج الضجيج الذي لحقها.
وسيدة الدار تحمل الأوراق,, تتأكد وهي تراجعها أن أولئك النفر الذين زاد عددهن عن الأربعين قد وردت أسماؤهن جميعهن في القائمة.
جاء صوت ثم تبعه آخر,, ثم ثالث,, فرابع,,!.
لماذا لا يكون يوم الجمعة يوم راحة فعلية,, ليستعيد فيه المرء نشاطه لأسبوع مزدحم، مكتظ,, ضاج,.
كيف؟!.
وهذه المرافق كلها تغلق أبوابها,, والمقاعد جميعها تخلو من محتليها,,، والساحات على اتساعها لا نفر فيها,,،
وقت النوم يتمدد,,،
ومواعيد الوجبات ليست ثابتة,,،
والمرء في حلٍ من أي التزام؟.
قالت النساء: لا يكفي,, لا يكفي,، نظل نعمل طيلة الأسبوع، وحين تأتي الجمعة يزداد فيها عناؤنا,.
نحن دولاب يلف، ومكوك تستعجل به قاعدته، و,,مطلوب منا الأداء على كافة الأوجه، الجمعة يوم راحة,, والناس فيها تَذَرُ كل شيء إلا المرأة,.
لكن من الرجال من يفعل ذلك,.
والمرء بحاجة إلى التحلل من كافة المسؤوليات والواجبات المجهدة,, حين يبلغ به الأداء ذروته، ذلك لأن الجسد آلة,,، ولأن الذهن بوتقة,,، ولأن النفس طاقة,.
الجمعة,, حلم الذين تُنهك آلاتهم وتكتظ بوتقاتهم وتُستنزف طاقاتهم,,؟ فكم هم,,؟!.
وكيف هي؟!.
كم هم الذين يصلون إلى الحد الأقصى في الأداء، وفي كيفية الأداء؟.
هؤلاء وحدهم من يستحقون الراحة المجدِّدة.
ولئن جاءت هذه الجمعة، ووقفت تنطق بفعل الناس الذين يعيشون فيها,, ترى ما الذي ستقول عنهم؟!.
إنهم بمثل الوافدين فيها إلى الصلاة,, قليل من يتقدم مبكراً، وأكثر من القليل من يسعى عند قرب الصلاة, والفئة الأكثر أولئك الذين يلجون المساجد بعد انتهاء الخطبة,, فما الذي يكافأون به؟!.
بمثل ما يكون أولئك من أجر يتدنَّى حتى يصل إلى أجر من قدَّم بيضة؟!.
فكذلك
سيكون استحقاقهم للحظات وساعات يوم الجمعة,.
لكن النساء,, سيكن الأكثر استحقاقاً لها,.
وهاجس يقول:
كيف يكون الجمعة يوم راحة وكل شيء يتحرك، والإنسان لا يتنازل عن طموحاته في اعلاها وأدناها، ورغباته في أكثرها وأقلها،,.
وكل شيء حوله يتحرك، ضجيجاً إعلامياً،,, ازدحاماً في الطريق، وفي السوق، وفي مترامي الصحراء، وفي فضاءات التحرك؟.
كيف لو ألغيت الصحف عن الصدور، وأوقفت المحطات: الكهربائية والفضائية عن العمل، وأُغلقت الأسواق،.
تهدأ المطابع ويرتاح الصحفيون والكتاب والإداريون,,،
وينخفض الاستهلاك للطاقة يوماً كاملاً,,،
وتُغلق عن المشاهِد نوافذ الترويح البريء وسواه,,،
وعندها يضطر الإنسان لأن يخفف من حركته ويركن إلى بيته، وإلى نفسه،,, وربما ينهض فيه لسانه فقط,,؟!.
قالت تلك الراكنة إلى مقعدها تتأمل,.
ليكن يوم الجمعة يوماً كبقية الأيام,, لكن أوقفوا ألسنتكم,.
إن اكتظاظ الداخل بما يرد عنها أشد وطأة على النفس، من شدة وطأة العمل ومسؤوليات الحياة على هذه الدابة المتحركة برؤوسنا وأقدامنا وأيدينا؟!.
فاشعلوا الأنوار،
وحركوا العربات.
وانشروا الصحف،
واطلقوا لأزرة الأجهزة كلها العنان,.
لكن اغلقوا أفواهكم,, وامنحوا ألسنتكم الراحة,, تستريحوا!!.

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

الثقافية

الاقتصادية

متابعة

أفاق اسلامية

نوافذ تسويقية

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

أطفال

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved