* أبها محمد السيد
تعتبر قاعدة الاستفادة المثلى من الامكانات المتاحة من احد اهم اسس التخطيط في كافة المجالات وانطلاقا من ذلك قامت المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة عسير بدراسة مفصلة عن هيكل الخدمات الصحية المقدمة بالمنطقة سواء على المستوى الاول منها او الثاني او الثالث.
وقد توصلت الإدارة في هذا السبيل الى خطوة مهمة متمثلة في ربط المراكز الصحية بالمستشفيات بهدف دعم العلاقة بينهما وتنظيمها مما ادى الى رفع مستوى الخدمة، وقد بذلت كافة الجهود الممكنة لايصال هذه الخدمة الى كل مكان في المنطقة المترامية الاطراف ولإلقاء الضوء على خدمات مراكز الرعاية الصحية الاولية بالمنطقة، مقوماتها وأهدافها,, استضفنا المسؤول الاول عن هذه المراكز وهو الدكتور حسين مشبب القحطاني مساعد مدير عام الشؤون الصحية بعسير للرعاية الاولية الذي قال في حديث خاص لالجزيرة : ان الرعاية الاولية تمثل الاتصال الاول بالافراد والاسر للنظام الصحي الوطني وتقدم خدمات هذا النظام من خلال مجموعة من الخدمات المتكاملة والتي تحتوي على الخدمات التطويرية والوقائية والعلاجية كما تقدم كمجموعة واحدة فيما يعرف بالعناصر الثمانية للرعاية وهي: التثقيف والتوعية الصحية بشأن المشاكل الصحية والاجتماعية السائدة، والعمل على إصحاح البيئة وتوفير الامداد الكافي بمياه الشرب النقية، والعمل على توفير الأغذية وتعزيز التغذية السليمة، وخدمات الأمومة والطفولة المتكاملة، وتحصين الاطفال ضد امراض الطفولة المعدية، والعمل على وقاية المجتمع من الامراض المستوطنة والمعدية، والتشخيص السليم والعلاج الملائم للأمراض والاصابات الشائعة، وتوفير العقاقير الاساسية.
واكد د, القحطاني أنه لضمان التطبيق السليم للرعاية الصحية الاولية بمفاهيمها واسسها يتم القيام بمسح وتحليل المجتمع وفتح الملفات الصحية المتكاملة للأسر وإعداد خطة عمل سنوية للتعامل مع ما تسفر عنه نتائج المسح الصحي الاجتماعي الديموقرافي للمنطقة حيث تقدم الخدمات من خلال فريق من العاملين بمراكز الرعاية يتم الالتزام من قبلهم بالعمل بروح الفريق الواحد ومن خلال توفير قاعدة بيانات هامة عن المجتمع وتساعد في التخطيط والتنفيذ والتقييم.
وتحدث مساعد المدير العام للرعاية الاولية بعسير عن الاشواط التي قطعتها صحة عسير في تطبيق نظام الرعاية الاولية وقال: ان صحة عسير من اولى المناطق الصحية في المملكة التي حققت انجازات متميزة في هذا المجال، فقد بلغ عدد مراكز الرعاية الصحية الاولية بالمنطقة 210 مراكز موزعة على مدن ومحافظات وقرى وهجر المنطقة، وتقدم خدماتها بمستوى جيد وقد طورت صحة عسير مفهوم الخدمة في المناطق النائية والتي يصعب الوصول اليها من خلال الفرق الطبية المتنقلة والتي تتصل بهذه المناطق سواء عن طريق الجو او البر لتقديم الخدمات الشاملة لسكان تلك الجهات اسوة بإخوانهم المواطنين بالمدن والمحافظات, وبيّن د, حسين ان المنطقة استحدثت تجربة رائدة بدعم من وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية وهي تدريب الدايات التقليديات لسكان تلك الجهات على كيفية القيام بعملية الولادة الطبيعية المأمونة وتحت الاشتراطات الصحية المطلوب توفرها في مثل تلك الظروف ويتم مراقبة هذه الفئة عن طريق زيارات تقويمية من كبار استشاريي النساء والولادة ومشرف المديرية للوقوف على وضع التطبيق تثمر عنه نتائج التجربة وصولا بالخدمة الى اقامة عدالة التوزيع وسهولة الوصول اليها من المواطنين في هذه المناطق.
واكد الدكتور القحطاني أن مراكز المنطقة حققت انجازات رائعة في مجال تعزيز الصحة ونشر الوعي الصحي وانحسرت نسبة الولادات بدون اشراف طبي لتصل الى 8,5% على مستوى المنطقة وتطعيم الاطفال تحت السن العام بالتطعيمات الاساسية والتي تجاوزت 97% من مجموع الاطفال المستهدفين مما انعكس ايجابا على معدلات الاصابة بالأمراض المستهدفة بالتحصينات والتي لا تكاد تذكر اضافة الى مكافحة الامراض السارية والمراقبة الوبائية ومكافحة نواقل الامراض المتوطنة بالمنطقة.
واضاف بقوله: ان المنطقة تتبنى حاليا التوجه الخاص بتطوير المتابعة والرصد للأمراض المزمنة ارتفاع ضغط الدم السكري الربو الشعبي,, الخ وقد شكلت لجنة فنية على مستوى المنطقة لدراسة اوجه النشاط ووضع المعايير والضوابط اللازمة لتحسين المتابعة وعدالة توزيع الدواء لهذه الفئة الهامة من المرضى، مشيرا الى ان المنطقة انتهجت اسلوبا جديدا في تقديم الخدمة الصحية ويمثل توجها رائدا لقي تأييد الجهات المعنية محليا وتدعمه وبشدة منظمة الصحة العالمية وهو ربط مراكز الرعاية الصحية الاولية بالمستشفيات, ووصف د, حسين بأن التجربة قد حظيت بدعم منظمة الصحة العالمية والمنظمة الدولية وأوصت بالتوسع في تطبيقها لما لها من ايجابيات ادت الى تحسين الاداء وجودة الرعاية المقدمة.