يجتمع المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية وزراء الخارجية يومي 12 و 13 مارس المقبل في بيروت في بادرة تعبير عربي جماعي عن التضامن الايجابي مع لبنان وهو يواجه محنتي الاحتلال العسكري الاسرائيلي لجنوبه، والعدوان العسكري الاسرائيلي على مرافق بنيته الأساسية.
وهذه هي المرة الأولى في تاريخ مجلس الوزراء لجامعة الدول العربية التي يعقد فيها واحدةً من دوراته العادية خارج المقر الدائم للجامعة في العاصمة المصرية القاهرة .
وكان رئيس وزراء لبنان سليم الحص أول مَن نقل الى الدكتور عصمت عبدالمجيد الأمين العام للجامعة العربية نبأ عقد الدورة العادية للمجلس الوزاري في بيروت,, وبعد ذلك باشر الأمين العام اتصالاته بوزراء الخارجية للتشاور.
وأول أمس كان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أول من أعلن تأييده لهذه المبادرة العربية التضامنية مع لبنان الشقيق رئيساً وحكومة وشعباً وجيشاً في مواجهة الصلف الاسرائيلي ودعماً بكل الوسائل المتاحة للبنان بما فيها المقاومة الوطنية المشروعة للاحتلال والعدوان الاسرائيليين.
واذا كان لهذه المبادرة من جانب وزراء الخارجية العرب معنى واحد يمكن ان يتعلق به المتفائلون في الشارع السياسي العربي، فهو المعنى أن صنّاع القرار العرب ما زالوا قادرين عند الضرورة الملحّة على التواجد معاً داخل نفس الخندق الذي يواجه منه مَن يتعرض منهم لما يتعرض له لبنان أرضاً وأهلاً من عدوان وتحديات ومخاطر.
والمبادرة المعلنة اذا ما تمت في الموعد المحدد لها يمكن ان تكون، بجانب التعبير عن التضامن مع لبنان، نقطة انطلاقة عملية للنظر بموضوعية وتجرد في سبل استعادة الثقة بين الجميع بمنطق المصارحة التي تتوخى احتواء كل السلبيات التي رانت طويلاً على العلاقات العربية/ العربية، وعرقلت مسيرة التضامن كقاعدة راسخة للعمل العربي المشترك!
كما يمكن لهذه الدورة الوزارية العادية التضامنية مع لبنان ان تبارك كل خطوة جادة نحو تهيئة المناخ الصحي الملائم لتحويل النداءات المتكررة من اغلب المصادر العربية لعقد قمة عربية شاملة الى حقيقة واقعية حين تزول كل المحاذير والتحفظات التي يخشى اصحابها من فشل قمة تعقد بدون توفير مثل ذلك المناخ الصحي وبدون التحضير الذي لا يترك شاردة ولا واردة الا بعد ان يمحصها ويخلص منها الى بر اليقين بأن الوضع العربي العام أصبح قابلاً وملائماً لعقد القمة التي أمامها الكثير من القضايا العربية المصيرية في زمن النظام العالمي الجديد ومنهج العولمة، حتى لا نكون كعرب مجرد متفرجين إن لم نكن ضمن قطيع التابعين لمن يريدون التفرد بقيادة النظام العالمي الجديد والتصرف في شؤون الدول دون أدنى اعتبار لاستقلالها وسيادتها وحريتها.
الجزيرة